بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين وآله الميامين لقد طلب مني بعض المؤمنين أن أكتب عن حياة آية الله العلامة الشيخ محمد الهاجري (قدس سره) وإن كنت ليس فرسان هذا الميدان ولكن لايسقط الميسور بالمعسور فحق الشيخ واجباً على الجميع ففي الحديث الشريف : ( مداد العلماء خير من دماء الشهداء) والشيخ علم من الأعلام في العلم والمعرفة والبديهية العلمية فكان أول حضور لطلب العلم والدرس في مدرسة آية الله الشيخ موسى بوخمسين (قدس سره) فتلقى مبادئ النحو والعربية والفقه على بعض رجالات أهل العلم كما هو المتعارف في المدارس الدينية وبعدها أكمل دراسته عند العلامة الميرزا علي الحائري ثم بعد ذلك سافر العراق واختار السكن في مدينة كربلاء المقدسة لمجاورة الإمام الحسين (عليه السلام) لطلب العلم والترقي في سلم الكمال فحضر بحوث الخارج على يد علمائها الأعلام وأنهى الدورات الفقهية والأصولية على أيديهم حتى نال درجة الإجتهاد وممن أجازه أستاذه الشيخ يوسف الخرساني (قدس سره) وأخرى من آية الله السيد عبدالله الشيرازي (قدس سره ) وقد كان شديد الحرص ومذاكرة الفقه والأصول حتى أصبح ممن يشار اليه بالمعرفة والفضيلة خصوصاً عند علماء كربلاء وممن يعرفون فضله وقد تخرج على يد الشيخ جمع من الطلبة في العراق وبعد عودته إلى الأحساء استمر في عطائه العلمي فشرع بالتدريس ما يقارب ثلاثين سنة وبعد هذه المسيرة من العطاء العلمي عُين للقضاء الجعفري في الأحساء وذلك بسبب عدم قبول كثير من أهل الفضل للقضاء مما أدى بالشيخ إلى قبول القضاء لأنه يرى أن هذا تكليف شرعي على الجميع وواجب كفائي وإذا لم يقم به أحد من رجال العلم يكو واجباً عينياً . وكان من خصائصه ومميزاته أن حضوره كان دائماً ثرياً بالمناقشة العلمية في المسائل الفقية والأصولية والإجابة عليها بالسرعة والبديهية الحاضرة وبعد مسيرة حافلة بالعطاء وافاه الأجل في شهر رجب المرجب 1425 هـ فرحيله خسارة للعلم والمجتمع وفي الحديث الشريف : ( إذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لايسدها إلا عالم مثله) فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً