ترك رحيل آية الله الشيخ الهاجري , جرحاً في كل قلب , ولوعة في نفوس الذين عرفوه وذلك شأن الصالحين الأبرار , حيث يكون وجودهم بيننا نعمة ورحمة , ورحيلهم عنا ألماً وحسرة .
عاش رحمه الله عمره لغيره , كان صادقاً مع نفسه ومع مبادئه , فكانت حياته كلها , من أجل الدين والطائفة والناس , ومن أجل الخير والهدى والصلاح , فكأنه كان مستعداً للقاء الله تعالى في أي يوم , وكأنه نذر حياته كلها للإسلام وحده , فلم يكن فيها شيئاً للذات والهوى والدنيا .
كان رحمه الله واحداً من أعلام الطائفة , وكان يمتلك وزناً علمياً ثقيلاً , ومكانة مرموقة في مجال العلوم الشرعية , لكن لم يشأ أن يتصدى للمرجعية الدينية , ورغبة منه في الإبتعاد عن الأضواء , والبقاء في المواقع التي يشعر بأنها أكثر خدمة للناس , ولو أنه تصدى للمرجعية لكان واحداً من مراجع الدين البارزين , يشار اليه بالبنان , ويتبعه المؤمنون بالتقليد , وتتداول الحوزات العلمية إسمه وارائه العلمية .
خلال فترة عمله بالقضاء ولمدة قاربت العقد والنصف من الزمن إزدان به القضاء فهو من نوع الرجال الذي يضفي على المكان رونقاً وبهاءاً ولا يأخذ من المكان شيئاً إنه النبع الرائق الصافي الذي ينشر النسمة الباردة واللمسة الحانية حيث يكون وحيثما يحل .
كان رحمه الله رمز الصلاح والتقوى والزهد , ولقد كانت سيرته الشريفة وحياته المباركة كتاباً مفتوحاً يقرأه الجميع بوضوح , فيتعلمون منه الخير والصلاح , ويتزودون منه بدروس العمل الجاد والإنصهار في مدرسة أهل البيت عليهم السلام , حيث كان قدس سره , علماً من أعلامها أثبت من خلال القول والعمل أنه يلتزم بهذه المدرسة الأصلية التزاماً حقيقياً لاشائبة فيه ولا شك , ليكون الرجل الشيعي كما اراد الأئمة عليهم السلام من شيعتهم .
وكانت له مواقفه الداعمة للحوزة العلمية في الأحساء متمثلة في تبادل الرأي وتوحيد الموقف فيما يتعلق بالرؤية الشرعية للهلال , وفي تحديد المرجعية الدينية وغير ذلك من المسائل المهمة .
رحم الله فقيدنا الكبير , وحشره مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً , ونسأله تعالى أن يمن على ذويه وأهله ومعارفه وجميع من فجع بوفاته بالصبر والسلوان , ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
شبكة يامهدي الإسلامية
www.yamahdi.us
- شبكة تهتم بتراث آية الله المقدس الهاجري
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً