محمّد بن أبي بكر(رضي الله عنه)(1)
اسمه وكنيته ونسبه
أبو القاسم، محمّد بن أبي بكر بن أبي قُحافة التيمي.
أُمّه
السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية، تزوّجها جعفر بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاده في معركة مؤتة تزوّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها الإمام علي(عليه السلام)، فانتقلت إلى بيته مع أولادها، وفيهم محمّد الذي كان يومئذٍ ابن ثلاث سنين.
ولادته
ولد عام 10ﻫ بذي الحُلَيفة، في وقت كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجّة الوداع.
صحبته
كان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام علي(عليه السلام).
جوانب من حياته
* عدّه الشيخ المفيد(قدس سره) من المجمعين على خلافة علي(عليه السلام) وإمامته بعد قتل عثمان(2).
* اشترك مع الإمام علي(عليه السلام) في حرب الجمل، وكان فيها من قادة الجيش،ثم تولّى إعادة عائشة ـ باعتبارها أُخته ـ إلى المدينة المنوّرة.
* كان من شرطة الخميس، ومن أمرائهم في الكوفة.
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه
1ـ قال الإمام علي(عليه السلام): «محمّد ابني من صلب أبي بكر»(3).
2ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «كان عمّار بن ياسر، ومحمّد ابن أبي بكر، لا يرضيان أن يُعصى الله عزّ وجل»(4).
3ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «ما من أهل بيت إلّا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء، منهم محمّد ابن أبي بكر»(5).
4ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «فمحمّد بن أبي بكر أتته النجابة من قبل أُمّه أسماء بنت عُميس»(6).
5ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.
ثمّ ينادي مناد: أين حواري علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وصيّ محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم… ومحمّد بن أبي بكر… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين»(7).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي(ت:656ﻫ): «كان محمّد من نسّاك قريش»(8).
2ـ قال العلّامة الحلّي(قدس سره): «جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي(عليه السلام)»(9).
3ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي(قدس سره): «هو من حواري أمير المؤمنين(عليه السلام)… ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين»(10).
ولايته لمصر
عيّنه الإمام علي(عليه السلام) والياً على مصر، وجاء في كتابه(عليه السلام) إلى أهل مصر ما نصّه: «أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم، واثبتوا على طاعتكم تردوا حوض نبيّكم(صلى الله عليه وآله)، أعاننا الله وإيّاكم على ما يرضيه»(11).
زوجته
قيل: أنّه(رضي الله عنه) تزوّج أُخت السيّدة شاه زنان بنت يزدجر ملك الفرس، زوجة الإمام الحسين(عليه السلام)، وأُمّ الإمام زين العابدين(عليه السلام)(12).
من أولاده
1ـ القاسم من ثقات أصحاب الإمامين زين العابدين والإمام الباقر(عليهما السلام)، «أحد فقهاء المدينة المتّفق على علمه وفقهه بين المسلمين»(13)، وابنته أُمّ فروة فاطمة زوجة الإمام الباقر، وأُمّ الإمام الصادق(عليهما السلام).
2ـ جابر من أصحاب الإمام زين العابدين(عليه السلام).
شهادته
استُشهد(رضي الله عنه) عام 38ﻫ في مصر، على يد عمرو بن العاص، الذي أرسله معاوية بن أبي سفيان مع جيش جرّار لاحتلال مصر، ثمّ وضعوه في جوف جلد حمار ميّت واحرقوه بالنار، ودُفن في القاهرة، وقبره معروف يُزار.
تأبينه
حسبه(رضي الله عنه) من الإكرام والتجليل ما أبّنه به الإمام علي(عليه السلام) وتلهّف عليه وتأسّف، وتشوّق إليه، وأثنى عليه، حيث قال: «فلقد كان إليّ حبيباً، وكان لي ربيباً»(14)، وقال:«فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً»(15).
«قيل لعلي(عليه السلام): لقد جزعتَ على محمّد بن أبي بكر جزعاً شديداً يا أمير المؤمنين؟ قال: وما يمنعني! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبنيّ أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً»(16).
ـــــــــ
1. اُنظر: معجم رجال الحديث 15/241 رقم9990.
2. الجمل: 52.
3. شرح نهج البلاغة 6/53.
4. رجال الكشّي 1/281 ح12.
5. المصدر السابق 1/283 ح16.
6. الاختصاص: 70.
7. رجال الكشّي1/43 ح20.
8. شرح نهج البلاغة 6/54.
9. خلاصة الأقوال: 236.
10. مستدركات علم الرجال 6/373 رقم12303.
11. الأمالي للمفيد، مجلس31 ح3.
12. اُنظر: الإرشاد 2/137.
13. منية المريد: 286.
14. شرح نهج البلاغة 6/53 الخطبة67.
15. الغارات 2/764.
16. المصدر السابق 1/301.
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً