دعاء (٣٧): دعاء القائم عليه السلام بعد صلاة الفجر يوم الفطر (*) (١)
روى محمد بن أبي قرة في كتابه باسناده إلى أبي عمرو محمد ابن محمد بن نصر السكري رضي الله عنه قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي رحمه الله أن يخرج إلى دعاء شهر رمضان الذي كان عمه الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه وأرضاه يدعو به، فأخرج إلى دفترا مجلدا بأحمر فيه أدعية شهر رمضان من جملتها: الدعاء بعد صلاة الفجر يوم الفطر: اللهم إني توجهت إليك بمحمد أمامي وعلى وجعفر من خلفي وعن يميني وأئمتي عن يساري أستتر بهم من عذابك، وأتقرب إليك زلفى لا أجد أحدا أقرب إليك منهم، فهم أئمتي فآمن بهم خوفي من عقابك وسخطك وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين، أصبحت بالله مؤمنا مخلصا على دين محمد وسنته وعلى دين علي وسنته، وعلى دين الأوصياء وسنتهم آمنت بسرهم وعلانيتهم، وأرغب إلى الله فيما رغب فيه محمد وعلي والأوصياء ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا عزة ولا منعة ولا سلطان إلا الله الواحد القهار العزيز الجبار توكلت على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره. اللهم إني أريدك فأردني، وأطلب ما عندك فيسره لي، واقض لي حوائجي فإنك قلت في كتابك وقولك الحق ” شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ” فعظمت حرمة شهر رمضان بما أنزلت فيه من القرآن وخصصته وعظمته بتصييرك فيه ليلة القدر، فقلت: ” ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر “. اللهم وهذه أيام شهر رمضان قد انقضت، ولياليه قد تصرمت، وقد صرت منه يا إلهي إلى ما أنت أعلم به منى، وأحصى لعدده من عددي، فأسئلك يا إلهي بما سألك به عبادك الصالحون أن تصلي على محمد وآل محمد، وأهل بيت محمد، وأنت تتقبل مني ما تقربت به إليك، وتتفضل علي بتضعيف عملي وقبول تقربي وقرباتي و استجابة دعائي، وهب لي منك عتق رقبتي من النار، ومن على بالفوز بالجنة والامن يوم الخوف من كل فزع، ومن كل هول أعددته ليوم القيامة. أعوذ بحرمة وجهك الكريم، وحرمة نبيك، وحرمة الصالحين، أن ينصرم هذا اليوم ولك قبلي تبعة تريد أن تؤاخذني بها، أو ذنب تريد أن تقايسني به وتشقيني وتفضحني به أو خطيئة تريد أن تقايسني بها وتقتصها مني لم تغفرها لي، وأسئلك برحمة وجهك الكريم، الفعال لما يريد، الذي يقول للشئ كن فيكون، لا إله الا هو. اللهم إني أسئلك بلا إله إلا أنت إن كنت رضيت عني في هذا الشهر أن تزيدني فيما بقي من عمري رضا وإن كنت لم ترض عني في هذا الشهر فمن الآن فارض عني الساعة الساعة الساعة، واجعلني في هذه الساعة وفي هذا المجلس من عتقائك من النار، وطلقائك من جهنم، وسعداء خلقك بمغفرتك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسئلك بحرمة وجهك الكريم أن تجعل شهري هذا خير شهر رمضان عبدتك فيه وصمته لك وتقربت به إليك، منذ أسكنتني الأرض أعظمه أجرا وأتمه نعمة وأعمه عافية وأوسعه رزقا وأفضله عتقا من النار، وأوجبه رحمة وأعظمه مغفرة وأكمله رضوانا وأقربه إلى ما تحب وترضى اللهم لا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك، وارزقني العود ثم العود، حتى ترضى وبعد الرضا، وحتى تخرجني من الدنيا سالما وأنت عني راض، وأنا لك مرضي. اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الامر المحتوم الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاك بيتك الحرام، في هذا العام وفي كل عام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المتقبل عنهم مناسكهم، المعافين على أسفارهم، المقبلين على نسكهم، المحفوظين في أنفسهم، وأموالهم وذراريهم وكل ما أنعمت به عليهم. اللهم اقلبني من مجلسي هذا في شهري هذا في يومي هذا في ساعتي هذه مفلحا منجحا مستجابا لي مغفورا ذنبي معافا من النار، ومعتقا منها عتقا لا رق بعده أبدا ولا رهبة يا رب الأرباب. اللهم إني أسئلك أن تجعل فيما شئت وأردت وقضيت وقدرت وحتمت و أنفذت أن تطيل عمري، وتنسئ في أجلي وأن تقوى ضعفي، وأن تغنى فقري، وأن تجبر فاقتي، وأن ترحم مسكنتي، وأن تعز ذلي، وأن ترفع ضعتي، وأن تغنى عائلتي، وأن تونس وحشتي، وأن تكثر قلتي، وأن تدر رزقي في عافية ويسر و خفض، وأن تكفيني ما أهمني من أمر دنياي وآخرتي، ولا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا إلى الناس فيرفضوني، وأن تعافيني في ديني وبدني وجسدي وروحي وولدي وأهلي وأهل مودتي وإخواني وجيراني من المؤمنين والمؤمنات و المسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والأموات، وأن تمن على بالأمن والايمان ما أبقيتني، فإنك وليي ومولاي وثقتي ورجائي ومعدن مسئلتي وموضع شكواي و منتهى رغبتي فلا تخيبني في رجائي يا سيدي ومولاي ولا تبطل طمعي ورجائي فقد توجهت إليك بمحمد وآل محمد وقدمتهم إليك أمامي وأمام حاجتي وطلبتي وتضرعي ومسئلتي، فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين فإنك مننت علي بمعرفتهم فاختم لي بهم السعادة إنك على كل شئ قدير. زيادة فيه: مننت علي بهم فاختم لي بالسعادة والسلامة والامن والايمان والمغفرة و الرضوان والسعادة والحفظ، يا الله أنت لكل حاجة لنا فصل على محمد وآله، و عافنا ولا تسلط علينا أحدا من خلقك لا طاقة لنا به واكفنا كل أمر من أمر الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والاكرام، صل على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد.
(١) إقبال الأعمال ص ٢٧٥ فصل فيما نذكره من صلاة الفجر يوم الفطر.
بحار الأنوار ج ١ ص ٨٨، باب ٢_أدعية عيد الفطر.
مصباح المتهجد ص ٦٥٥ الدعاء بعد صلاة العيد.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً