بسم الله الرحمن الرحيم
((لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً))(١).(٢)
ابن بابويه: قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رحمه الله قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، وقال له رجل:
اصلحك الله ألم يكن علي عليه السلام قوياً في دين الله (عز وجل)؟ قال: بلى، فقال: (ف)كيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم، وما منعه (يمنعه) من ذلك؟
قال عليه السلام: آية في كتاب الله عز وجل منعته، قال: قلت: وأية آية (هي)؟ قال: قوله عز وجل: ((لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً)) إنه كان لله عز وجل ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع، فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتى تظهر ودايع الله عز وجل فإذا ظهرت، ظهر على من ظهر (يظهر) فقتله.(٣)
علي بن إبراهيم: قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله السعدي قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب، عن عبد الله بن الحسن (الحسين) عن بعض أصحابه، عن فلان الكرخي قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ألم يكن علي عليه السلام قوياً في بدنه، قوياً بأمر (في أمر) الله؟. قال أبو عبد الله عليه السلام: بلى، قال (له): فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟
قال عليه السلام: سألت فافهم الجواب، منع علياً من ذلك آيةٌ من كتاب الله، فقال: وأي آية؟ فقرأ: ((لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً)) إنه كان لله ودايع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع، فلما خرج ظهر من ظهر وقتله.
وكذلك قائمنا أهل البيت لن (لم) يظهر أبداً حتى تخرج ودايع الله، فإذا خرجت ظهر على من ظهر فيقتله.(٤)
الهوامش:
(١) الفتح: ٢٥.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) كمال الدين وتمام النعمة، ج٢، ص ٤٦١.
(٤) تفسير القمي: ج ٢ ص ٣١٦.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً