لعل من أبرز الخصائص المؤثرة في الآخرين بالإضافة إلى العلم توافر سمات خاصة تربط الآخرين بقيم السماء ومبادئ الرسل والأنبياء والآئمة عليهم السلام وقد توافرت سمات في شيخنا العلامة الهاجري رحمه الله وقدس نفسه الشريفة أبرزت الجانب العلمي وربطته بالواقع الإجتماعي وأبرزها الجانب العلمي وجسدها في أخلاقيات الناس وسلوكهم مع بعضهم ومع الله تبارك وتعالى وسنتناول هذه السمات التي توفرت في شخصية فقيدنا الراحل بنحو من الاقتضاب.
- الصبر
فقد ذلل الصعاب والعقبات الكبيرة التي أعاقت الآخرين عن بلوغ مرامهم فلم يحصلوا على ماكانوا يطمحون إليه ويتمنونه أما فقيدنا رحمه الله فقد أتخذ هذه السمة مدرعة وجلباباً وأستطاع أن يرتقي عليماً في الفقه والأصول واللغة العربية بعلومها المتعددة بصبره وثباته فلم يترك تحصيله العلمي في منتصف الطريق كما فعل الكثير بل سار جاداً وسعى كادحاً حتى أقتنع أساتذته بأهليته العلمية وأسبغوا عليه أجزل الألفاظ الدالة على تسنمه للمرتبة العلمية العالية وهو وإن ساعدته الخصائص الذاتية كذكائه الذي كان يستطيع أن يسبر به غور المسائل العلمية بسهولة ويسر وحافظته القوية والتي كان يستذكر بها الكثير الكثير من المسائل العلمية التي تمر على الإنسان في دراسته للمقدمات إلا ان سرعان مايبتعد عنها ويصعب عليه إستذكارها فضلا عن الإستشهاد بها والفهم الدقيق لها مع مايقترن بها من شواهد وأمثلة إلا أن بحافظته كان يذكر أصعب وأدق الأمثلة في النحو والصرف وعلوم البلاغة ويتذكر بها طلاب العلم وأصحاب الفضيلة وكأن قد درسها بالأمس أو انتهى من المباحثة العلمية لها توا عير أن ذلك الذكاء وتلك الحافظة ليس هما اللذان جعلاه يتسلق ذرى المجد ويصل إلى المراتب العالية بل يعود ذلك إلى صبره الذي ترتب عليه العطاء الإلهي للعلم الثري وصدق الله العظيم حيث يقول ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
- الذكر الكثير لله
لقد كان لسانه رطب بذكر الله فهو ذاكر لله في كل آن وحث لطلبته وطلاب العلم على أهمية الإدمان على ذكر الله تعالى وأن الذكر يمثل البلسم الناجح والقادر على انتشال الإنسان مهما كبت به الخطى وتعثر في طريقه لأن الله تبارك وتعالى سيذكره ويتكفل به ” اليس الله بكاف عبده ” وكم علم من الأوراد والأذكار لطلاب العلم وأصحاب الفضيلة فأفادتهم كغذاء روحي قويت به نفوسهم واشتدت به سواعدهم وكان رحمه الله يقول بهذه الأذكار يستطيع الإنسان أن يصل إلى فهم اعقد المسائل العلمية ويتوصل إلى مرتبة عالية من العلم يلتذ فيها بإدراك المطالب العالية .
رحمه الله لقد كان مصداقاً لقوله تعالى ” واذكروني أذكركم ” وبقيت هذه الصفة عنده إلى أن فارق هذه الدنيا عارجاً إلى الله تبارك وتعالى فكانت آخر الألفاظ التي رددها قبل خروج روحه كلمات تسبيح وثناء التتريه للباري تبارك وتعالى .
- الاستمرار في طلب العلم
لعله من القلائل الذين اتصفوا بهذه الصفة فهناك الكثير من العلماء اللذين لايزاولون التدريس بعد رجوعهم إلى أوطانهم ويتفرغون للشأن العام غير أن شيخنا العلامة كان يرى التعليم والإستمرار في تربية الفضلاء أمرا في غاية الأهمية ففتح بيته مؤلاُ للتدريس مما كان له الأثر الطيب في إعداد رعيل من العلماء وأصحاب الفضيلة ببركاته واستمراره فهو وبرغم من تصديه للقضاء وابتلائه ببعض الأمراض إلا أنها لم يمنعاه عن الإستمرار في تربية وتعليم طلاب العلم وأصحاب الفضيلة وقد مثل درساً عملياً للعالم العامل والذي يريد أن ينشر العلم ليتضوع به العلماء ويستفيد منه الناس فيرتبطون بمبادئهم سائرين في طريق الحق على وفق ضوابط الشرع من هدي الكتاب وإتباع السنة المستقاة عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
- الحب العميق في أهل البيت عليهم السلام
لقد برزت محبته لهم باقتدائه بهم والسير على نهجهم والإقتفاء لآثارهم فعندما كان يسمع الخطيب الحسيني حتى وأن كان ذلك الخطيب في المراحل الأولى إلا أن يتأثر به وينفعل بما يقوله ويظهر ذلك الأثر بلوعة وأسى وزفرات يتنهد بها ودموع تنصب منه مآقيه وعندما كان يسمع مناقب ومآثر أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين تنبسط نفسه وتنشرح اساريره فيغدوا ثملا بحبهم يرى أن الهدي ماصدر منهم والحق معهم ومنهم وإليهم فرحمه الله رحمة الأبرار وحشره مع سادته الأطهار .
www.yamahdi.us
- شبكة تهتم بتراث آية الله المقدس الهاجري
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً