الدعاء (٥): تعليم المهدي عليه السلام دعوات علي والصادق والسجاد عليهم السلام للناس (*) (١)
عنه، عن علي بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال: كنت حاضرا عند المستجار بمكة، وجماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران محرم بهما وفي يده نعلان. فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا وجلس متوسطا، ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا: وما كان يقول؟ قال: كان يقول: اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الأرض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ( ومخرجا ). ثم نهض ودخل الطواف، فقمنا لقيامه حتى انصرف وأنسينا أن نذكر أمره وأن نقول: من هو؟ وأي شئ هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت، فخرج علينا من الطواف، فقمنا له كقيامنا بالأمس وجلس في مجلسه متوسطا فنظر يمينا وشمالا وقال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا: وما كان يقول؟ قال: كان يقول: إليك رفعت الأصوات، ودعيت الدعوات، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الاعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطى، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، يا من قال: ” ادعوني أستجب لكم ” يا من قال: ” وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ” ويا من قال: ” يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو العزيز الرحيم “لبيك وسعديك ها أنا ذا بين يديك، المسرف وأنت القائل” لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا “. ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلت: وما كان يقول؟ قال: كان يقول: يا من لا يزيده كثرة العطاء إلا سعة وعطاء، يا من لا ينفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دق وجل، لا يمنعك إساءتي من إحسانك، أنت تفعل بي الذي أنت أهله، فأنت أهل الجود والكرم والعفو والتجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله فاني أهل العقوبة وقد استحققتها لا حجة لي ولا عذر لي عندك، أبوء لك بذنوبي كلها، وأعترف بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني أبوء لك بكل ذنب أذنبته وكل خطيئة احتملتها وكل سيئة علمتها رب اغفر (لي) وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. وقام فدخل الطواف، فقمنا لقيامه وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال: كان علي بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع – وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك، يسألك ما لا يقدر عليه غيرك. ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا فقال: يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله، وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ثم قام، فدخل الطواف فما بقي منا أحد إلا وقد الهم ما ذكره من الدعاء وانسينا أن نتذاكر أمره إلا في آخر يوم. فقال لنا أبو علي المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم فقلنا: وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان. قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها؟ قلت: ومن هم؟ قال: بنو هاشم، قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة، وأسناها، قلت: ممن؟ قال: ممن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلى والناس نيام، قال: فعلمت أنه علوي فأحببته على العلوية ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا: نعم يحج معنا في كل سنة ماشيا فقلت: سبحان الله والله ما أرى به أثر مشي، قال: فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه ونمت من ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا أحمد رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك. قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه (على) أن لا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنه كان ينسى أمره إلى وقت ما حدثنا به.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) الغيبة للطوسي ج ٣ ص ٢٦٠ _ فصل….. ص: ٢٥٣.
دلائل الإمامة ص ٢٩٨ معرفة من شاهد صاحب الزمان عليه السلام.
بحار الأنوار ص ١٨٧ ج ٩١ باب ٣٥_ الأدعية المختصرة المختصة.
كمال الدين ج ٤٣ ص ٤٧٠ ٢_باب ذكر من شاهد القائم عليه السلام ورآه…
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً