قرابته بالمعصوم
ابن عم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأخو الإمام علي(عليه السلام)، وعم الإمامينِ الحسن والحسين(عليهما السلام).
اسمه ونسبه
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب، المعروف بجعفر الطيّار.
كنيته
أبو عبد الله، وكنّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأبي المساكين لأنّه كان يعطف على المساكين ويتفقّدهم ويجلس معهم.
ولادته
ولد حوالي عام 35 قبل الهجرة بمكّة المكرّمة.
أُمّه
فاطمة بنت أسد بن هاشم.
زوجته
أسماء بنت عُميس الخثعمية.
من أولاده
عبد الله، عون، محمّد.
إسلامه
كان(رضي الله عنه) من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم بعد إسلام أخيه الإمام علي(عليه السلام) بقليل، وهو ثاني مَن صلّى مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) من الرجال في أوّل جماعة عُقدت في الإسلام، حيث روي أنّ أبا طالب رأى النبي(صلى الله عليه وآله) وعليّاً يُصلّيان، فقال لجعفر: صل جناح ابن عمّك، ثمّ قال:
«إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي ** عند ملمّ الزمان والكرب
والله لا أخذل النبي ولا ** يخذله من بَني ذو حسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما ** أخي لأُمّي من بينهم وأبي»(2).
هجرته
هاجر(رضي الله عنه) في السنة الخامسة من البعثة مع الدفعة الثانية التي هاجرت إلى الحبشة، وكان جعفر على رأس المهاجرين، وصحب معه زوجته.
وقدم على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في السنة السابعة من الهجرة، حيث كان فتح خيبر، فاعتنقه الرسول(صلى الله عليه وآله) وقال: «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر»(3)، ولُقّب بذي الهجرتين، لأنّه هاجر من مكّة إلى الحبشة، ومنها إلى المدينة.
كيفية شهادته
أمّره رسول الله(صلى الله عليه وآله) على جيش المسلمين في غزوة مؤتة، فإن قُتل فزيد بن حارثة، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة، وعند مقاتلته للعدوّ قُطعت يده اليمنى، فقاتل باليسرى حتّى قُطعت، فضرب وسطه، فسقط شهيداً مضرّجاً بدمه.
شهادته
استُشهد(رضي الله عنه) في 10 جمادى الثانية 8ﻫ بغزوة مؤتة، ودُفن بمنطقة مؤتة، وهي قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، وقبره معروف يُزار.
حزن رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليه
حزن(صلى الله عليه وآله) لشهادته حزناً شديداً، وبكى عليه وقال: «على مِثلِ جعفرٍ فَلتَبكِ الباكية»(4).
من أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه
1ـ قال(صلى الله عليه وآله) له: «إنّ خُلُقكَ خُلُقي، وأشبه خَلقك خَلقي، فأنتَ مِنِّي ومن شجرتي»(5).
2ـ قال(صلى الله عليه وآله) لمّا قُتل جعفر: «إنّ الله عزّ وجل أبدله بيديه جناحين يطيرُ بهما في الجنّة حيث يشاء»(6).
3ـ قال(صلى الله عليه وآله) «اللّهم إنّ جعفر قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذرّيته بخير ما خلّفت عبداً من عبادك الصالحين»(7).
صلاته
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «لمّا قدم جعفر بن أبي طالب(عليه السلام) من الحبشة، كان النبي(صلى الله عليه وآله) قد فتح خيبر، فلمّا دخل إليه واستقبله وقبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: يا جعفر، ألا أحبوك ألا أعطيك ألا أمنحك؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال: صلِّ أربع ركعات في كلّ يوم، فإن لم تطق ففي كلّ جمعة، فإن لم تطق ففي كلّ شهر، فإن لم تطق ففي كلّ سنة، فإن لم تطق ففي كلّ عمرك مرّة، فإنّك أن صلّيتها محا الله ذنوبك، ولو كانت مثل رمل عالج وزبد البحر، فقيل له: يا رسول الله، فمَن صلّى هذه الصلاة له من الثواب ما لجعفر؟ قال: نعم.
وصفتها: أن تسبّح في قيامك خمسة عشر مرّة بعد القراءة، تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وإذا ركعت قلتها عشراً، فإذا رفعت رأسك من الركوع قلتها عشراً، فإذا سجدت قلتها عشراً، فإذا رفعت رأسك من السجود قلتها عشراً، فإذا سجدت ثانياً قلتها عشراً، فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية قلتها عشراً، ثمّ نهضت إلى الثانية بغير تكبير، وصلّيتها مثل ما وصفت، وتقنت في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح، وتشهد وتسلّم، ثمّ تقوم فتصلّي ركعتين مثلهما»(8).
ــــــــــــــــــــــــــ
1. اُنظر: أعيان الشيعة 4/118.
2. الأمالي للصدوق: 598.
3. المقنع: 139.
4. الطبقات الكبرى 8/282.
5. المصدر السابق 4/36.
6. الاستيعاب 1/242.
7. المصنّف لابن أبي شيبة 7/515.
8. الهداية: 153، باب61.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً