بسم الله الرحمن الرحيم
بتمام الأس والحزن تلقيت وفاة أبينا الروحي آية الله العظمى الشيخ محمد بن سلمان الهاجري تغمده الله برحمته بحق محمد وآله الطاهرين … إن الكلمات لاتكاد تستوعب ما آلم بنا من حزن وكمد وإن الأسطر لتقصر عن التعبير عما تكنه قلوبنا لهذا الأب من الحب والود والتقدير والاحترام.
فقد فقدنا فيه أباً روحياً فبالروح تقوم الحياة فإذا كان الأب الدموي والد للجسد فإن الشيخ والد للروح . وقد تشرفت بخدمة الشيخ كأبن في وارف ظله لسنوات عديدة شرفني ربي لهذا المجد والشأن فوجدت فيه مثال الزهد والتقوى والورع – رجل لاتأخذه في الله لومة لائم لاتزيده كثرة الناس عزة ولا تفرقهم عنه ذلة كما كان إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام إذ كان الشيخ تلميذاً وفياً لمدرسة سيد الموحدين إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام ومهما ادلهمت الخطوب وعصفت الرزايا فالشيخ قد أثبت بأنه الجبل الأشم الذي يحاصر الفتن ويسدي النصح ويكبح جماح الجهل – فقد اتسع صدره رحمه الله لكل جاهل وغافل . وأهم مايميز الشيخ نكرانه لذاته فبالرغم من بلوغه درجة من العلم قل من يتحصل عليها بشهادة أعلام الأمة ممن عاصروه أو تتلمذوا على يديه فلم يكن ليتصدى للمرجعية ولم يكن يكترث بخفق النعال , لقد كان الشيخ أبا رؤوفاً بقلبه الكبير يستوعب حتى من تطالوا عليه من البسطاء والجهال سامحهم الله .
إن فقد الشيخ خسارة كبرى للعلم والمجتمع الأحسائي بصفة خاصة والعبرة ينبغي بأن تؤخذ وينبغي بأن يتخذ الشيخ رمزاً للعابد المخلص لربه وحده لايسعى للزعامة ولا تأخذه الأضواء ولا تدغدغ مشاعره الإطراءات والمدائح , فالصراحة في الحق ومراعاة مرضاة الله وحده لاشريك له كانت هي المحور الذي تحرك قرارات ومواقف الشيخ يرحمه الله . ولا استطيع وأنا على ضحالتي بأن أخول لنفسي بأن أكون حاكماً أو مقيماً لعالم فذ زاهد منكر لذاته مخلص في عبادة ربه وولاء أئمته من آل محمد عليهم السلام كما قدم لوطنه وأبناء مجتمعه الكثير . لقد فقدنا فيه مناراً للعلم والتقوى والورع والعطاء والرحمة والعطف والأبوة فرحم الله أبانا الهاجري ونسأل الله بجاه سادتنا محمد وآله الطاهرين له الرحمة ومرافقة سادتنا من آل محمد في عليين .
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً