عبد الله الرضيع ابن الإمام الحسين(عليهما السلام)
قرابته بالمعصوم
حفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وأخو الإمام زين العابدين، وعم الإمام الباقر(عليهم السلام).
اسمه ونسبه
عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، المعروف بعلي الأصغر.
أُمّه
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي.
ولادته
ولد عام 60ﻫ بالمدينة المنوّرة.
كيفية شهادته
عاد الإمام الحسين(عليه السلام) إلى المخيم ليودّع عياله، وإذا بعقيلة الهاشميين زينب الكبرى(عليها السلام) استقبلته بعبد الله الرضيع قائلةً: أخي، يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جفّ حليب أُمّه، فاذهب به إلى القوم، علّهم يسقوه قليلاً من الماء، فأخذه منها وجعل يقبّله وهو يقول: ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدُّك محمّد المصطفى خصمهم.
ثمّ خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع، وكان يظلّله من حرارة الشمس، فقال(عليه السلام): أيّها الناس، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟
اختلف القوم فيما بينهم، فمنهم مَن قال: لا تسقوه، ومنهم مَن قال: أُسقوه، ومنهم مَن قال: لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية، عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي(لعنهما الله) وقال له: يا حرملة، اقطع نزاع القوم.
يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسدّدت السهم في كبد القوس، وصرت انتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت منّي التفاتة إلى رقبة الطفل، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين(عليه السلام) كأنّها إبريق فضّة، عندها رميته بالسهم، فلمّا وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدّة الظمأ، فلمّا أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين(عليه السلام)، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح.
عندئذٍ وضع الحسين(عليه السلام) يده تحت نحر الرضيع حتّى امتلأت دماً، ورمى بها نحو السماء قائلاً: اللّهم لا يكن عليك أَهون من فصيلِ ناقة صالح. ثمّ قال: هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض. وسمع(عليه السلام) قائلاً يقول: دعه يا حسين فإن له مُرضِعاً في الجنّة.
ثمّ عاد به الحسين(عليه السلام) إلى المخيم، فاستقبلته سكينة وقالت: أبة يا حسين، لعلّك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية؟ أجابها(عليه السلام): بني سكينة، هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد(1).
شهادته
استُشهد(عليه السلام) في 10 محرّم 61ﻫ بأرض كربلاء المقدّسة، ودفنه الإمام زين العابدين بجنب أبيه الإمام الحسين(عليهما السلام).
من أقوال الشعراء فيه
1 ـ قال السيّد حيدر الحلّي(قدس سره):
«ومُنعطف أهوى لتقبيلِ طفلِهِ ** فقبّلَ منه قبلَه السهمُ منحرا
لقد وُلدا في ساعة هو والردى ** ومنْ قبلِهِ في نحرِه السهمُ كبّرا»(2).
2ـ قال الشيخ محمّد رضا الخزاعي(قدس سره):
«ولو تراهُ حاملاً طفلَهُ ** رأيتَ بدراً يحملُ الفرقدا
مُخضَّباً من فيضِ أوداجِهِ ** ألبسَهُ سهمُ الردى مجسدا
تحسبُ أنَّ السهمَ في نحرِهِ ** طوقٌ يُحلِّي جيدَه عسجدا
ومُذْ رنت ليلى إليه غدتْ ** تدعو بصوت يصدعُ الجلمدا
تقولُ عبدُ الله ما ذنبُهُ ** مُنفطماً آبَ بسهمِ الردى
قد كنتُ أرجو فيه لي سلوةً ** فخيَّبوا ما كنتُ أرجو العدى
لَمْ يمنحُوه الوردَ إذْ صيَّروا ** فيضَ وريديهِ لَهُ موردا
أفديهِ مِنْ مُرتضع ظامياً ** بمُهجتي لو أنّهُ يُفتدى»(3).
ــــــــــــــــــــــــ
1. اُنظر: اللهوف في قتلى الطفوف: 69، بحار الأنوار 45/46، المجالس العاشورية: 390.
2. ديوان السيّد حيدر الحلّي 1/33.
3. المجالس العاشورية: 391.
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً