|
دروس في تفسير القرآن الكريم شهر رمضان المبارك عام 1440 هـ ، في مسجد الغدير بالقارة – تفسير سورة العلق – ج 7
00:01 بداية الدرس وحديثٌ عن تفسير نور الثقلين للحويزي (رحمه الله) والمرحلة التي جاء فيها تفسيره
- يوجد تفسيران بالمأثور عن أهل البيت جامعان، تفسير البرهان للسيد البحراني (رحمه الله) والآخر تفسير نور الثقلين للحويزي (رحمه الله).
- في أكثر من مرة لاحظت أن نور الثقلين أكثر استقصاء، لكن هذا يظل ليس إحصاء صحيحا في مورد أو موردين.
- لسنا في صدد المقارنة بينهما، فكلاهما عالمان جليلان، وكلا الكتابين نفيسين، وقد جاءا في عصر ازدهار الأخبارية، في فترة تأليف البحار ووسائل الشيعة والعوالم والجامع.
- كانت تلك الفترة من بعد سنة ١٠٥٠ هـ، وهي فترة ازدهار علم الحديث في المرحلة الثانية، وهو عصر التدوين المبوب، ويبقى أننا أسبق من غيرنا في التدوين فلقد جاء عن أحد المعصومين -عليهم السلام- لما عرض عليه كتاب يوم وليلة قال: “ليس لهؤلاء مثله”، وكان كتاب يوم وليلة صحيحا بتصحيح المعصوم (ع) لا أنه تصحيح اجتهادي.
8:02 سرد الروايات:
8:16 الرواية الأولى:
– في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “من قرأ في يومه أو ليلته اقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا وأحياه شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل مع رسول الله صلى الله عليه وآله”.
– لاحظوا كيف سماها الإمام، لم يسمها العلق.
– بيان مزية الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وآله.
9:38 الرواية الثانية:
– رواية مرسلة في مجمع البيان عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: “من قرأها فكأنما قرأ المفصل كله”.
10:49 الرواية الثالثة:
– روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العزائم: ” ألم تنزيل، وحم السجدة، والنجم إذا هوى، واقرأ باسم ربك”، وما عداها في جميع القرآن مسنون ليس بمفروض”.
– مسنون، أي أن السجود فيها مستحب ليس بواجب.
11:35 الرواية الرابعة:
– الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام: “إن العزائم أربع: ” اقرا باسم ربك الذي خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة “.
11:54 الرواية الخامسة:
– عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام: سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام إنّ أول سورة نزلت بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت “إذا جاء نصر الله”.
12:32 الرواية السادسة:
أصول الكافي: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن منصور بن العباس ومحمد بن الحسن بن السري عن عمه علي بن السري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله “بسم الله الرحمن الرحيم * اقرأ باسم ربك ” وآخره ” إذا جاء نصر الله “.
13:20 الرواية السابعة:
– تفسير علي بن إبراهيم: وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: “وانه كانت أول سورة نزلت ” اقرا باسم ربك الذي خلق ” الحديث، وقد تقدم عند قوله تعالى: “ما ودعك ربك وما قلى “.
- توجد ثلاث روايات عن الرضا وعن الصادق وعن الباقر -عليهم السلام- في كون أنها أول سورة نزلت.
14:09 الرواية الثامنة:
– حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، يعنى خلق نورك القديم قبل الأشياء خلق الانسان من علق يعنى خلقك علقة وشق منك عليا اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم يعنى علم علي بن أبي طالب عليه السلام علم الانسان ما لم يعلم يعنى علم عليا من الكتاب ما لم يعلم قبل ذلك.
– هنا ظهر معنًى خامس ل (خلق) فقد ذكر سابقًا:
١-خلقك.
٢-خلق الإنسان
٣-خلق كل شيء.
٤-خلق، على وجه الإبهام.
٥-خلق نورك.
– الفرق بين خلقك وخلق نورك: أن (خلقك) إذا جاءت مطلقة، يكون الظاهر أن المقصود وجوده المادي -صلى الله عليه وآله- في هذه النشأة.
– اشتقاق علي -عليه السلام- من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يراد به اشتقاق النور من النور، لا اللحم من اللحم.
– كيف يكون الإنسان الذي تعلم هو علي بن أبي طالب -عليهما السلام-، فأين رسول الله -صلى الله عليه وآله- في هذا السياق؟!
– توجد روايات أخرى أن القلم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أول من خُلِق، وهو الذي علم علي من أبي طالب (عليه السلام) حتى علمه بوجود نفسه -عليه السلام-.
……..
قال علي بن إبراهيم: في قوله: ” اقرأ باسم ربك ” قال: اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق ” خلق الانسان من علق ” قال: من دم ” اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم ” قال: علم الانسان بالكتابة التي بها تتم أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها ثم قال: كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى قال. إن الانسان إذا استغنى يكفر ويطغى وينكر، قوله عز وجل أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى.
- اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم، وقد ذكر احتمالات أخرى، فهل تفسير علي بن إبراهيم يخطُّ على ويلغي باقي الاحتمالات؟
- هذا يعتمد على مدى الاعتبار بتفسيره، والسيد الخوئي يرى صحته إلا ما استثني بالدليل.
22:07 الرواية التاسعة:
– من لا يحضره الفقيه: روى عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن صلاة الضحى؟ فقال: أول من صلاها قومك، إنهم كانوا من الغافلين، فيصلونها ولم يصلها رسول الله.
– “من الغافلين”: إطلاق غير مقصود، فلا يقصد المبرزون من الصحابة، ولعل المقصود في الرواية الأحفاد لا الصحابة.
– احتمالان:
الأول: أن الإمام (عليه السلام) أراد أن يردع هذه البدعة التي ابتدعها أولاد أو أحفاد الأنصار.
الثاني: أن تكون الرواية صادرة للتقية، لوجود مثلها عند القوم.
- ينبغي أن يُدرس أصل الصدور قبل جهة الصدور.
29:06 الرواية العاشرة:
– وقال: إن عليا عليه السلام مر على رجل وهو يصليها، فقال علي عليه السلام ما هذه الصلاة؟ قال: أدعها يا أمير المؤمنين؟ فقال علي عليه السلام: أكون أنهى عبدا إذا صلى؟.
-“أدعها يا أمير المؤمنين؟”: دلت على أن المصلي مؤدب وفطن، وأما “أكون انهى عبدا إذا صلى؟”: أي لا تسلني بهذه الطريقة إن كنت تريد الحكم الشرعي، فإن كان فطنًا لم يكن فقيهًا، ولو كان فقيهًا لسأل بهذه الصيغة “أهي مشروع يا أمير المؤمنين”.
30:35 الرواية الحادية عشرة:
مجمع البيان: وجاء في الحديث ان أبا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم. قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلى، فانطلق ليطأ على رقبته، فما فجئهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه، فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني و بينه خندقا من نار وهولا وأجنحة.
وقال نبي الله صلى الله عليه وآله والذي نفسي بيده لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، فأنزل الله سبحانه ” أرأيت الذي ينهى ” إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح.
32:18 الرواية الثانية عشرة:
– وقد روى عن علي عليه السلام انه خرج في يوم عيد فرأى أناسا يصلون فقال: “يا أيها الناس قد شهدنا نبي الله صلى الله عليه وآله في مثل هذا اليوم، فلم يكن أحد يصلى قبل العيد – أو قال النبي – فقال رجل: يا أمير المؤمنين ألا تنهى أن يصلوا قبل خروج الامام؟ فقال: لا أريد ان أنهى عبدا إذا صلى، ولكنا نحدثهم بما شهدنا من النبي أو كما قال.
- “ولكنا نحدثهم بما شهدنا من النبي أو كما قال.” أي نخبرهم بالمشروع، نقول هذه الصلاة غير مشروعة ولا نقول لا تصلوا.
33:24 الرواية الثالثة عشرة:
قال ابن عباس: لما أتى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وآله انتهره رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو جهل: أتنتهرني يا محمد، فوالله لقد علمتَ ما بها- أي مكة- أحد أكثر ناديا مني، فأنزل الله سبحانه فليدع ناديه.
34:12 الرواية الرابعة عشرة:
تفسير علي بن إبراهيم: قوله: “فليدع ناديه” قال: لما مات أبو طالب نادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمدا، فقد مات الذي كان ناصره، فقال الله: فليدع ناديه سندع الزبانية، قال: كما دعا إلى قتل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله نحن أيضا ندع الزبانية، ثم قال: (كلا لا تطعه واسجد واقترب)، أي لا يطيعون لما دعاهم إليه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله أجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ولم يجسر عليه أحد.
35:26 الرواية الخامسة عشرة:
عيون الأخبار: في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى: ” واسجد واقترب “. ***(آية سجدة واجبة)***
- خاطرة: عبارة كُتبت على قبر الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء.
38:20 الرواية السادسة عشرة:
الكافي: علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله عز وجل ” واسجد واقترب “.
-خاطرة لطيفة تذكر للتندر وقد تكون حقيقية: إن فخر المحققين (رحمه الله) الشيخ محمد بن الحسن، ابن العلامة الحلي -وكانا آيتين في الذكاء، وقد بلغ المحقق رتبة الاجتهاد وهو في العاشرة أو قبل ذلك أو في الحادية عشرة،-يقال أن فخر المحققين أزعج أباه وهو طفل صغير وأراد أن يؤدبه، فلحقه، فقرأ آية سجدة، فتوقف العلامة وسجد، فلما قام أبوه قرأ آية سجدة فسجد وهكذا حتى تعب الأب وجلس.
42:02 الرواية السابعة عشرة:
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن يعقوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده: وسجدت لك تعبدا ورقا، لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا متعظما، بل انا عبد ذليل خائف مستجير.
42:42 الرواية الثامنة عشرة:
من لا يحضره الفقيه: قال الصادق عليه السلام: أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد قال الله عز وجل ” واسجد واقترب “. وقد روى أنه يقول في سجدة العزائم لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله ايمانا وتصديقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، لا مستكنفا ولا مستنكرا بل انا عبد ذليل خائف مستجير، ثم يرفع رأسه ثم يكبر.
- الروايات التي يرويها الصدوق عن الصادق عليه السلام:
١-إذا قال: روي عن الصادق تكون مرسلة.
٢-إذا قال: قال الصادق تكون ذات قيمة عالية عند العلماء؛ لأنه ما جاز له أن يقول قال بصيغة الجزم إلا مطمئنًا بصحتها وصدورها.
44:48 الرواية التاسعة عشرة:
– مجمع البيان: وفى الحديث عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أقرب ما يكونُ العبد من الله إذا كان ساجدا.
45:30 الرواية العشرين:
غوالي اللئالي: وروى في الحديث أنه لما نزل قوله تعالى: “واسجدوا واقترب” سجد النبي صلى الله عليه وآله فقال في سجوده: أعوذ بالله برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك حتى لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
47:44 لملمة البحث في مفاد الروايات
- هل الروايات في كون سورة العلق هي أول سورة متواترة ومستفيضة؟
لا، لكن من القرائن التي تُفيد الاطمئنان:
1 -تعدد الروايات.
2-أصحاب الكتب التي نقلت هذه الروايات مختلفون.
3-أنها وردت عن أئمة مختلفين.
4-أن هذه الروايات تلقاها جمعٌ من علمائنا بالقبول.
5-سياق الآيات موافق لتكون أول سورة.
فمجموع هذه القرائن مورث للاطمينان.
53:14 الموقف من التفسيرات التي وردت في هذه الروايات السابقة
- روايات مأخذها أخبار آحاد.
- لا نعول عليها، ولكن تبقى وجوه محتملة للتفسير ويبقى لها قيمتها؛ فالرواية إن لم نعلم أنها كذب نقيم لها وزنًا وإن كانت مرسلة، فهذا تراث لا يمكن الافريط فيه.
- في بعض الروايات تفسير لباطن القرآن، ويكون وجهًا محتملًا في التفسير، لكن هذا لا يسلب حجية ظاهر القرآن.
57:03 نهاية الدرس واستقبال الأسئلة.
57:12 إذا كانت الرواية تخالف الظاهر والباطن للقرآن، فهل هي رواية موضوعة؟
الجواب:
– هل شرط قبول الرواية والطريق لمعرفة أن الرواية موضوعة هو مخالفتها لظاهر القرآن وباطنه؟! لا؛لأن باطن القرآن لا نعلمه وهذا إيكال إلى المجهول.
– من الطرق للحكم على الرواية بأنها موضوعة أن تكون مخالفة للقرآن، وهو معيارٌ أعطانا إياه الأئمة المعصوم عليه السلام، وقصد المعصوم (ع) هو مخالفة ظاهر القرآن؛ لأننا نستطيع أن نرجع إليه، وإن ما يقصد بالمخالفة هو المباينة، وليس المخالفة بالإطلاق والتقييد.
– من الطرق لمعرفة أنّ الرواية موضوعة: كون الرواية مخالفة للعقل القطعي -وليس الظني أو الذوق-، أو مخالفة السنة القطعية، كأن تخالف رواية متواترة قطعية الصدور، أو أن تخالف الإجماع.
-كلامهم (عليهم السلام) كالقرآن له ظاهر وباطن، ويؤيد هذا ما جاء عن أمير المؤمنين -عليه السلام- أنه علمني رسول الله ألف باب ينفتح لي من كل باب ألف باب، وقد ورد في صحيح مسلم عن حذيفة -رحمه الله- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله- قام فينا يومًا خطيبًا فما ترك شيئًا إلى قيام الساعة إلا وأخبر به *علمه من علمه*، وإن كلمة حذيفة جميلة حيث أنه يقول: لا تظنوا أن كل من حظر ذلك اليوم عَلِمَ ما سيجري على هذه الأمة إلى قيام الساعة.
موقع الشيخ علي الجزيري
اترك تعليقاً