بسم الله الرحمن الرحيم
((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَْرْضِ))(١).(٢)
محمد بن العباس: عن حميد (أحمد بن زياد، عن الحسين بن محمد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القائم عليه السلام إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل القبلة (الكعبة) ويجعل ظهره إلى المقام ثم يصلي ركعتين ثم يقوم فيقول:
يا أيها الناس أنا أولى الناس بآدم عليه السلام، يا أيها الناس أنا أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، يا أيها الناس أنا أولى الناس بإسماعيل عليه السلام، يا أيها الناس أنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ثم يرفع يديه إلى السماء ويدعو ويتضرع حتى يقع على وجهه، وهو قول الله عز وجل: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَْرْضِ، أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)).(٣)
عنه: بالإسناد عن (إبراهيم)(٤) عليه السلام بن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (أبي عبد الله) عليه السلام في قول الله عز وجل: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ)) قال: هذه (الآية)(٥) نزلت في القائم من آل محمد عليهم السلام إذا خرج تعمم وصلى عند المقام وتضرع إلى ربه فلا ترد له راية.(٦)
علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمد عليهم السلام، هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا (إلى) الله(٧) فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفةً في الأرض.
وهذا مما ذكرنا أن تأويله بعد تنزيله.(٨)
محمد بن إبراهيم النعماني: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن علي التيملي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وحدثني غير واحد عن منصور بن يونس بن بزرج، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب _وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى_ حتى إذا كان قبل خروجه انتهى (أتى) المولى الذي معه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون (فيقول) نحو من أربعين رجلاً، فيقول: كيف أنتم إذا (لو) رأيتم صاحبكم؟ فيقولون والله لو نادى (بنا) الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة فيقول: أشيروا إلى رؤسائكم وأخياركم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر فينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله، يا أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني بعيسى (في عيسى) فأنا أولى الناس بعيسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في محمد صلى الله عليه وآله فأنا أولى الناس بمحمد، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي عنده ركعتين وينشد الله حقه.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وهو والله المضطر الذي يقول الله (فيه) ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَْرْضِ)) فيه نزلت.(٩)
علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكالبي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني أنظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم عليه السلام، (يا) أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم عليه السلام، يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في رسول الله (محمد) فأنا أولى برسول الله (محمد) صلى الله عليه وآله، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله (المضطر في كتاب الله) في قوله: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَْرْضِ)) فيكون أول من يبايعه جبريل ثم الثلثمائة والثلثة عشر رجلاً فمن كان ابتلي بالمسير وافى (وافاه) ومن لم يبتل بالمسير فُقِد من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام: (هم المفقودون من (عن) فرشهم) (و) ذلك قول الله: ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) (قال): الخيرات الولاية.
وقال في موضع آخر: ((وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)) وهم (والله) أصحاب القائم عليه السلام يجتمعون (والله) إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم وهو قوله: ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ، وَقالُوا آمَنَّا بِهِ)) يعني بالقائم من آل محمد عليهم السلام ((وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)) (إلى قوله): ((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ)) (يعني) ألا يعذبوا ((كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ)) يعني من كان قبلهم من المكذبين هلكوا).(١٠)
الهوامش:
(١) النمل:٦٢.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) تأويل الآيات الظاهرة_ مخطوط.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) تأويل الآيات الظاهرة.
(٧) ليس في المصدر.
(٨) تفسير القمي _ ج ٢ ص١٢٩.
(٩) كتاب الغيبة_ ص ٩٥.
(١٠) تفسير القمي _ ج ٢ ص ٢٠٥.
|| مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله فرجه
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً