بسم الله الرحمن الرحيم
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(١).(٢)
محمد بن العباس: قال: حدثنا أحمد بن هودة (هوذة)، إسحق بن إبراهيم، عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (قول الله) عز وجل في كتابه: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)).
فقال عليه السلام: والله ما نزل تأويلها بعد، قلت: جعلت فداك ومتى ينزل تأويلها؟ قال: حتى يقوم القائم عليه السلام إن شاء الله تعالى، فإذا خرج القائم لم يبق كافر أو (ولا) ومشرك الا كره خروجه، حتى لو أن كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت الصخرة يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله، فيجيبه فيقتله.(٣)
الحسين بن حمدان الحضيني: قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن أبي شعيب، عن محمد بن بصير، عن عمر بن الوان، عن محمد بن الفضل، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه أمر القائم عليه السلام، قال المفضل: يا مولاي، فكيف بدو ظهوره عليه السلام؟
قال: يا مفضل يظهر في سنة الستين أمره، ويعلو ذكره، وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذكره في أفواه المحققين والمبطلين ليلزمهم الحجة بمعرفتهم به، على أنا قصصنا ذلك ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه وقلنا سمي جده رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيته على ألسنتهم حتى ليسميه بعضهم لبعضٍ، كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ويظهر كما وعده جده رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) قال: هو قوله ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)).
فوالله يا مفضل ليفقدن الملل والاديان والآراء والاختلاف ويكون الدين كله لله كما قال تعالى: ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلامُ)) ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِْسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآْخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ)).(٤)
(والروايات كثيرة في أن الايتين: قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى)) الى آخرها، وقوله تعالى: ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)) تقدمت الروايات الكثيرة فيهما الاولى في سورة براءة والثانية في سورة الانفال وأنهما في القائم عليه السلام).(٥)
الهوامش:
(١) الصف: ٩.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) تأويل الآيات الظاهرة_ مخطوط.
(٤) الهداية_ مفقود.
(٥) ما بين القوسين من كلام المؤلف رحمه الله، والآية الأولى مرقمة بـ ٢٢، والثانية بـ ٢١.
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً