|
دروس في تفسير القرآن الكريم شهر رمضان المبارك عام1439 هــ – تفسير سورة البينة – ج 2 في مسجد سليم المدني
اليوتيوب:
00:01 بداية الدرس واستعراضٌ لما تمّ طرحه في الدرس السابق
01:55 لم يكن: استعراض سريع لمناقشة رأي السيد الخوئي رحمه الله حول نفي الشأنية والأهلية والإحالة إلى بحث إحسان النبي صلى الله عليه وآله للقراءة والكتابة.
02:54 هل من في قوله تعالى: (من أهل الكتاب والمشركين) بيانية أم للتبعيض؟
– التبعيض: يمكنُ أن يتعقّل ذلك في أهل الكتاب، ولكن لا يتعقّل في المشركين.
– البيان: أهل الكتاب ليسوا كفاراً بأجمعهم
– كلمة الواحدي التي نقلها الفخر الرازي عن أن الآية من أصعب ما في القرآن نظماً وتفسيراً وتخبّط العلماء الكبار فيها.
06:54 قاعدة علمية للعلاج: يمكنُ حملها على البيان = عامٌ شرعيٌ يقبل التخصيص
07:48 عن ماذا كانوا منفكين؟
- استظهر كثيرٌ- وهو المروي في تفسير القمي رحمه الله- أنّ الانفكاك عن كفرهم، ويمكن استظهاره ابتداء من الآية، ولكنّ بالتأمل في كلمة (حتّى) يحيلنا إلى معنىً آخر؛ فالمعنى حسب الظهور البدوي يشيرُ إلى أن الكفار سيبقون على كفرهم حتى تأتيهم البينة، وبعدها سيتركون كفرهم، وهو لا ينسجم مع ما نعلمه من عدم ترك الكفار لكفرهم.
- مناقشة رأي الفخر الرازي في أن تقدير الآية: الكفر الذي كانوا عليه: معنى صحيح يمكنُ أن يقال وكثيرة هي المعاني التي يمكنُ أن تقال، ولكن كلامنا حول كلام الله، ولا يصح الجزم بأن هذا هو المراد.
17:15 الوجه الذي ارتضاه صاحب الميزان: انفكاكهم عما تقتضية سنة الله في الأمم من إرسال الرسل وإقامة الحجج.
21:40 مناقشة رأي صاحب الميزان رحمه الله:
- استظهار يحمل الآية على معنى بعيد إلا أن ييّن معنى الانفكاك.
- يوافق بعض المعاني التي ذكرت في تفسير الآية من أن المراد أنهم لن يهلكوا حتى تأتيهم البينة.
- معنى صالح لحمل الآية عليه، ولكنهُ وغيرهُ من المعاني لا يمكن أن تسند شيئاً منها للآية الشريفة فنقول أن مراد الله هو هذا المعنى.
- ليس لنا أن نقول أن لها معنى خاصاً من المعاني التي ذكرت، فمعنى الآية غير ظاهرٌ، والقرآن لا يفسّر استناداً إلى الاحتمال والاستظهار، وهذا الاستظهار هو مقتضى التدبر في القرآن.
26:00 رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهرة:
- الرسول هو رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى هذا إجماع المفسرين.
- الذهاب إلى أن الآية تعارض قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ) توهمٌ ضعيف؛ لأنّنا نجدُ (ما كنت تتلو) في قبالة (يتلو)، فلا تعارض بين الوجهين.
- قال الفخر الرازي: كيف نسب تلاوة الصحف المطهرة إلى الرسول مع أنه كان أميا ؟ قلنا : إذا تلا مثلا المسطور في تلك الصحف كان تاليا ما فيها، وقد جاء في كتاب منسوب إلى جعفر الصادق أنه عليه السلام كان يقرأ من الكتاب ، وإن كان لا يكتب ، ولعل هذا كان من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم.
- يبدو من نقله عن الإمام الصادق عليه السلام أنه يرتضي هذا المعنى ولو على سبيل الاحتمال.
- حمل المفسرون التلاوة عن ظهر قلب ويوافق ما علم باليقين من أنه لم يكن يقرأ من صحف أثناء دعوته الكفار للإسلام.
30:56 هل تدلّ الآية على أنه كان يحسنُ القراءة والكتابة؟
- يوجدُ من البحثين المتأخرين من حمل اللفظة على القراءة من صحف وذهب بموجبه لإحسان النبي صلى الله عليه وآله للقراءة.
- المسألة من المعارف، لا من العقائد ولا من الشرائع.
- نحنُ نظرنا في أدلة المثبتين والنافيين، ولنا في الطريقين نظرٌ، زالذي انتهينا إليه في بحث المسألة ههو أن الذي تقتضيه العمومات الشرعية والظهورات النقلية في مجموعها أنهُ كان يحسن القراءة.
36:28 إشارة لبعض الظهورات الشرعية من الآيات والروايات (سيخرجُ البحثُ إن شاء الله إلى الطبع قريباً).
43:37 كيف نفهم الحصر في قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ …)؟
- حصرٌ غير مقصود، فقد أمروا بما هو أكثر
- عمومٌ شرعيٌ يقبل التخصيص، والحصر في الآية ليس حصراً حقيقياً، بل حصرٌ نسبيٌ إضافي.
- الذي نستظهره أن الآية في مقام ملامتهم وتقريعهم: لم يكلفوا بأمرٍ شاقٍ ليعتذروا عنه، بل كلفوا بأمرٍ يسير.
47:56 لماذا يعاقب الله الكفار والعصاة؟
- تكلم في الجواب جهابذة العلماء كابن سينا والآخوند صاحب الكفاية والمحقق الأصفهاني.
- قصةٌ لطيفة تبيّن علو شأن الآخوند علمياً (48:10)
50:26 ابن سينا: لا بدّ من العقاب إنجازاً للوعيد، لأن لله لو عفى عن جميع من توعدهم لما أصبح للوعيد قيمة فلا ترتدعُ النفوس بالوعيد إذا لم يُنجز، دون أن يعني ذلك أن الوعيد سيتحقق فيهم جميعاً.
- مع وجود الخوف والرجاء، فلا يحصل للعبد من يجرأهُ على ارتكاب المعاصي.
53:30 صاحب الكفاية: العقاب من تبعات الأفعال، كاحتراق اليد إذا لامستها النار.
55:17 المحقق الأصفهاني: إنجاز الوعيد عدلٌ، وإظهار العدل كمالٌ كإظهار الفضل، ويشترط في الفضل والعدل أن يكون في محله.
56:58 استشراف نهاية الدرس.
57:32 سؤال: لماذا تُنقلُ آراء مفسري المخالفين وقد أُمرنا أن نأخذ عن أهل البيت عليهم السلام لا عن غيرهم؟
تارةً تنقلُ كلامهم لتأخذ عنهم وتارة تنقل روايتهم لتعتمدها، وهذا نحوٌ من النقل لأجل الإعتماد منهيٌ عنه، وليس النهيُ نهياً عاماً، إذ كيف تصنعُ بما جاء في بني فضال: “خذوا بما رووا وذروا ما رأوا “.
وهذه المسألة من المسائل التي أثارها صاحبُ البحار رحمه الله، فقد اعترض على ما يصنعه بعض العلماء من نقل روايات المخالفين، وقال بأنّ هذا منهيٌ عن في أخبارنا، فكيف تُنقلُ رواياتهم؟!
وهذا القول من صاحب البحار رحمه الله غير مقبول، وما فعله العلماء رحمهم الله ورحمهُ ورزقنا شفاعتهم وشفاعته، هو الأوفق بالطريق الصحيح؛ فإنّ نقل روايات القوم إذا كان لأجل الاحتجاج ولأجل إظهار بيّنتنا يكونُ أمراً لازماً، نعم لا ينبغي نقل رواياتهم في غير هذا المقام، لا ينبغي نقل رواياتهم في غير مقام معرفة حال ما هو موجود في الساحة الإسلامية في زمن الروايات، والسيّد البروجردي رحمه الله له كلمةٌ و رأيٌ يجري عليه في هذه المسألة: يقول إذا أردنا أن نفهم رواية عن أهل البيت عليهم السلام، فلا بُدّ أن ننظر لنعرف ما هو الموجود في زمانهم؛ لأنّ بعض العبارات تكون بنحو الإشارة، وتكونُ برقيةً لشيءٍ موجودٍ في الساحة، ظاهرٍ يتناقل، والإمام عليه السلام يُعطي إلماحةً لما في الساحة كي يردّه، وإذا لم تكن عارفاً بما هو موجود في زمن الأئمة (ع) فلن تتمكن من التنبه لهذه الإلماحة، فلا بُدّ من الإطلاع لأجل هذه المسألة.
والذي أفاده السيد البروجردي رحمه الله في الجملة كلامٌ وجيه وهو أمرٌ متقنٌ، ولكن نحنُ لا نبالغ فيه وإن كان كلاماً له قيمته.
وأيضاً نَقْل رواياتٍ لأجل الإحتجاج والإلزام أمرٌ لازمٌ، بل وقد فعله حتى صاحب البحار رحمه الله، ولو رجعتم لمباحث الإمامة في البحار لوجدتموه ينقلُ من روايات القوم باستفاضه، وهذا ليس مخالفةً منهُ لما فهمه من الأخبار، بل إنه فَهِمَ كما فَهمَ العلماء بأن هذه الروايات الناهية عن أخذ روايات القوم تقصدُ النهي عن الإعتماد على رواياتهم، لا نقل رواياتهم للإحتجاج أو لمعرفة الظروف التي كان يعيشها المعصومون عليهم السلام في زمان صدور الروايات التي وردت من طُرقنا.
وأمّا في مقام التفسير، فإننا ننقلُ كلامَ كل من نقف عليه في مقام التفسير إذا كان كان كلاماً لعربي، فننظرُ فيه كما ننظرُ في كتب اللغة، فهي محاولةٌ بشريةٌ لاستجلاء المعنى الذي يُستظهرُ من الآية، ونحنُ ندرسُ هذه المحاولة أو الاجتهاد في الأمر اللغوي كما ننظر في كتب اللغة، وهذا ليس تعويلاً أو أخذاً منهم، بل لأجل أن هذا تدبرٌ صادرٌ من عربي (أي عارفٌ باللغة العربية)، فندرسه بدراسة موضوعية كما ندرس الكتب اللغوية في ذلك.
اترك تعليقاً