توقيع الناحية المقدسة الى إسحاق بن يعقوب في جواب أسئلته (*) (١)
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن يَعْقُوبَ، قَالَ: سَألْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْريَّ رحمه الله أنْ يُوصِلَ لِي كِتَاباً قَدْ سَألْتُ فِيهِ عَنْ مَسَائِلَ أشْكَلَتْ عَلَيَّ، فَوَرَدَ التَّوْقِيعُ بِخَطّ مَوْلاَنَا صَاحِبِ الزَّمَان عليه السلام: ((أمَّا مَا سَألْتَ عَنْهُ أرْشَدَكَ اللهُ وَثَبَّتَكَ مِنْ أمْر الْمُنْكِرينَ لِي مِنْ أهْل بَيْتِنَا وَبَني عَمَّنَا، فَاعْلَمْ أنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ عز وجل وَبَيْنَ أحَدٍ قَرَابَةٌ، مَنْ أنْكَرَني فَلَيْسَ مِنّي وَسَبِيلُهُ سَبِيلُ ابْن نُوح، وَأمَّا سَبِيلُ عَمَّي جَعْفَرٍ وَوُلْدِهِ، فَسَبِيلُ إِخْوَةِ يُوسُفَ عليه السلام، وَأمَّا الْفُقَّاعُ فَشُرْبُهُ حَرَامٌ وَلاَ بَأسَ بِالشَّلَمَابِ، وَأمَّا أمْوَالُكُمْ فَمَا نَقْبَلُهَا إِلاَّ لِتَطَهَّرُوا فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصِلْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَقْطَعْ فَمَا آتَانَا اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ.
وَأمَّا ظُهُورُ الْفَرَج فَإنَّهُ إِلَى اللهِ وَكَذَبَ الْوَقَّاتُونَ.
وَأمَّا قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أنَّ الْحُسَيْنَ عليه السلام لَمْ يُقْتَلْ، فَكُفْرٌ وَتَكْذِيبٌ وَضَلاَلٌ.
وَأمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِمْ.
وَأمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْريُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ أبِيهِ مِنْ قَبْلُ فَإنَّهُ ثِقَتِي وَكِتَابُهُ كِتَابِي.
وَأمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيَّ بْن مَهْزيَارَ الأهْوَازِيُّ فَسَيُصْلِحُ اللهُ قَلْبَهُ، وَيُزيلُ عَنْهُ شَكَّهُ.
وَأمَّا مَا وَصَلْتَنَا بِهِ فَلاَ قَبُولَ عِنْدَنَا إِلاَّ لِمَا طَابَ وَطَهُرَ، وَثَمَنُ الْمُغَنّيَةِ حَرَامٌ.
وَأمَّا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ بْن نُعَيْم فَإنَّهُ رَجُلٌ مِنْ شيعَتِنَا أهْلَ الْبَيْتِ.
وَأمَّا أبُو الْخَطَّابِ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي زَيْنَبَ الأجْدَعُ فَإنَّهُ مَلْعُونٌ وَأصْحَابُهُ مَلْعُونُونَ فَلاَ تُجَالِسْ أهْلَ مَقَالَتِهِمْ فَإنّي مِنْهُمْ بَريءٌ وَآبَائِي عليهم السلام مِنْهُمْ بِرَاءٌ.
وَأمَّا الْمُتَلَبَّسُونَ بِأمْوَالِنَا فَمَن اسْتَحَلَّ شَيْئاً مِنْهَا فَأكَلَهُ فَإنَّمَا يَأكُلُ النّيرَانَ.
وَأمَّا الْخُمُسُ فَقَدْ اُبِيحَ لِشيعَتِنَا وَجُعِلُوا مِنْهُ فِي حِلّ إِلَى وَقْتِ ظُهُور أمْرنَا لِتَطِيبَ وِلاَدَتُهُمْ وَلاَ تَخْبُثَ.
وَأمَّا نَدَامَةُ قَوْم شَكُّوا فِي دِين اللهِ عَلَى مَا وَصَلُونَا بِهِ فَقَدْ أقَلْنَا مَن اسْتَقَالَ وَلاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى صِلَةِ الشَّاكّينَ.
وَأمَّا عِلَّةُ مَا وَقَعَ مِنَ الْغَيْبَةِ فَإنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)) إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أحَدٌ مِنْ آبَائِي إِلاَّ وَقَدْ وَقَعَتْ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِطَاغِيَةِ زَمَانِهِ وَإِنّي أخْرُجُ حِينَ أخْرُجُ وَلاَ بَيْعَةَ لأحَدٍ مِنَ الطَّوَاغِيتِ فِي عُنُقِي.
وَأمَّا وَجْهُ الانْتِفَاع بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالانْتِفَاع بِالشَّمْس إِذَا غَيَّبَهَا عَن الأبْصَار السَّحَابُ، وَإِنّي لأمَانٌ لأهْل الأرْض كَمَا أنَّ النُّجُومَ أمَانٌ لأهْل السَّمَاءِ، فَأغْلِقُوا أبْوَابَ السُّؤَال عَمَّا لاَ يَعْنِيكُمْ وَلاَ تَتَكَلَّفُوا عِلْمَ مَا قَدْ كُفِيتُمْ وَأكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيل الْفَرَج، فَإنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِسْحَاقَ بْنَ يَعْقُوبَ وَعَلى مَن اتَّبَعَ الْهُدى)).
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) الاحتجاج ص ٤٦٩ ج ٢ احتجاج الحجة القائم المنتظر المهدي.
بحار الأنوار ص ١٨٠ ج ٥٣ باب ٣١ _ما خرج من توقيعاته عليه السلام…
إعلام الورى ص ٤٥٢ الفصل الثالث في ذكر بعض التوقيعات.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً