بسم الله الرحمن الرحيم
((وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً))(١).(٢)
شرف الدين النجفي: في الحديث السابق عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قوله تعالى: ((وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً)) قال: فالنار هو القائم عليه السلام الذي (قد) أنا رضوئه وخروجه لأهل المشرق والمغرب، والملائكة هم الذين يملكون علم آل محمد صلوات الله عليهم (أجمعين)، وقوله: ((وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)) قال: يعني المرجئة، وقوله: ((لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)) قال عليه السلام: هم الشيعة وهم أهل الكتاب وهم الذين أوتوا الكتاب والحكم والنبوة.
وقوله (تعالى): ((وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)) أي لا يشك الشيعة في شيء من أمر القائم عليه السلام، وقوله: ((وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)) يعني بذلك الشيعة وضعفاؤها (ضعفاء الشيعة) ((وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً)) فقال الله عز وجل لهم ((كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ)) فالمؤمن يسلم والكافر يشك.
وقوله: ((وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ)) فجنود ربك هم الشيعة هم شهداء الله (الشهداء لله) في الأرض، وقوله: ((وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ)) ((لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)) (قال: يعني اليوم قبل خروج القائم عليه السلام من شاء قبل الحق وتقدم إليه، ومن شاء تأخر عنه)، وقوله: ((كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ)) قال: هم أطفال المؤمنين، قال الله تبارك وتعالى: ((أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)) قال: إنهم (آمنوا) بالميثاق.
وقوله: ((كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)) قال عليه السلام: بيوم (الدين)(٣) خروج القائم عليه السلام وقوله: ((فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)) قال: يعني بالتذكرة ولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، (وقوله): ((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ، فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ)) قال: كأنهم حمر وحشٍ فرت من الأسد حين رأته، وكذلك المرجئة إذا سمعت بفضل آل محمد عليهم السلام نفرت عن الحق، ثم قال الله تعالى: ((بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً)) قال: يريد كل رجل من المخالفين (أن) ينزل عليهم (عليه) كتاباً من السماء، ثم قال الله تعالى: ((كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآْخِرَةَ)) (قال) هي دولة القائم عليه السلام.
ثم قال تعالى بعد أن عرفهم التذكرة (أنها) هي الولاية: ((كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ، فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ، وَ ما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)) قال عليه السلام: فالتقوى في هذا الموضع (هو)(٤) النبي صلى الله عليه وآله والمغفرة أمير المؤمنين عليه السلام.(٥)
الهوامش:
(١) المدثر: ٣١.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) تأويل الآيات الظاهرة_ مخطوط.
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً