2 ـ حديث السفينة
روى المحدّثون عن النبي الأكرم أنّه قال : « إنّما مثل أهلُ بيتي في أُمَّتي ،
كَمَثَلِ سفينةِ نوح ، مَن رَكِبَها نجا ، ومَن تخلّف عنها غَرِقَ » (2).
فشبّه ـ صلوات الله عليه وآله ـ ، أهل بيته بسفينة نوح في أنّ مَن لجأ إليهم في
الدين ، فأخذ أصوله وفروعه عنهم نجا من عذاب النّار ، ومَن تخلّف عنهم كان كمَن
آوى يوم الطّوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أنّ ذلك غرق في الماء ، وهذا
في الحميم.
فإذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت ، { هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} ؟
يقول إبن حجر في صواعقه : « و وجه تشبيههم بالسفينة أنّ مَن أحبّهم
وعظّمهم ، شكراً لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهَدْي علمائهم ، نجى من ظلمة
المخالفات . ومَن تخلّف عن ذلك ، غرق في بحر كفر النِّعم ، وهلك في مفاوز
الطغيان » (3).
* * *
ــــــــــــــــــــــــــــ
(2) – مستدرك الحاكم : ج 2، ص 151. الخصائص الكبرى للسيوطي : ج 2، ص 266.
و للحديث طرق ومسانيد كثيرة ، مَن أراد الوقوف عليها، فعليه بتعاليق إحقاق الحق : ج 9،
ص 270 ـ 293.
(3) – الصواعق : الباب 11، ص 191. ألا مسائل ابن حجر أنّه إذا كان هذا مقام أهل البيت ، فلماذا
لَمْ يأخذ هو بهَدْي أئمتهم في شيء من فروع الدين وعقائده ، ولا في شيء من علوم السنّة
والكتاب ، ولا في شيء من الأخلاق والسلوك والآدب؟ ولماذا تخلّف عنهم ، فأغرق نفسه في بحار
كفر النعم. وأهلكها في مفاوز الطغيان؟!.
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 108
شبكة رافد
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً