معجزة (٦٧): وكفن في الأكفان التي دفعت إليه (*) (١)
أخبرنا أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره قال قدم أبوالحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومأتين إلى علي بن عيسى بن الجراح وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له فسأله فقال له : إن أهل بيتك في هذا البلد كثير فان ذهبنا نعطي كلما سألونا طال ذلك أو كما قال.
فقال له العقيقي فاني أسأل من في يده قضاء حاجتي فقال له علي بن عيسى من هو هذا فقال : الله عزوجل وخرج مغضبا قال فخرجت وأنا أقول : في الله عزاء من كل هالك ، ودرك من كل مصيبة قال فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين ابن روح رضي الله عنه وأرضاه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه.
فجاءني الرسول بمائة درهم عددا ووزنا ومنديل وشئ من حنوط وأكفان وقال لي : مولاك يقرؤك السلام ويقول لك إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك فانه منديل مولاك ، وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وذه الاكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه وإذا قدمت إلى مصر مات محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام ثم مت بعده فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا جهازك.
قال : فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول فاذا أنا بالمشاعل على بابي والباب يدق فقلت لغلامي خير : يا خير انظر أي شئ هو ذا ؟ فقال خير : هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إلى فقال قد طلبك الوزير يقول لك مولاي حميد اركب إلي.
قال فركبت وفتحت الشوارع والدروب وجئت إلى شارع الوزانين فاذا بحميد قاعد ينتظرني فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير فقال لي الوزير ياشيخ قد قضى الله حاجتك واعتذر إلي ودفع إلي الكتب مختومة مكتوبة قد فرغ منها قال فأخذت ذلك وخرجت.
قال أبومحمد الحسن بن محمد فحدثنا أبوالحسن علي بن أحمد العقيقي بنصيبين بهذا وقال لي : ماخرج هذا الحنوط إلا لعمتي فلانة ولم يسمها وقد بغيته لنفسي وقد قال لي الحسين بن روح رضي الله عنه إني املك الضيعة وقد كتب لي بالذي أردت فقمت إليه وقبلت رأسه وعينيه وقلت : ياسيدي أرني الاكفان والحنوط والدراهم فأخرج إلي الاكفان فاذا فيها برد حبرة مسهم من نسج اليمن وثلاثة أثواب مروي وعمامة وإذا الحنوط في خريطة وأخرج الدراهم فعددتها مائة درهم فقلت ياسيدي هب لي منهما درهما أصوغه خاتما قال : وكيف يكون ذلك خد من عندي ماشئت فقلت اريد من هذه وألححت عليه وقبلت رأسه وعينيه فأعطاني درهما فشددته في منديلي وجعلته في كمي فلما صرت إلى الخان فتحت زنفيلجة معي وجعلت المنديل في الزنفيلجة وفيه الدرهم مشدود وجعلت كتبي ودفاتري فوقه وأقمت أياما ثم جئت أطلب الدرهم فاذا الصرة مصرورة بحالها ولا شئ فيها فأخذني شبه الوسواس فصرت إلى باب العقيقي فقلت لغلامه خير اريد الدخول إلى الشيخ فأدخلني إليه فقال لي مالك ؟ فقلت ياسيدي الدرهم الذي أعطيتني ماأصبته في الصرة فدعا بالزنفيلجة وأخرج الدراهم فاذا هي مائة درهم عددا ووزنا ولم يكن معي أحد أتهمه فسألته في رده إلي فأبى ثم خرج إلى مصر وأخذ الضيعة ثم مات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة أيام ثم توفي رحمه الله وكفن في الاكفان التي دفعت إليه.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) بحار الأنوار ص ٣٣٧ ج ٥١ باب ١٥ _ ما ظهر من معجزاته.
كمال الدين ج ٤٥ ص ٥٠٥ ٢_ باب ذكر التوقيعات الواردة.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً