بسم الله الرحمن الرحيم
((وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ))(١).(٢)
محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القسم بن محمد بن الحسين بن حازم قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سأله عمارةُ الهمداني فقال له:
أصلحك الله إن الناس يُعيرونا ويقولون إنكم تزعمون أنه سيكون صوت من السماء، فقال له: لا تروِ عني واروه عن ابي، كان أبي يقول: هو في كتاب الله ((إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)) فيؤمن أهل الأرض جميعاً للصوت (الأول)، فإذا كان من الغد صعد إبليس اللعين حتى يتوارى (من الأرض) في جو السماء ثم ينادي: ألا إن عثمان قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه، فيرجع من أراد الله عز وجل به شراً (سوءاً) ويقولون هذا سحر الشيعة وحتى تناولونا ويقولون هو من سحرهم، وهو قول الله عز وجل: ((إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)).(٣)
عنه: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن (الحسين) التيملي قال: حدثني عمرو بن عثمان، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعت رجلاً من همدان يقول: إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر.
وكان عليه السلام متكياً فغضب وجلس ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني (قد) سمعت أبي عليه السلام يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لَبَيِّنٌ حيث يقول: ((إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)) فلا يبقى في الأرض يومئذٍ أحد الا خضع وذلت رقبته (لها) فيؤمن أهل الأرض اذا سمعوا الصوت من السماء: ((ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته)).
قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن (أهل)(٤) الأرض ثم ينادي ألا إن الحق في عثمان بن عفان (وشيعته) فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه، قال عليه السلام: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)) وهو النداء الأول ((ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض)) والمرض والله عدواتنا، فعند ذلك يبرؤون (يتبرؤون) منا ويتولونا ويقولون إن المنادي الأول سحر من (سحر) أهل هذا البيت.
ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: ((وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)).(٥)
وعنه: قال: أخبرنا (حدثنا) أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل (الفضل) بن إبراهيم، وسعدان بن إسحاق بن سعيد، وأحمد ابن الحسين بن عبد الملك (الكريم)، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان مثله سواء بلفظه.(٦)
الهوامش:
(١) القمر: ٢.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) كتاب الغيبة: ١٣٨.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) كتاب الغيبة: ١٣٧.
(٦) المصدر السابق: ١٣٨.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً