قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام في بعض كلماته ( والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة ) .
للإنسان على ظهر الأرض في الحياة الدنيا نشأتان مادية ومعنوية فالنشأة المادية هذه الحياة الدنيوية التي تنشأ من التراب وتنفذ بما في الأرض من الثمار وغيرها ويمدها الماء بالبقاء وهذه تنتهي بانتهاء قدرة أجزاء الإنسان المادية ومن تكون حياته متعلقة بهذا الجانب تنتهي به . وأما النشأة المعنوية فهي التي ينشوها الإنسان الموفق الحاصل على اتصال رباني وكان له اهتمام تام بمعاني الروح ومقاماتها فأنشأ حياته على الأمور السامية والفضائل العالية من العلم والحلم والتواضع والكرم والسخاء والإيثار وغيرها من مقومات الشرف والرفعة ثم وضعها في الحياة الإجتماعية و انصهرت مصالحه في مصالح المجتمع وذاب فيهم لخالقهم فنطبعت صورته ومعطياته في نفوسهم فتوارثها الأبناء من الآباء عن الأجداد بالذكر الحسن فهذه الحياة باقية ما بقي الدهر تعطي الخير الكثير من غير انقطاع . وممن سلك في هذه الحياة وخلد ذكره عطراً شيخنا الهاجري فمن حين وضع قدميه على أجنحة الملائكة و اقتطافه ثمار المعرفة بعروجه في عالم الكمال وهو يعطي ما حصل له بهبات وافرة يعطي ذلك بحلم العالم وتواضع الحكيم وحرص الفقيه وصبر المقتدر ولقد ثالني من هذا الوابل العظيم ولكنها الأرض الصلدة غير ذات الزرع فقد خضرت مجلسه العلمي الشريف في التسعينات وتفضل عليْ مما رزقه الله من المعرفة و رأيت فيه تواضع العالم الكبير الذي بلغ رتبة الاجتهاد للمتعلم الصغير وهو على عتبة الطريق و إني المقصر العاجز لا استطيع أن أقف امام هذا المعلم العظيم . بمدح وثناء إلا أني وجدته مثال للمؤمن الذي وصفه الإمام الصادق عليه السلام بقوله ( المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وكيس في رفق وسخاء في حق وقصد في غنى وتجمل في فاقة وعفو في مقدرة وطاعة لله في نصيحتة وانتهاء في شهوة وورع في رغبة وحرص في جهاد وصلاة في شغل وصبر في شدة ) .
فرحمك الله ياشيخنا الأجل وحشرك مع محمد وآله الطاهرين ونسأله تعالى أن يسلك بنا هذا الطريق طريق العلماء العاملين وان يمن أسرة شيخنا الكريمة بذلك ويلهمهم الصبر ويعظم لهم الأجر انه مجيب
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً