|
1/ القوة العقلية:هي الملكية وهي مبدأ التمييز بين الاشياء وإدراك الحقائق.
2/القوة الشهوية: هي النفس البهيمية وهي مبدأ الشهوة والتلذذ.
3/ القوة الغضبية: هي النفس السبعية وهي مبدأ الغضب والتسلط والترفع.
والعدالة بالمساواة بين هذه القوة بعدم الافراط او التفريط وهذا هو الحل الامثل للوصول الى مرتبة تهذيب النفس ,اي سلوك طريق الوسطية بينهما ففي الافراط ، فالنسبة الى القوة العقلية سُفهاً والى الشهوة شرهاً والى الغضب تهوراً, اما التفريط فالنسبة الى القوة العقلية بُلهاً والى الشهوة جموداً والى الغضب جُبناً , واما الوسط بينهما فالنسبة الى تهذيب القوة العقلية تسمى حكمة والقوة الشهوية تسمى عفة والقوة الغضبية تسمى شجاعة وحِلماً ,فالعدالة بينهما هي الوسط بين كلا الطرفين الافراط والتفريط وكما يُقال:( كل فضيلة هي وسط بين رذيلتين) فيجب على كل طالب للكمال عدم الافراط والتفريط في تهذيب النفس بل عليه ان يسعى لتحقيق الوسطية ليفوز بالنعيم السرمدي الابدي (نعيم الآخرة).
الروايات الشريفة في مدح المداراة و الحثّ عليها كثيرة . منها ما رواه الشيخ الكليني – عليه الرحمة – عن الإمام الصادق – عليه السلام – أنه قال جَاءَ جَبْرَئِيلُ – عَلَيهِ السَّلام- إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه – فَقَالَ ( يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقْرِئكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ دَارِ خَلْقِي ).
كما روى عن الإمام الصادق – عليه السلام – قَالَ رَسُولُ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه- ( أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ ).
ولذلك ومن خلال الروايات الشريفة تتضح لنا أهمية المداراة
مــا هـي الـمــداراة ؟
مداراة الناس هي حسن صحبتهم واحتمال أذاهم، و حيث أن عقول الناس مختلفة و متفاوتة فمداراة الناس أن تتعامل معهم على قدر عقولهم أيضاً بما يحفظ حدود الله .
ان الاسلام دين جامع وشامل اوضح بدقة الواجبات المنوطة بالمسلمين في كافة المجالات العبادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، ومن بين ذلك اهتمامه بطبيعة تعامل المسلمين مع بعضهم وتعاطيهم مع المعاندين والمشركين. وهو يدعو المسلمين للالتزام بالحدود والقيم الالهية في علاقاتهم، ولم يكتف الاسلام بعدم القبول بادنى تسامح أو تساهل في الالتزام بهذه الحدود والعمل بالتعاليم الالهية، وانما نهى بكل صراحة عن التساهل والتهاون في تطبيق القوانين والاحكام الالهية،
فلا مجال للتأثر بالعواطف حين تطبيق الحد الالهي، والتمهيد لانتشار الفساد من خلال التهاون في تطبيق الحدود الالهية، ففي مثل هذه الحالة سيطال الانحراف المجتمع الديني والانساني.
وفي البحار: عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض عليه).
اترك تعليقاً