ملاحظة: ان هذا الشرح العام لكيفية الحج والعمرة مبني على افتراضية توفر جميع شروط الحاج او المعتمر كالاستطاعة ..الخ لذا سوف لن نتعرض لها في هذا المقام.
ينقسم الحج الى ثلاثة اقسام هي: تمتع وإفراد وقران. اما حج الإفراد وحج القران فهما يجبان على أهل مكة ومن لا تزيد المسافة بين بيته وبداية البيوت بمكة المكرمة على (88) كم.
وأما حج التمتع فهو الواجب على من يبعد سكنه عن مكة المكرمة بما يزيد عن (88) كم ويجب فيه تقديم العمرة على الحج.
وهذا أي (حج التمتع) هو الذي يهم الأعم الأغلب من الحجاج لذا فسنقتصر في الحديث عليه.
تقوم اغلب حملات الحج الحالية بزيارة المدينة المنورة ومن ثم مكة المكرمة وذلك للاستفادة من الوقت وحيوية الحاج لان الحاج في الغالب ما يصاب بوعكة صحية او تعب شديد بعد انتهائه من اعمال الحج، لذا سنتدرج بالسرد على هذا الاساس.
العمرة أو عمرة التمتع
وتجب في عمرة التمتع أمور خمسة هي:
الإحرام من أحد المواقيت المعروفة ثم الطواف ثم صلاة الطواف ثم السعي ثم التقـــصير. فاذا أحرم المكلف ثم أدى الأمور المتقدمة خرج من إحرامه وحلّت له الأمور التي حرمت عليه بسبب الإحرام. وبذلك ينتهي المكلف من العبادة الأولى في حج التمتع وهي (العمرة) أو (عمرة التمتع). فاذا قرب اليوم التاسع من ذي الحجة الحرام تهيأ لأداء وظائف العبادة الثانية وهي (الحج) أو(حج التمتع).. وبذلك ينتهي الحاج من حجته ليعود كما ولدته أمه نقياً طاهراً. وهــا أنذا أتعرض لكيفية أداء العمرة بأمورها الخمسة المتقدمة وأولها الإحرام.
بعد الوصول الى المدينة المنورة وقضاء بعض الايام فيها لاداء اعمال الزيارة للاماكن المقدسة واولها المسجد النبوي (صلى الله عليه واله) المطهر ومقبرة البقيع وغيرها من الاماكن المقدسة، يستعد المعتمر للذهاب الى احد المواقيت (مسجد الشجرة) ليبدا الاحرام منه لدخول مكة المكرمة. وهذه احدى الكرامات التي حبا الله بها هذه البقعة المباركة حيث لا يجوز لغير اهلها والعاملين فيها من الدخول اليها الا بالاحرام (يمكن مراجعة تفاصيل دخول مكة والاستثناءات الاخرى في كتاب مناسك الحج).
لذا يغتسل المعتمر غسل الاحرام (وهو مستحب) في المدينة ويرتدي ثوبي الاحرام تفاديا للازدحام المرتقب في الميقات (مسجد الشجرة) ويركب السيارة متجها الى الميقات. وبعد الوصول يدخل لاداء صلاة تحية المسجد وربما يجدد الغسل ان امكنه ذلك ومن ثم يستعد لعقد الاحرام،فواجبات الإحرام ثلاثة هي: النية، ولبس ثوبي الإحرام (للرجل)، والتلبية.
1 – النية: ويكفي فيها القصد في النفس مع القربة والإخلاص بلا حاجة الي التلفظ. واذا أراد المكلف التلفظ بالنية فيمكنه أن يقول: أحرم لعمرة التمتع لحج التمتع قربة الى الله تعالى .
2 – لبس ثوبي الإحرام: وهما إزار ورداء وفق الطريقة المألوفة في لبسهما. والأحوط وجوبا أن يلبسهما الرجل قبل النية والتلبية. أما النساء فيمكنهن الاحرام بثيابهن العادية.
3 – التلبية مقارنة للنية: ويجزي فيها أن يقول: لَبيّكَ اللّهمّ لَبيّكَ، لَبيّكَ لا شَريكَ لَكَ لَبيّكَ، إنَّ الحَمد والنِعمةَ لَكَ والمُلكَ، لا شَريكَ لَكَ، لَبيّكْ .
وعلى المكلف أن يؤديها على الوجه العربي الصحيح دون الملحون مع القدرة على الصحيح ولو بالتعلم.
والأفــضل أن يضيف للتلبية مايأتي: لَبيّكَ ذَا المعارجِ لَبيّكَ، لَبيّك داعياً إلى دارِ السَّلام لَبيّكَ، لَبيّكَ غَفّارَ الذُنوبِ لَبيّكَ، لَبيّكَ أهلَ التَلبيةِ لَبيّكَ، لَبيكَ ذَا الجلالِ والإكرامِ لَبيّك، لَبيّك تَبدأ والمَعادُ إليكَ لَبيّكَ، لَبيّك تستغني ويُفتقرُ إليكَ لَبيّك، لَبيّك مَرغوباً ومَرهوباً إليك لَبيّك، لَبيّك إلهَ الحقِّ لَبيّك، لَبيّك ذَا النعماء والفَضل الحَسن الجَميل لبيّك، لبيّك كَشّاف الكربِ العِظامِ لَبيّكَ، لَبيّك عَبدُكَ وابنُ عَبدَيكَ لَبيّك، لَبيّك يا كريم لَبيك . ويستحب ان يضيف اليها هذه التلبيات: لبيّك أتقرّبُ إليكَ بِمحمّد وآلِ مُحمّد لَبيّك، لَبيّك بِحجة أو عُمْرة لَبيّك، لَبيّك وهذه عُمْرةُ مُتعة الى الحجّ لَبيّك، لَبيّك أهلَ التلبيةِ لَبيّك، لَبيّك تَلْبية تَمامُها وَبلاغها عَليك . ويستحب الاكثار من التلبية ما استطاع كما يستحب تكرارها عقب كل فريضة وعند الركوب والنزول والصعود والهبوط وعند السحر وأن يجهر الرجال بها دون النساء حتى إذا شاهد المحرم موضع بيوت مكة القديمة قطع التلبية على الأحوط.
من أحكام الإحرام
1 – لا ينعقد إحرام عمرة التمتع ولا إحرام حج التمتع ولا إحرام العمرة المفردة إلاّ بالتلبية مقارنة للنية.
2 – الواجب من التلبية أن يقول الملبّي مرة واحدة لَبيّكَ اللّهمّ لَبيّكَ، لَبيّكَ لا شَريكَ لَكَ لَبيّكَ .. ويستحب الإكثار منها وتكرارها كما تقدم.
3 – لا تشترط الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر في صحة الاحرام. فيصح الإحرام من المحدث بالاصغر أو المحدث بالأكبر كالمجنب والحائض والنفساء وغيرهم.
4 – يجزي غسل الإحرام في النهار للإحرام حتى آخر الليلة الآتية. ويجزي الغسل في الليل للإحرام حتي آخر النهار الآتي.
ويصحّ غسل الإحرام من الحائض والنفساء، وهو من الأغسال المشروعة التي تجزي عن الوضوء بل عن مثل غسل الجنابة والحيض أيضاً، وينتقض بالحدث الأصغر فضلاً عن الحدث الأكبر. وتستحب إعادة الغسل قبل عقد الإحرام إذا انتقض.. كما تستحب إعادته إذا أكل ما يحرم على المحرم أكله أو لبس ما يحرم على المحرم لبسه وإن لم ينتقض بذلك غسله.
5 – يجوز لمن أحرم من (مسجد الشجرة) أن يرجع بعد الإحرام الى المدينة المنورة ليسافر منها جواً الى جدة ثم يتوجه منها الى مكة المكرمة.ولكن يلزمه الاجتناب عن التظليل المحرّم.. ويتيسر له ذلك بركوب الطائرة في ليلة غير ممطرة.
6 – الأحوط وجوبا لمن أراد الحج من طريق المدينة المنورة الإحرام من مسجدها المعروف بـ(مسجد الشجرة) وعدم الاكتفاء بالإحرام من خارج المسجد باستثناء الحائض والنفساء فإنهما تحرمان من خارج المسجد. ولا يبعد جواز الإحرام في أي موضع من المسجد بما في ذلك الأقسام المستحدثة منه.
7 – من حج حجة الإسلام سابقا وتهيأ له لاحقا الذهاب الى الحج مرة أخرى وأراد أن تقع هذه الحجة بدلاً عن الحجة الأولى إن كان في حجته الأولى خلل. وأن تكون حجته هذه مستحبة إن كانت الحجة الأولى صحيحة وتامة، عليه أن ينوي امتثال الأمر المتوجّه اليه فعلا وإن كان لا يدري أوجوبي هو أم استحبابي.
8 – يشترط في ثياب الإحرام ما يشترط في لباس المصلي من شروط الطهارة وغيرها. واذا تنجس ثوب الإحرام بعد الإحرام بنجاسة غير معفوٍّ عنها في الصلاة فالأحوط وجوباً المبادرة الى تبديله أو تطهيره. ولا يضرّ التأخير لعذر كعدم وصوله لمنزله ونحو ذلك.
9 – لا يجب على المحرم أن يلبس لباس الإحرام باستمرار. فيحق له أن يلقيه عن متنه متى شاء. وأن يبدله بآخر مثله متى شاء. كما يحق له أن يزيد على الثوبين للتحفظ من البرد وما شاكل.
تروك الاحرام
وهي خمسة وعشرون وكما يأتي: (الصيد البرّي) و(مجامعة النساء) و(تقبيل النساء) و(لمس المرأة) و(النظر إلى المرأة وملاعبتها) و(الاستمناء) و(عقد النكاح) و(استعمال الطيب) و(لبس المخيط أو ما بحكمه للرجل) و(التكحّل) و(النظر في المرآة) و(لبس الخفّ والجورب للرجال) و(الفسوق) و(المجادلة) و(قتل هوام الجسد) و(التزيّن) و(الادّهان) و(إزالة الشعر من البدن) و(ستر الرأس للرجال، وهكذا الارتماس في الماء حتى على النساء) و(ستر الوجه للنساء) و(التظليل للرجال) و(إخراج الدم من البدن) و(التقليم) و(قلع الضرس على قول) و(حمل السلاح).
وبعد ان تم الاحرام تصادف الحاج اولى الاحراجات وهي ركوب السيارة المسقفة لمواصلة المسير الى مكة لذا عليه الانتباه الى انه اذا كانت السيارة مسقفة فلا يجوز له ركوبها نهارا مع وجود الشمس او المطر (على الأحوط لزوماً) واما ليلا فيجوز له ذلك مع عدم وجود المطر فـــإذا أمطرت السماء وهو في الطريــق كفــاه إيقاف السيارة. فإن لم يستجب الســائق لـه فلا شيء عليه.
وبعد الوصول الى مكة المكرمة يتوجه المعتمر قاصدا البيت الحرام ليطوف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط ابتداءً بالحجر الأسود وانتهاءً به.
شروط الطواف
يشترط فـي الطواف أمور:
1 ـ النية: بأن يقصد الطائف القربة مع الإخلاص فيقول مثلا: أطوف حول البيت سبعة أشواط لعمرة التمتع لحج الإسلام قربة الى الله تعالى . ولا يشترط فيها التلفظ بل يكفي فيها القصد القلبي.
2 ـ الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر: والحدث الأكبر مثل الحيض والجنابة وأمثالهما مما يحتاج معه الى الغسل. والحدث الأصغر مثل البول والغائط وأمثالهما مما يحتاج معه الى وضوء.
ويحسن بي أن أشير هنا الى أهمية أن يتأكد المكلف من صحة غسله ووضوئه وصلاته وأحكامها منذ بداية تكليفه. بيد أن هذا الأمر يتأكد أكثر قبل قيامه بأداء مناسك الحج. ويتم له التأكد ذاك بعرض كيفية أدائه لغسله ووضوئه وصلاته على من يثق بخبرته فيها ليضمن صحتها ودقة أدائه لها. وهناك في كل حملة من حملات الحج من يقوم بهذه المهمة. إضافة الى العلماء والمبلغين والساعين والمتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن الذين ينتظرون من ضيوف الرحمن أية خدمة ليتشرفوا بتأديتها لهم على أكمل وجه.
3 ـ طهارة الثوب والبدن من النجاسات.
4، 5 – الختان للرجال.. وستر العورة حال الطواف.
واجبات الطواف
واجبات الطواف ثمانية هي:
1، 2 ـ الابتداء من الحجر الأسود والانتهاء به في كل شوط. ومن أجل أن يضمن الطائف كمال طوافه عليه أن يقف في الشوط الأول قبل الحجر بقليل وينوي أن يبدأ طوافه من أول ما يصادف كون الحجر على يساره تماماً. ثم يستمر في الدوران حول البيت سبعة أشواط حتى اذا وصل الى الحجر في نهاية الشوط السابع تجاوزه قليلا.وبذلك يضمن أنه قد حقق الابتداء والانتهاء بالحجر على كل حال.
3 ـ جعل الكعبة على يساره في جميع أحوال الطواف. ولا حاجة للتدقيق في ذلك فإن النبي (ص) كان يطوف حول البيت راكبا.
4 ـ أن يطوف الطائف خارج حجر إسماعيل (ع) دون أن يدخل فيه.
5 ـ أن يطوف الطائف خارج الكعبة وخارج الصُفّة التي في اطرافها والمسماة بـ (شاذروان الكعبة).
6 ـ أن يطوف حول الكعبة سبعة أشواط كما تقدم.
7 ـ أن يكون الطواف متوالياً دون فصل كثير جداً بين أجزائه.ويستثنى من ذلك موارد ذكرتها الرسالة العملية لا مجال لذكرها هنا.
8 ـ أن تكون حركة الطائف حول الكعبة بإرادته واختياره حتى في الزحام الشديد. بمعنى أن لا يسلب الإرادة والاختيار بالمرّة أثناء طوافه. ويكفي في تحقق الاختيار المعتبر في حركة الطائف أن يكون قادرا على الخروج من المطاف وإن لم يكن متمكناً من التوقف.
فإذا انتهى المحرم من طوافه قصد مقام إبراهيم (ع) ليؤدي صلاة الطواف من دون أن يفصل بين الطواف وصلاة الطواف بما يمنع من صدق التوالي بينهمــا عــرفاً على الأحوط وجوباً. (عشرة دقائق لا تضرُّ بالموالاة للاستراحة مثلا أو للبحث عن مكان لصلاة الطواف دون الاشتغال بعمل آخر كالصلاة قضاءً عن النفس أو نيابةً عن الغير، وأمثال ذلك).
كيفية صلاة الطواف
صلاة الطواف ركعتان كصلاة الفجر ينوي فيها المصلي القربة الخالصة كأن يقول: أصلي صلاة الطواف لعمرة التمتع لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب في النية التلفظ بل يكفي فيها القصد القلبي. ويتخير المصلي في صلاة الطواف بين الجهر والإخفات. والواجب أداء صلاة الطواف قريباً من مقام إبراهيم (ع) وفي الخلف منه. ومع عدم التمكن من ذلك فهناك حالتان:
أ – أن يتمكن الطائف من الصلاة قريباً من المقام في أحد جانبيه. وفي هذه الحالة الأحوط وجوباً أداء الصلاة مرتين: مرة عند أحد جانبي المقام قريباً منه. ومرة أخري خلف المقام بعيداً عنه.
ب ـ أن لا يتمكن الطائف من الصلاة قريباً من المقام في أحد جانبيه.. وفي هذه الحالة يُكتفى منه بأداء الصلاة في أي موضع خلف المقام والأحوط الأولى أن يراعي الأقرب فالاقرب للمقام.
والمقصود بـ (عدم التمكن من أداء الصلاة قريباً من المقام) هو أن يجد الطائف زحاماً شديداً من الطائفين والمصلِّين في المنطقة القريبة من المقام بحيث لو أراد أن يؤدي الصلاة فيها باستقرار واطمئنان لوقع في حرج ومشقة بالغة.
هذا في صلاة الطواف الواجب.وأما صلاة الطواف المستحب فيجوز الإتيان بها في أي موضع من المسجد اختيارأ.
السعي
وهو الواجب الرابع من واجبات عمرة التمتع. فاذا انتهى المحرم من صلاة الطواف يستحب له أن يشرب من ماء زمزم قبل أن يخرج الى الصفا.ويستحب له كذلك أن يخرج الى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود بسكينة ووقار. فاذا صعد على الصفا نظر الى الكعبة وتوجّه الى الركن الذي فيه الحجر الأسود فحمد الله واثني عليه وتذكّر آلاء الله ونعمه ثم يهبط من الصفا للقيام بالسعي. ويستحب للساعي أن يسعى ماشياً بوقار حتى يأتي محل المنارة الأولى فيهرول الى محل المنارة الثانية، ولا هرولة على النساء.
من أحكام السعي
1 ـ يجب في السعي قصد القربة الخالصة كأن يقول المحرم: أسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط لعمرة التمتع لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب في النية التلفظ بل يكفي فيها القصد القلبي.
2 ـ لا يشترط في السعي الطهارة من الحدث بأن يكون الساعي متوضئا. ولا الطهارة من الخبث بأن لا يكون على بدنه أو ثوبه شيء من الدم أو نحوه.وإن كان الأفضل رعاية الطهارة فيه.
3 ـ السعي كالطواف سبعة أشواط يبتديء الشوط الأول منه من الصفا وينتهي بالمروة ويبدأ الشوط الثاني من المروة وينتهي بالصفا. وهكذا الى أن يتم السعي في الشوط السابع بالمروة.
4 ـ يعتبر في السعي استيعاب تمام المسافة الواقعة بين جبل الصفا وجبل المروة. ولا يجب الصعود عليهما وإن كان ذلك أولى وأحوط.
5 ـ يجب استقبال المروة عند الذهاب اليها من الصفا كما يجب استقبال الصفا عند الرجوع اليه من المروة. ولا يضرّ الالتفات بصفحة الوجه الى اليمين أو اليسار أو الخلف أثناء الذهاب أو الإياب.
6 ـ الأحوط وجوباً أن لا يفصل الساعي بين أشواط السعي فصلاً طويلا كعشرة دقائق مثلاً. ذلك أنه يخل ّبالتوالي بين الأشواط عرفًا. ولايضرّ جلوس المتعب على الصفا والمروة أثناء السعي للاستراحة. كما لا بأس بقطع السعي وقت الفريضة للصلاة ثم العودة اليه من موضع القطع بعد الفراغ من الصلاة.
7 ـ يجوز تأخير السعي بعد الفراغ من الطواف وصلاته لعدة ساعات بل الى الليل للاستراحة من التعب أو لتخفيف شدة الحر. وإن كان الأولى المبادرة الى السعي بعد الطواف وصلاته. ولا يجوز تأخير السعي الي الغد في حال الاختيار.
8 ـ اذا شك الساعي في أثناء السعي في عدد أشواط سعيه جاز له الاستمرار في السعي مع وجود الشك. فإذا ارتفع الشك وتأكد من أنه لم يزد ولم ينقص في سعيه صح سعيه ولا داعي للإعادة. واذا استمر شكه حكم ببطلان سعيه.
9 ـ لا عبرة بالشك في عدد أشواط السعي أو في صحة هذه الأشواط بعد التجاوز كمن شك في ذلك بعد التقصير في العمرة أو حال طواف النساء في السعي للحج مثلا.وهكذا.
10 ـ لا يجوز السعي في الطابق العلوي من المسعي لأنه سعي فوق الجبلين لا بينهما.
التقصير
وهو الواجب الخامس والأخير من واجبات عمرة التمتع. فإذا انتهى الساعي من سعيه جاء دور التقصير.
1 ـ قصد القربة لله تعالى مع الخلوص كأن يقول المحرم: أقصِّر لعمرة التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب التلفظ بل يكفي القصد القلبي.
2 ـ قصُّ شيء من شعر الرأس أو اللحية أو الشارب..
3 ـ لا تجب المبادرة الى التقصير بعد السعي مباشرة. ولا يجب التقصير في المسعي. بل يجوز التقصير في أي محل شاء سواء أكان ذلك في المسعي أم في المنزل أم في غيرهما.
4 ـ إذا قصّر المحرم حلّ له جميع ما كان حرم عليه منذ أن أحرم لعمرة التمتع.
5 ـ لا يجب طواف النساء في عمرة التمتع. بـل يجب في الحج والعمرة المفردة.
مع ملاحظة انه يمكن للمعتمر التقصير لنفسه ان اراد. ولكن لابد ان يكون قد قصّر اولا ثم يقصر للاخرين اذا طلبوا منه ذلك. وهكذا تنتهي عمرة التمتع ويبقى المكلف بانتظار يوم الحج.
واجبات الحج أو حج التمتع
واجبات (الحج) أو (حج التمتع) ثلاثة عشر وهي كما يأتي:
(الإحرام من مكة المكرمة) و(الوقوف بعرفات) و(الوقوف في المزدلفة) و(رمي جمرة العقبة في مني) و(الذبح أو النحر في مني) و(الحلق أو التقصير في مني) و(الطواف) و(صلاة الطواف) و(السعي) و(طواف النساء) و(صلاة طواف النساء) و(المبيت في مني) و(رمي الجمار في مني). وسأتناولها بالتفصيل تباعا:
الواجب الأول: إحرام الحج
الواجب الثاني:الوقوف بعرفات
الواجب الثالث: الوقوف بالمزدلفة
الواجب الرابع: رمي جمرة العقبة
الواجب الخامس: الذبح أو النحر
الواجب السادس: الحلق أو التقصير
الواجب السابع: طواف الحج
الواجب الثامن صلاة الطواف
الواجب التاسع: السعي
الواجب العاشر والواجب الحادي عشر طواف النساء وصلاته
الواجب الثاني عشر المبيت بمنى
الواجب الثالث عشر: رمي الجمار
إحرام الحج
ويعقد في مكة المكرمة وأفضل أوقاته يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الحرام عند الزوال. ويجوز تقديمه على هذا اليوم لمن شاء. وأفضل مواضع الإحرام هو المسجد الحرام وأفضل مكان للإحرام منه هو حجر إسماعيل (ع) ومقام إبراهيم (ع). فبعد أن يرتدي المكلف ثوبي الإحرام يقصد القربة لله تعالى والإخلاص ثم ينوي الإحرام هكذا: أحرم لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب التلفظ بالنية بل يكفي فيها القصد القلبي. ثم يشرع بالتلبية مقارنة للنية قائلاً: لَبيّكَ اللّهمّ لَبيّكَ، لَبيّكَ لا شَريكَ لَكَ لَبيّك .. ويستحب أن يزيد: إنَّ الحَمدَ والنِعمةَ لَكَ والمُلكْ، لا شَريكَ لَكْ . ويجوز أن يضيف: لَبيّك .
ثم يخرج المحرم من مكة الى منى ــ (7 كم) وعن غير طريق النفق (4 كم) ــ بسكينة ووقار ملبياً رافعا صوته منشغلاً بذكر الله عز وجل. ويستحب له المبيت في منى ليلة عرفة يقضيها في طاعة الله تبارك وتعــالي. والأفــضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف ولـتكن صــلاته فــي المـــسجد على بعد (30 ذراعا) من جميع جوانب المنارة التي في وسط المسجد فذلك مسجد النبي ومصلى الأنبياء الذين صلوا فيه قبله (ص). فاذا صلّى المحرم صلاة الفجر عقّب الى طلوع الشمس ثم توجّه الى عرفات ملبياً حتى يصلها.
ومن الجدير بالذكر أن الذهاب الى منى والمبيت فيها ليلة التاسع من ذي الحجة الحرام هو من المستحبات التي يحسن فعلها ويثاب المرء عليها ولكنها ليست من الواجبات.
أخطاء قد يقع فيها بعض الحجاج في إحرام حج التمتع:
1 ـ يجوز الإحرام لحج التمتع من أي موضع من مكة المكرمة بما في ذلك الأحياء المستحدثة باستثناء ما يقع منها خارج الحرم من جهة مسجد التنعيم. نعم الإحرام من مكة القديمة التي كانت على عهد رسول الله (ص) أحوط استحبابا.وقد يظن البعض أن الإحرام من مكة القديمة أمر واجب فيكلف الحاج نفسه الانتقال من مسكنه في (حى العزيزية ) مثلاً الى بعض الأحياء القديمة لغرض الإحرام للحج وقد يقع نتيجة لذلك في بعض المحظورات الشرعية كأن يركب السيارة المسقفة نهاراً بعد أن يحرم وهو غير جائز في مكة المكرمة على الأحوط كما تقدم.
2 ـ يحرم البعض لحج التمتع في صباح يوم عرفة من المسجد الحرام حيث يخفّ الزحام حول الكعبة المشرفة فيحسب ذلك فرصة له لأداء طواف استحبابي. فيتوجه بعد الإحرام ليطوف. وهذا غير جائز على الأحوط. وإنما له أن يطوف أولاً ثم يحرم للحج. أما إذا أخطأ فطاف بعد الإحرام فالأحوط استحبابا أن يجدّد التلبية.
3 ـ قد ينسى البعض بأن يأتي بالتلبية عندما يعقد نية الإحرام للحج ولا يتذكر إلاّ بعد الوصول الى عرفات فيكتفي بأداء التلبية فيها. وهذا خطأ منه حيث أنه يجب عليه مع تمكنه العودة الى مكة أن يعود اليها ليحرم منها. وإنما يجوز الإحرام في عرفات لمن لا يتمكن من العودة الى مكة لضيق الوقت أو لعذر آخر.
الوقوف بعرفات
اذا لم يتهيأ للمحرم الذهاب الى منى ليلة التاسع من ذي الحجة الحرام وتهيأ له الذهاب الى عرفات ليبيت فيها ليلة عرفة أو اذا قرر البقاء في مكة هذه الليلة. يجدر به أن يحييها ذاكراً الله عز وجلّ حامداً عابداً راكعاً ساجداً مستغفراً حتى اذا كان يوم التاسع من ذي الحجة قصد الحجيج ممن لم يببيتوا بعرفات أرض عرفات (21 كم عن مكة) ليقفوا بها. ويقصــد الفــقهاء بالـوقوف في عرفات (الحضور) بها من دون فرق بين أن يكون الشخص الحاضر راكباً أو راجلا أو واقـفاً أو جالساً ساكناً أو متحركاً. ويجب الوقوف بعرفات ابتداءً من أول الزوال (الظهر) والى الغروب ناويا مع القربة والإخلاص هكذا: أقف بعرفات من زوال هذا اليوم الى غروب الشمس لحج التمتع قربة الى الله تعالى . وتحرم الإفاضة من عرفات قبل غروب الشمس (سقوط القرص) للعالم العامد. بل الأحوط وجوبا الانتظار الى حين ذهاب الحمرة المشرقية حتى مع التأكد من سقوط القرص.
الوقوف بالمزدلفة
بعد أن ينتهي الحاج من الوقوف بعرفات يتوجّه الى أداء الواجب الثالث من واجبات الحج بعد الوقوف بعرفات وهو الوقوف بالمزدلفة. والمزدلفة اسم لمكان يقال له المشعر الحرام كذلك (ويبعد 6 كم عن عرفات و14كم عن مكة) حيث يجب على الحاج بعد الإفاضة من عرفات أن يبيت شطراً من ليلة العيد في المزدلفة حتى يصبح بها، والأحوط أن يبقى فيها الى طلوع الشمس ويجوز أن يخرج منها الى وادي محسر قبل الطلوع بقليل.ولا يجوز تجاوز الوادي قبل الطلوع. ويجب على الحاج أن ينوي بوقوفه القربة الخالصة لله تعالى فيقول مثلا: أبيت هذه الليلة بالمشعر الحرام لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب اللفظ.
من أحكام الوقوف بالمزدلفة
1 ـ المقصود بالوقوف في المزدلفة (الحضور) في المزدلفة من دون فرق بين أن يكون الحاج قائماً أو قاعداً أو نائماً أو ماشياً أو راكباً أو ما شاكل ذلك تماماً كالوقوف بعرفات.
2 ـ يستثنى من وجوب الوقوف بالمزدلفة بالمقدار مارّ الذكر: الخائف والصبيان والنساء والضعفاء الذين لايقوون على الانتظار أو الزحام والمرضى والذين يتولون شؤونهم. فإنه يجوز لهؤلاء الاكتفاء بالوقوف بها بعض الوقت ليلة العيد والإفاضة منها الى منى.
3 ـ إذا لم يتيسر للحاج الوقوف بالمزدلفة ليلة العيد ولا بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يوم العيد لعذر من مرض أو نسيان أو جهل أو غير ذلك يجب على الحاج أن يقف فيها بعض الوقت ما بين طلوع الشمس الى زوالها من يوم العيد. ولو تعمّد ترك ذلك بطل حجه.
4 ـ يستحب للحاج أن يلتقط من المزدلفة سبعين حصاة لاستخدامها في رمي الجمار في يوم العيد وما بعده.
5 ـ يستحب الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في المزدلفة بأذان وإقامتين.
6 ـ يستحب إحياء هذه الليلة بالعبادة والدعاء بالمأثور وغيره.
منى وواجباتها
بعد أن ينهي الحاج وقوفه في المشعر الحرام أو المزدلفـة يفيض منها الى منى (6 كم) عن المشعر الحرام لأداء الأعمال الواجبة عليه هناك وهي ثلاثة: (رمي جمرة العقبة) ثم (الذبح أو النحر) ثم (الحلق أو التقصير) على التوالي.
رمي جمرة العقبة
1 ـ يجب أن يأتي الحاج بهذا الواجب بنية القربة لله تعالى مع الاخلاص فيقول: أرمي جمرة العقبة لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب التلفظ.
2 ـ يجب أن يكون الرمي بسبع حصيات. والاحوط لزوماً أن تكون أبكاراً (غير مستعملات في الرمي قبل ذلك). ويستحب في الحصى أن تكون ملونة ومنقطة وأن يكون حجمها بمقدار أنملة إصبع.
3 ـ يجب أن تكون الحصيات من حصى الحرم المكي عدا المسجد الحرام ومسجد الخيف وغيرهما من المساجد. والأفضل أن تكون من المشعر الحرام (المزدلفة).
4 ـ يجب أن يكون رمي الحصيات بالتعاقب الواحدة تلو الأخري.
5 ـ يجب أن تصل الحصيات الى الجمرة فلا يحسب الرامي منها الحصاة التي لا تصل الى الجمرة.
6 ـ يجب أن يكون وصولها الى الجمرة بسبب الرمي فلا يجزي وضعها عليها.
7 ـ يجب أن يكون الرمي بين طلوع الشمس وغروبها من يوم العيد ولو تعمّد الحاج ترك الرمي في هذه الفترة بطل حجه.
8 ـ يستحب للحاج أن يرمي جمرة العقبة متوجهاً اليها وهو مستدبر للقبلة.
9 ـ يجزي النساء والضعفاء وسائر من رُخّص لهم الإفاضة من المشعرالحرام (المزدلفة) في الليل أن يرموا الجمرة في ليلة العيد إلاّ الذين يتولون شؤونهم فإنهم لا يجزيهم الرمي ليلا.
10 ـ اذا شك الحاج في إصابته للجمرة بني على عدم إصابته لها إلاّ اذا كان الشك بعد الذبح أو الحلق أو دخول الليل فعندئذ لا يعتني الشاك بشكه.
11 ـ الأحوط وجوباً أن يرمي الحاج المقدار الذي كان سابقاً من الجمرة لا الزائد عليه. ويجزي الرمي بمقـــدار قامة أنسان بل أطول منها قليلاً. وعليه فالأحوط وجوباً عدم الاجتزاء بالرمي من الطابق العلوي.
ملاحظة:/ بسبب التحديثات الجديدة التي اجريت على الجمرات الثلاث وزيادة مساحة الجدار فيها، يرجى مراعاة ما يلي:
سؤال : تقوم السلطات السعودية باحداث جدار في موقع كل من الجمرات الثلاث في منى ، ووفق المخطط الهندسي ستكون الجمرة في وسط الجدار المستحدث الذي تزيد المسافة بين طرفيه الايمن والايسر على عشرين مترا فالجمرة محاطة بهذا الجدار من جميع الجوانب الا ان بعض مواضع الجدار وهو وسطه اقرب الى الجمرة من سائر المواضع فما هو موقف الحاج في الرمي؟
الجواب : اذا تبيّن ان العمود السابق يقع في وسط الجدار المستحدث يكفي رمي وسط الجدار في الموضع الذي يقع العمود خلفه ملاصقا به او قريبا منه ، ويراعى في الجمرة الكبرى ان يكون الرمي في غير جهة خلفها على الاحوط.
سؤال : قامت السلطات السعودية بازالة الاعمدة التي ?ان يتش?ل منها الجمرات الثلاثة في منى واستحدثت بدلا عنها جدرانا ?ل واحد منها بطول 25 مترا وعرض متر واحد وبارتفاع خمسة امتار فما هو موقف الحجاج في الرمي؟
الجواب : اذا ?ان جزء من الجدار المستحدث يقع في م?ان العمود السابق فلابد من رمي ذلك الجزء مع تيسّر تشخيصه ولو بالاستعانة بأهل الخبرة قبل ايام الرمي ، وإن لم يتيسّـرالتشخيص فالاحوط لزوما رعاية الاحتياط بت?رار الرمي إلا ما ي?ون منه حرجيا او ضرريا.
الذبح أو النحر
بعد أن ينتهي الحاج من رمي جمرة العقبة يتوجه لأداء الواجب الخامس من واجبات الحج وهو الذبح أو النحر. والأحوط وجوبا أن لا يقدمهما على الرمي. ويجب على الحاج القيام بالذبح أو النحر بقصد القربة والخلوص فيقول مثلا: أذبح هذا الهدي لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب التلفظ.
الحلق أو التقصير
بعد أن يرمي الحاج جمرة العقبة ويذبح أو ينحر يأتي دور الواجب السادس من واجبات الحج وهو الحلق أو التقصير. وإن كان يجوز تقديمه على الذبح إذا حصل على الهدي في موضع ذبحه. كما لو أنه قدّمه على الرمي أو الذبح نسياناً أو جهلاً بالحكم كفاه ولا تجب عليه الإعادة. ولكن الإحلال لا يحصل الاّ بالذبح أو النحر.
من أحكام الحلق أو التقصير
1 ــ يشترط في الحلق أو التقصير قصد القربة لله تعالى والخلوص فينوي الحاج إذا كان قاصداً الحلق قائلاً: أحلق للإحلال من إحرام حج التمتع قربة الى الله تعالى وينوي اذا كان قاصداً التقصير فيقول: أقصر للإحلال من إحرام حج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب التلفظ.
2 ــ لا يجوز الحلق للنساء ويتعين عليهن التقصير.
3 ــ يتخير الرجل بين الحلق والتقصير إذا لم يكن حجه لأول مرة.. والحلق أفضل له. أما من يحج لأول مرة (الحاج الصرورة) فالأحوط وجوباً له اختيار الحلق.
4 ــ من أراد الحلق وعلم أنّ الحلاق يجرح رأسه بالموسى لم يجز له الحلق بالموسى بل يحلق بالماكنة الناعمة جداً.
5 ــ يجب أن يكون الحلق أو التقصير بمني.
6 ــ لا يجب أن يكون الحلق أو التقصير في النهار فيجزي الاتيان به في الليلة الحادية عشر مثلاً.
7 ــ إذا حلق الحاج أو قصّر حلّ له جميع ما حرم عليه باستثناء الطيب والنساء وكذا الصيد على الأحوط وجوباً.
8 ــ يكفي في جواز الحلق أو التقصير قبل الذبح كون الشياه مشتراة ومعدة في المكان الذي يجوز الذبح فيه كوادي محسّر مثلا، بعد تعيين كل شاة لمالكها من الحجاج. ويجوز تبعا لذلك الإتيان بطواف الحج وصلاته والسعي بعد الحلق أو التقصير بالرغم من عدم تحقق الذبح للآن. ولكن الإحلال من محرمات الإحرام ــ أي ما عدا النساء والصيد- لا يحصل إلاّ مع تحقق الذبح.
ملاحظة:/ يمكن تأخير طواف الحج وصلاته والسعي وطواف النساء وصلاته (بالترتيب) الى ما بعد الانتهاء من اعمال منى من مبيت ورمي (اي الى اخر ذي الحجة).
طواف الحج
بعد أن ينهي الحاج أعمال منى يتوجه الى مكة المكرمة (6 كم) عن منى ليؤدي الواجب السابع من واجبات الحج.. وهو طواف الحج ونيته مشروطة بالقربة والإخلاص هكذا: أطوف بالبيت سبعة أشواط لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب التلفظ.
صلاة الطواف
بعد أن ينتهي الحاج من الطواف يتوجّه لأداء الواجب الثامن من واجبات الحج.. وهو صلاة طواف الحج ونيتها مع القربة والإخلاص هكذا: أصلي ركعتي الطواف لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب فيها التلفظ.
السعي
بعد أن ينتهي الحاج من صلاة الطواف يتوجّه لأداء الواجب التاسع من واجبات الحج وهو السعي. ونيته مع القربة و الإخلاص هكذا: أسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط لحج التمتع قربة الى الله تعالى .
ثم إن كيفية وشرائط طواف الحج وصلاته والسعي هي كيفية وشرائط طواف عمرة التمتع وصلاتها والسعي بالضبط (انظر الشرح السابق) على التوالي. ويستحب الإتيان بطواف الحج وصلاته يوم العيد ويجوز تأخيره حتى آخر ذي الحجة الحرام. ومن الجدير بالذكر أن الحاج المتمتع متى ما أتم ّطواف الحج وصلاة الطواف والسعي حلّ له الطيب وبقي عليه من محرمات الاحرام النساء وكذلك الصيد على الاحوط وجوبا.
طواف النساء وصلاته
بعد أن ينتهي الحاج من أداء السعي يتوجه لأداء الواجب العاشر من واجبات الحج وهو طواف النساء. ثم بعد أن ينتهي منه يتوجّه لأداء الواجب الحادي عشر وهو صلاة الطواف. فاذا فرغ الحاج من السعي يعود الى البيت الحرام ليطوف طواف النساء ناوياً مع القربة والإخلاص هكذا: أطوف حول البيت سبعة أشواط طواف النساء لحج التمتع قربة الى الله تعالى . حتى اذا انتهى الحاج من طواف النساء صلى صلاة الطواف خلف مقام إبراهيم (ع) ناوياً مع القربة والإخلاص هكذا: أصلي ركعتي طواف النساء لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في نية كليهما القصد القلبي ولا يجب فيهما التلفظ.
المبيت بمنى
بعد أن ينتهي الحاج من صلاة الطواف يتوجّه لأداء الواجب الثاني عشر من واجبات الحج وهو المبيت في منى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر من ذي الحجة الحرام. فإذا ذهب الحاج الى مكة يوم العيد وجبت عليه العودة الى منى ليبيت فيها قاصداً القربة مع الإخلاص كأن يقول: أبيت هذه الليلة بمنى لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب في النية التلفظ.
رمي الجمار
وهو الواجب الأخير من واجبات الحج وهو رمي الجمرات الثلاث: الجمرة الصغري والجمرة الوسطي وجمرة العقبة على التوالي.
ويحســن بي أن أذكــر هــنا أنّ المسافة بين الجمرة الصغري الي الوسطي (150 مترا). وانّ المسافة من الجمرة الوسطي الي جمرة العقبة (275 متراً). وتكون النية مع القربة والإخلاص هكذا: أرمي الجمرة الأولي لحج التمتع قربة الي الله تعالي . وهكذا النية في الجمرة الوسطي وجمرة العقبة. ولا يجب في النية التلفظ.. بعد ذلك يبدأ الحاج برمي الجمرة الأولي أولاً ثم الجمرة الوسطي ثانياً ثم جمرة العقبة.
وهكذا ينتهي الحج
وللمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة كتابي الميسر في الحج والعمرة و مناسك الحج على الموقع.
—————-
مؤسسة الإمام علي عليه السلام لندن
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً