ومن خطبة له عليه السلام
[ وتشتمل على قِدم الخالق وعظم مخلوقاته، ويختمها بالوعظ ]
[ الْحَمْدُ للهِ ]الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ، الْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ (1) الَّذِي لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِماً؛ إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجٍ، وَلاَ حُجُبٌ ذَاتُ إِرْتَاجٍ (2) وَلاَ لَيْلٌ دَاجٍ (3) وَلاَ بَحْرٌ سَاجٍ (4) وَلاَ جَبَلٌ ذُوفِجَاجٍ (5) وَلاَ فَجٌّ ذُواعْوِجَاجٍ، وَلاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ (6) وَلاَ خَلْقٌ ذُوااعْتَِمادٍ (7) ذلِكَ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ (8) وَوَارِثُهُ (9) وَإِلهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ دَائِبَانِ (10) فِي مَرْضَاتِهِ: يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ.
قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ، وَأَحْصَى آثَارَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، وَعَدَدَ أنْفاسَهُمْ، وَخَائِنَةَ أعْيُنِهِمْ (11) قك وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمِيرِ، وَمُسْتَقَرَّهُمْ وَمُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الاََْرْحَامِ وَالظُّهُورِ، إِلَى أَنْ تَتَنَاهَى بِهِمُ الْغَايَاتُ.
هُوَ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ (12) عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لاََِوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ (13) وَمُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ (14) وَمُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ (15) زك، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ.
مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ (16) وَمَنْ شَكَرَهُجَزَاهُ.
عِبَادَ اللهِ، زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا، وَحَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَتَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ، وَانْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ (17) وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ عَلَى نَفْسِهِ (18) حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَزَاجِرٌ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا زَاجِرٌ وَلاَ وَاعِظٌ.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً