|
الشيخ علي الجزيري || وصف النبي الأعظم (ص) في نهج البلاغة (٢) || ٢٣ رجب ١٤٤٥ هـ
اليوتيوب: • الشيخ علي الجزيري || وصف النبي الأعظم…
ومن خطبة له عليه السلام علّم فيها الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله:
“اللهم داحي المدحوّات، وداعم المسموكات، وجابل القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمدٍ عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، والمعلن الحقّ بالحقّ والدافع جيشات الأباطيل، والدامغ صولات الأضاليل، كما حُمّلَ فاضطلع قائماً بأمرك، مستوفزا في مرضاتك غير نأكل عن قدم. ولا واه في عزم، واعياً لوحيك، حافظا لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك. حتى أورى قبس القابس وأضاء الطريق للخابط، وهُديت بهِ القلوب بعد خوضات الفتن…”
استعراض لمجمل الفكرة في هذا المقطع.
في هذا المقطع من الدعاء يشيرُ أمير المؤمنين (ع) إلى استحقاق النبي (ص) الصلوات الشريفة وأنّه أهلٌ للخير القارّ من الله.
إشارة إلى أنّ الباطل لا يستقرّ؛ وله أصلٌ قرآني: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
تتسمُّ صولات الضلال بالسرعة والمباغتة والإضرار لمن لم يستعدّ لها، والنبي (ص) دمغها وضربها على رأسها.
تحليل كلمة (كما) في الخطبة:
تأتي للتشبيه كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)، وتأتي لغير التشبيه كالتمهيد للطلب كما في قوله تعالى: (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ).
كلمة (كما) في كلام أمير المؤمنين (ع) جاءت توطئة للطلب. اللهم صلّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم: مَن طُلبَ له أحقُّ ممن فُعل له الفعل. اضطلاع النبي (ص) بأعباء النبوّة هو حملها بالقوة.
مستوفزاً في مرضاتك: شدّة الإسراع.
وصف كيفية تحمّل النبي (ص) للرسالة.
وصف هداية النبي (ص) للعباد.
اترك تعليقاً