معجزة (٣٨): والزوج والزوجة فأصلح الله بينهما (*) (١)
وأخبرني بهذه الحكاية جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري إجازة وكتب عنه ببغداد أبوالفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في يوم الاحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاث مائة قال : كنت تزوجت بام ولدي وهي أول امرأة تزوجتها وأنا حينئذ حدث السن وسني إذ ذاك دون العشرين سنة فدخلت بها في منزل أبيها فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا أجتهد بهم في أن يحولوها إلى منزلي وهم لايجيبوني إلى ذلك فحملت مني في هذه المدة وولدت بنتا فعاشت مدة ثم ماتت ولم أحضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت إلى أن توفيت للشرور التي كانت بيني وبينهم.
ثم اصطلحنا على أنهم يحملونها إلى منزلي فدخلت إليهم في منزلهم و دافعوني في نقل المرأة إلي وقدر أن حملت المرأة مع هذه الحال ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على مااتفقنا عليه فامتنعوا من ذلك فعاد الشر بيننا ، وانتقلت منهم وولدت وأنا غائب عنها بنتا وبقينا على حال الشر والمضارمة سنين لا آخذها.
ثم دخلت بغداد وكان الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبوجعفر محمد بن أحمد الزجوزجي وكان لي كالعم أو الوالد ، فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ماأنا فيه من الشرور الواقعة بيني وبين الزوجة وبين الاحماء فقال لي تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها.
فكتبت رقعة ذكرت فيها حالي وما أنا فيه من خصومة القوم لي وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي ومضيت بها أنا وأبوجعفر إلى محمد بن علي وكان في ذلك الواسطة بيننا وبين الحسين بن روح رضي الله عنه وهو إذ ذاك الوكيل فدفعناها إليه وسألناه إنفاذها فأخذها مني وتأخر الجواب عني أياما فلقيته فقلت له : قد ساءني تأخر الجواب عني فقال : لايسوؤك فانه أحب إلي لك وأومى إلي أن الجواب إن قرب كان من جهه الحسين بن روح رضي الله عنه وإن تأخر كان من جهة الصاحب عليه السلام.
فانصرفت فلما كان من بعد ذلك ولاأحفظ المدة إلا أنها كانت قريبة فوجه إلي أبوجعفر الزجوزجي يوما من الايام فصرت إليه فأخرج لي فصلا من رقعة وقال لي : هذا جواب رقعتك فان شئت أن تنسخه فانسخه ورده فقرأته فإذا فيه : والزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما.
ونسخت اللفظ ورردت عليه الفصل ودخلنا الكوفة فسهل الله لي نفس المرءة بأيسر كلفة وأقامت معي سنين كثيرة ورزقت مني أولادا و أسأت إليها إساءات واستعملت معها كل مالاتصبر النساء عليه ، فما وقعت بيني وبينها لفظة شر ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان بيننا.
قال : قال أبوغالب : وكنت قديما قبل هذه الحال ، قد كتبت رقعة أسأل فيها أن تقبل ضيعتي ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرب إلى الله عزوجل بهذه الحال وإنما كان شهوة مني للاختلاط بالنوبختيين والدخول معهم فيما كانوا من الدنيا فلم اجب إلى ذلك وألححت في ذلك فكتب إلي أن اختر من تثق به فاكتب الضيعة باسمه فانك تحتاج إليها فكتبتها باسم أبي القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي ابن أخي أبي جعفر لثقتي به وموضعه من الديانة والنعمة.
فلم يمض الايام حتى أسروني الاعراب ونهبوا الضيعة التي كنت أملكها وذهب فيها من غلاتي ودوابي وآلتي نحو من ألف دينار وأقمت في أسرهم مدة إلى أن اشتريت نفسي بمائة دينار وألف وخمسمائة درهم ولزمني في اجرة الرسل نحو من خمسمائة درهم فخرجت واحتجت إلى الضيعة فبعتها.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) بحار الأنوار ص ٣٢٢ ج ٥١ باب ١٥_ ما ظهر من معجزاته.
الغيبة للطوسي ص ٣٠٣_ فصل ٤….ص: ٢٨١.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً