|
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ
🔶🔶🔶🔶
تقرير لدرس سماحة أستاذنا الشيخ علي الدهنين حفظه الله لشهر رمضان المبارك لعام ١٤٣٧ هـ في تفسير سورة الفاتحة …
(تفسير سورة الفاتحة)
📌 الدرس ١
سورة الفاتحة ١: مقدمة.
سيكون اعتمادنا بحول الله على تفسير البيان لمولانا وسيدنا الخوئي رحمه الله وتفسير الميزان للعلامة الطباطبائي لمن أراد المتابعة في الدرس.
▫تمهيد:
إن معنى التفسير هو استكشاف مرادِ الله من الآية لا المعنى اللغوي لها، والذي يسمّى في علمِ الأصول (المراد الجدّي)، فتفسيرُ القرآن هو كشف المراد الجدي للمولى سبحانه.
والتفسير يعتمد على عدة أصول:
1⃣ الأول : تفسير أهل البيت عليهم السلام فهم المخاطَبون بالقرآن وعمومه وخصوصه و و إلخ كل ذلك عندهم، وهم الأعرف بما فيه.
مثال: آية: {...وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ }، فقد خصص الإمامُ عليه السلام معنى الجدال بخصوص الحلف (والله وتالله) لا المعنى اللغوي فالمعوّل ما قالوه عليهم السلام لا المعاني اللغوية للألفاظ.
🔻 وهنا واضح أن هذا لا يتمكن منه إلا الفقيه المجتهد لأن الروايات فيها الصحيح والضعيف وما هو حجة وما ليس بحجة والروايات المتعارضة وغير ذلك.
2⃣ الثاني: الرجوع إلى ظواهر القرآن:
حينما يقول الله: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ}، تكون الآية ظاهرة في الوجوب لأن صيغةَ (افعل) ظاهرةٌ في الوجوب كما هو مقرّر في علم أصول الفقه والظهور حجة.
⬅ معنى الظاهر: المعنى المحتمل الراجح والذي يسبق إلى الذهن، وهو ما عليه سيرة العقلاء في التحاور.
واللفظ إذا أُطلق تارة يكون له معنى واحد فقط ولا يقبل معنى آخر، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلا يُفهم غير الواحد، وهذا هو (النص) وهو أقوى مراتب الوضوح في الكلام.
وتارة يكون له أكثر من معنى وكلها محتملة لكن واحداً من المعاني أسبق فهو ما يسمى (الظهور).
وتارة يكون الكلام مجملاً إذا كان له أكثر من معنى وكلها تنقدح في آن واحد كما في الألفاظ المشتركة مثل لفظة عين فهي تطلق على الباصرة والنابعة والجاسوس فهنا الكلام يكون (مجملا).
⚪ والذي يحيط بالقرآن كلِّه متشابهه ومحكمه ظاهره وباطنه عمومه وخصوصه هم أهل البيت عليهم السلام فقط وفقط فالله يقول: {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، وقال:{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }، وقال:{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
ونصيب غير المعصوم من القرآن إنما يكون في أمور: منها ما بينه أهل البيت عليهم السلام وشرحوه، ومنها ظواهر القرآن وهي حجة ويؤخذ بها حتى إذا فرضنا أنه لا توجد رواية.
📍وحجية الظهور مسألة خلافية بين فقهاء الإمامية لكن المشهور بين الفقهاء الأصوليين القول بحجيته لكن ضمن ضوابط وشروط معينة، أما الأخباريون فالظهور ليس حجة عندهم لأنهم لا يأخذون إلا بما قاله أهلُ البيت عليهم السلام صراحة فقط ولا يعتمدون على الفهم ولو كان ظاهراً، وهذه المسألة مناقَشَةٌ في محلها.
➖ أيُّ ظهورٍ نعني؟
هناك ظواهر تستند إلى مبرِرات شخصية ذاتية، وهناك ظواهر تستند إلى مبررات عقلائية نوعية، ومحل كلامنا الظهور النوعي لا الأول.
العقلاء في تحاورهم حتى قبل القرآن يتعاملون بالظاهر في بيوعهم وساير معاملاتهم وهذا دليلنا في حجية الظهور وهو أن الشارع أمضاه لأنه لو لم يمضه لوجب عقلا أن يبين طريقة استكشاف المراد لنا فلمّا لم يبين فهو قد أمضى وهذا مقرر في علم أصولِ الفقه.
3⃣ الثالث: مدركاتُ العقل السليم:
وهذا ضمن ضوابط وشروط كذلك.
إذا جاءت آية:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}، فإذا كان المعنى اللغوي للمجيء هو الحركة فكيف نفسرها هنا بهذا ورب العالمين لا يتحرك جلّ عن ذلك، والعقل يستقل بهذا قطعا ونعتمد على هذه القرينة العقلية في بيان أن المراد من المجيء ليس الحركة بل استعمل القرآنُ حذف المضاف بمعنى: (وجاء أمر ربك)، وهذا مستعمل في لسان العرب كثيرا.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
—————–
قُرّر في ليلة الأربعاء
1 – 9 – 1437 هـ
✏ محمد القرقوش.
🔶🔶🔶🔶
اترك تعليقاً