دعاء (٢٠): دعاء الفرج عن مولانا صاحب الزمان عليه السلام لرفع الخطرات (*) (١)
وباسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر ( محمد ) بن جرير الطبري في كتابه قال : حدثنا أبوجعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال : حدثني أبوالحسين بن أبي البغل الكاتب قال : تقلدت عملا من أبي منصور بن صالحان وجرى بيني وبينه ما أوجبت استتاري فطلبي وأخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الابواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لاخو بما اريده من الدعاء والمسألة وأمن من دخول إنسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له ففعل وقفل الابواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ماقطع الناس عن الموضع ومكثت أدعو وأزور واصلي .
فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عنده مولانا موسى عليه السلام وإذا رجل يزور فسلم على آدم واولي العزم عليهم السلام ثم الائمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام فلم يذكره فعجبت من ذلك وقلت له : لعله نسي أو لم يعرف ؟ أو هذا مذهب لهذا الرجل .
فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلي عند مولانا أبي جعفر عليه السلام فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام .
وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذا لم أعرفه ورأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك وذؤابة ورداء على كتفه مسبل فقال : ياأبا الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج فقلت : وما هو ياسيدي ؟ فقال : تصلي ركعتين وتقول : ” يا من أظهر الجميل وستر القبيح ، يامن لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، ياعظيم المن ، ياكريم الصفح ، ياحسن التجاوز ، ياواسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة يامنتهى كل نجوى وياغاية كل شكوى ياعون كل مستعين يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه عشر مرات ياسيداه عشر مرات يامولياه عشر مرات ياغايتاه عشر مرات يامنتهى غاية رغبتاه عشر مرات أسألك بحق هذه الاسماء وبحق محمد وآله الطاهرين عليهم السلام إلا ما كشفت كربي ونفست همي وفرجت غمي وأصلحت حالي ” .
وتدعو بعد ذلك ماشئت وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة في سجودك : ” يا محمد يا علي ! يا علي يامحمد ! اكفياني فانكما كافياي ، وانصراني فانكما ناصراي ” وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مائة مرة أدركني وتكررها كثيرا وتقول : ” الغوث الغوث الغوث ” حتى ينقطع النفس وترفع رأسك فان الله بكرمه يقضي حاجتك إنشاء الله .
فلما شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت إلى أبي جعفر لاسأله عن الرجل وكيف دخل ؟ فرأيت الابواب على حالها مغلقة مقفلة فعجبت من ذلك وقلت : لعله بات ههنا ولم أعلم فانتهيت إلى أبي جعفر القيم فخرج إلى عندي من بيت الزيت فسألته عن الرجل ودخوله فقال : الابواب مقفلة كما ترى مافتحتها فحدثته بالحديث فقال : هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس .
فتأسفت على مافاتني منه ، وخرجت عند قرب الفجر ، وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عني أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ورقعة بخطه فيها كل جميل فحضرته مع ثقة من أصدقائي عنده فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ؟ فقلت : قد كان منئ دعاء ومسألة فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها .
فقلت : لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا وكذا وشرحت مارأيته في المشهد فعجب من ذلك وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى ، وبلغت منه غاية مالم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) بحار الأنوار ص ٣٠٤ ج ٥١ باب ١٥_ماظهر من معجزاته.
مستدرك الوسائل ج ١٩ ص ٣٠٨ ٦_باب استحباب الصلاة، فرج المهموم ص ٢٤٥ فصل…
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً