دعاء (١٥): الدعاء في زمن غيبة القائم عليه السلام (*) (١)
أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام : ” اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ، اللهم لا تمتني ميتة الجاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني . اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته على من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ، ولين قلبي لولي أمرك ، وعافني مما امتحنت به خلقك ، وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك ، فبإذنك غاب عن بريتك ، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره ، وكشف ستره ، وصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، ولا أكشف عما سترته ، ولا أبحث عما كتمته ، ولا أنازعك في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور ؟ وأفوض أموري كلها إليك . اللهم إني أسئلك أن تريني ولي أمرك ظاهر نافذا لأمرك ، مع علمي بأن لك السلطان ، والقدرة والبرهان ، والحجة والمشية ، والإرادة والحول والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة ، واضح الدلالة هاديا من الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يا رب مشاهده ، وثبت قواعده واجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته ، وأقمنا بخدمته ، وتوفنا على ملته ، واحشرنا في زمرته . اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك ، اللهم ومد في عمره ، وزد في أجله ، وأعنه على ما أوليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فإنه الهادي المهدي القائم المهتدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضى المرضي الصابر المجتهد الشكور . اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنا ، ولا تنسنا ذكره وانتظار والايمان به ، وقوة اليقين في ظهوره ، والدعاء له والصلاة عليه ، حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، قو قلوبنا على الايمان به حتى تسلك بنا لي يده منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته ، وثبتنا على مشايعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والراغبين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى توفانا ونحن على ذلك ، غير شاكين ولا ناكثين ، ولا مرتا بين ولا مكذبين . اللهم عجل فرجه ، وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة الكفرة ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبحرها وبرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهر منهم بلادك . واشف منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يده غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتى تطفي بعدله نيران الكافرين ، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصره دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، و برأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ، وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس . اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل من يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلا وجهك . اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة ولينا ، وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن ( بنا ) وتظاهر الأعداء ، وكثرة عدونا وقلة عددنا ، اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله ، وبصبر منك تيسره ، وإمام عدل تظهره ، إله الحق رب العالمين . اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل أعدائك في بلادك ، حتى لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها ، ولا بنية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها ، ولا ركنا إلا هددته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا كللته ولا راية إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا حبا إلا خذلته ، ارمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء دينك ، وأعداء رسولك بيد وليك ، وأيدي عبادك المؤمنين . اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ، وكد من كاده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل دائرة السوء على من أراد به ، سوءا ، واقطع عنه مادتهم وارعب به قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة ، شدد عليهم عقابك واخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، واسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم نارا ، واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حر نارك ، فإنهم أضاعوا الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، وأذلوا عبادك . اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق ، وأقم به الحدود المعطلة والاحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر ولا عدل إلا زهر واجعلنا يا رب من أعوانه وممن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لامره و الراضين بفعله والمسلمين لاحكامه وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد ولا تجعلنا من أعداء آل محمد ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد فانى أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) كمال الدين ص ٥١٢ ج ٢ الدعاء في غيبة القائم عليه السلام.
بحار الأنوار ص ١٨٧ ج ٥٣ باب ٣١_ ما خرج من توقيعاته عليه السلام…
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً