بسم الله الرحمن الرحيم
«إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لايسدها شيء»
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، وبكل حزن وأسى ننعى للأمة الإسلامية انتقال قاضي محكمة الأوقاف والمواريث بالأحساء سماحة آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري «قدس سره» للرفيق الأعلى، فجر يوم الاثنين 21 رجب 1425هـ ـ 6 سبتمبر 2004م، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاماً قضاها في العلم والعمل.
والشيخ الهاجري هو آية الله الشيخ محمد بن سلمان بن محمد بن عبدالله بن عيسى بن محمد الهاجري، نسبة إلى القبيلة العربية المعروفة «الهواجر» والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية.
ولد في الهفوف بمحافظة الأحساء 10 ربيع الأول 1344هـ. وفيها نشأ وترعرع، تلقى بداية التعليم في أحد الكتاتيب، وتعلم مبادئ الكتابة على يد المرحوم الشيخ أحمد البوعلي، و درس المقدمات الحوزوية على يد آيه الله الميرزا علي الحائري الإحقاقي في سنوات تواجده في الأحساء.
هاجر إلى حوزة كربلاء المقدسة في عام 1365هـ، وفيها درس«السطوح» على أيدي اساتذة معروفين بالفضل والأهلية. والتحق بدروس «البحث الخارج»، وعندما أنهى «البحث الخارج» مارس الشيخ الهاجري التدريس في كربلاء المقدسة، لعدد من المتون الحوزوية مثل «اللمعة والقوانين والرسائل»، كما أنه قام في كربلاء بإلقاء دروس «البحث الخارج» على مجموعة من طلاب العلم، وذلك على كتاب «تبصرة المتعلمين» وعندما عاد إلى الأحساء باشر في إلقاء الدروس في حوزته «في بيته الكائن بالهفوف» على جمع من طلاب العلم الأحسائيين، في «السطوح»، فدرّس «المكاسب والرسائل والكفاية».
وفي عام 1411هـ شرع في إلقاء البحث الخارج في منزله واستمر يمارس إلقاء مثل هذه البحوث حتى ارتحاله للرفيق الأعلى.
ومن مؤلفاته «رحمه الله» رسالة البيع «غير تامة»، ورسالة حقوق الوالدين «فقهية استدلالية مبسوطة»، ورسالة في عدم التقدم على الإمام في الصلاة «من فقه الصلاة».وكل هذه الرسائل لاتزال مخطوطة.
وبرحيل آية الله الشيخ الهاجري للدار الآخرة فقدت منطقة الأحساء خصوصاً، والمنطقة عموماً أحد أبرز أعلامها المعاصرين، وأحد مجتهديها المعروفين..
ونحن إذ نتقدم بأحر تعازينا ومواساتنا لأسرته الكريمة وللمراجع العظام ولأهل العلم والفكر ولكل محبيه ومريديه ؛ نعزي أنفسنا أيضاً برحيل شيخ الأحساء وعلامتها.
سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع محمد وآله الأطهار.
و﴿ إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾
الحلة – القطيف
عبدالله أحمد اليوسف
الاثنين 21 رجب 1425هـ/ 6سبتمبر 2004م
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً