سؤال أبو بصير للإمام الصادق عليه السلام حول أسماء أصحاب القائم وعددهم وأماكنهم
أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد النهاوندي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال حدثنا محمد بن زياد، عن أبي عبدالله الخراساني قال حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم كما كان يعلم عدتهم؟
قال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي قال: والله لقد كان يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم رجلا فرجلا، ومواضع منازلهم ومراتبهم . فكلما عرفه أمير المؤمنين عرفه الحسن، وكلما عرفه الحسن فقد صار علمه إلى الحسين، وكلما عرفه الحسين فقد عرفه علي بن الحسين، وكلما علمه علي بن الحسين فقد صار علمه إلى محمد بن علي، وكلما قد علمه محمد بن علي فقد علمه وعرفه صاحبكم – يعني نفسه -.
قال أبو بصير قلت مكتوب؟
قال:فقال أبو عبد الله عليه السلام:مكتوب في كتاب، محفوظ في القلب، مثبت في الذكر لا ينسي.
قال: قلت: جعلت فداك أخبرني بعددهم وبلدانهم ومواضعهم فذاك يقتضي من أسمائهم؟
قال: فقال عليه السلام: إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني.
قال:فلما كان يوم الجمعة أتيته .
فقال عليه السلام: يا أبا بصير أتيتنا لما سألتنا عنه؟
قلت: نعم جعلت فداك .
قال عليه السلام: إنك لا تحفظ فأين صاحبك الذي يكتب لك؟
فقلت: أظن شغله شاغل وكرهت أن أتأخر عن وقت حاجتي.
فقال عليه السلام لرجل في مجلسه: أكتب له هذا ما أملاه رسول الله على أمير المؤمنين وأودعه إياه، من تسمية أصحاب المهدي وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم، والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عزوجل، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس:(…وذكر أسمائهم وأسماء مدنهم وعددهم..) إلى أن قال عليه السلام:فيقول قائلهم:إن كان من يأتيهم أمثالهم فلا خوف عليكم منهم، فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه، وهم غرباء محتوون . فإن أتى جيش لهم ونهضتم إلى هؤلاء، وهؤلاء، وكانوا كشربة الظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثم يضرب الله على أذانهم وعيونهم بالنوم، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام. “وإن أصحاب القائم يلقى بعضهم بعضا كأنهم يقولون وإن افترقوا عشاء والتقوا غدوة . وذلك تأويل هذه الآية:﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾ (١)
قال أبو بصير : قلت جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟
قال عليه السلام:بلى، ولكن هذه التي يخرج الله فيها القائم . وهم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين، يمسح الله بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم. (٢)
الهوامش:
(١) البقرة:١٤٨.
(٢) كتاب يعقوب بن نعيم : على ما في ملاحم ابن طاووس .دلائل الإمامة : ص ٣٠٧.
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً