بسم الله الرحمن الرحيم
((وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ * قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ))(١).(٢)
محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن خليل الأسدي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قول الله عز وجل: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال: إذا قام القائم عليه السلام وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم، فيقول لهم الروم لا ندخلنَّكم حتى تتنصّروا، فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم عليه السلام طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب القائم لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم (منا)، قال: فيدفعونهم إليهم فذلك قوله: (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال: يسألونهم الكنوز وهم أعلم بها، قال فيقولون: (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف (وهم سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب(٣) سعيد بالرحبة).
محمد بن العباس: قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن بشار، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) قال ذلك عند قيام القائم عليه السلام.(٤)
عنه: قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن منصور، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا) (قال: خروج القائم عليه السلام) (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) قال: الكنوز التي كانوا يكنزون، (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً (بالسيف) خامِدِينَ) لا يبقى منهم عين تطرف.(٥)
العياشي: بإسناده عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام في حديث يذكر فيه خروج القائم عليه السلام قال في الحديث: لكأني أنظر إليهم (يعني القائم عليه السلام وأصحابه)(٦) مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً كأنَّ في قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً أمدَّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسوَّمين.
حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه، فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة، وعلى الكوفة خندق مخندق (جند مجند)، قلت: خندق مخندق (جند مجند) قال: اي والله، حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة فيصلي ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم، ثم يقول كروا عليهم.
قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر، ثم يدخل الكوفة ولا يبقى مؤمن إلا كان فيها أوحنَّ إليها، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام، ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فيعطيه السفياني من البيعة مسلماً، فيقول له كلب وهم اخواله: (ما) هذا ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، (ثم يقول له القائم عليه السلام: خذ حذرك فإنني ادّيت إليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم) فيمنحه الله اكتافهم، ويأتي (يأخذ) السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده.
ثم يرسل جريدة خيل إلى الروم فيستحذرون (فيستحضرون) بقية بني أمية، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا: اخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم، فيأبون ويقولون: والله لا نفعل، فتقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناكم، ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول: انطلقوا فاخرجوا إليهم أصحابهم فإنّ هؤلاء قد اتوا بسلطان (عظيم) وهو قول الله: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال: يعني الكنوز التي كنتم تكنزون، (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) لا يبقى منهم مخبر.(٧)
(والحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالى: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) من سورة الأنفال).(٨)
الهوامش:
(١) الأنبياء: ١١ ـ ١٥.
(٢) المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(٣) ليس في المصدر، الروضة: ص ٥١.
(٤) تأويل الآيات الظاهرة ـ مخطوط.
(٥) المصدر السابق.
(٦) ليس في المصدر.
(٧) تفسير العياشي ـ ج ٢ ص ٥٦.
(٨) ما بين القوسين من كلام المؤلف رحمه الله.
|| مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله فرجه
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً