✍🏻 بقلم : حيدر السندي
تحدثت في مقال سابق عن الأسباب المعنوية لجلب الخير ودفع المضار، وتحدثت عن بركة المعصومين(عليهم السلام) ، وثبوت قدرتهم الكونية على قضاء حوائج العباد ، وقد صار هذا سبباً لطرح جملة من الأسئلة ، ومن أهمها السؤال المتعلق بدليل ثبوت القدرة التكوينية لهم و حسن الاستغاثة بهم ، وقد كنت بحثت ذلك في موضوع خلافة أهل البيت(عليهم السلام) ، ومقال ( القول العلي في جواز التوسل والاستغاثة و قول يا محمد ياعلي) ، وكذلك في موضوع الولاية التكوينية.
غير أن التلخيص والتكرار ثم الإعادة تعطي السائلين الإفادة ، ولهذا أكتب هذه المقالة لأذكر بعض أدلة ما اتفق عليه العلماء وسارت عليه سيرة الصلحاء من التوسل والاستغاثة بأهل البيت (عليهم السلام) في قضاء الحاجات ودفع المكروهات ، مضافاً إلى سلوك الطرق المتعارفة تطبيقاً لمبدأ (اعقلها و توكل على الله ).
إن المتابع لروايات أهل البيت (عليهم السلام) يستفيد جلياً ثبوت الاستغاثة والتوسل ، وليس في هذا تصادم مع ما عليه العقلاء من اتخاذ الوسائل والطرق المتعارفة ، فمن السذاجة والسطحية أن يقول المرء : إن الشيعة قد أخطأوا لما جعلوا مشاهد أهل البيت(عليهم السلام) مستشفيات و مصحّات ، ثم بعد انتشار فيروس كورونا انكشف لهم من هو الطيب الحقيقي!
إن هذا نظير أن يقول ملحد : إن المسلمين كانوا يعتقدون بأن البيت الحرام كان مستشفى و مصح ، فلما انتشر فيروس كورونا انكشف لهم من هو الطبيب وعدم صحة قول القرآن : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) سورة الشعراء آية 80 ، وقوله : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافر 60!
إن الدعاء لا ينافي تأثير الأسباب الطبيعية ، وكون الله تعالى منه الأثر وبه لا ينافي عمل الأسباب الغيبية والشهودية ، وكذلك الأمر في تأثير الذوات الطاهرة ، فإنه لا ينافي العمل بالأسباب المادية ، فهم غوث وبهم تجري الفيوضات الإلهية إما بترتيب الأثر مباشرة أو بواسطة الأسباب المتعارفة ، فرب مريض لا يؤثر فيه الدواء ، ولكن بضم الدعاء والتوسل و الاستغاثة تكون المصلحة في شفائه بالدواء.
وهذا المعنى نجده فيما رواه ثقة الإسلام الكليني(رحمه الله) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (علیه السلام) قَالَ: قَالَ لِي إِنِّي لَمَوْعُوكٌ مُنْذُ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ وَ لَقَدْ وُعِكَ ابْنِي اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً وَ هِيَ تَضَاعَفُ عَلَيْنَا أَ شَعَرْتَ أَنَّهَا لَا تَأْخُذُ فِي الْجَسَدِ كُلِّهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِي أَعْلَى الْجَسَدِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِي أَسْفَلِهِ وَ رُبَّمَا أَخَذَتْ فِي أَسْفَلِهِ وَ لَمْ تَأْخُذْ فِي أَعْلَى الْجَسَدِ كُلِّهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَذِنْتَ لِي حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وُعِكَ اسْتَعَانَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَيَكُونُ لَهُ ثَوْبَانِ ثَوْبٌ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ وَ ثَوْبٌ عَلَى جَسَدِهِ يُرَاوِحُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ يُنَادِي حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ عَلَى بَابِ الدَّارِيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ صَدَقْتَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا وَجَدْتُمْ لِلْحُمَّى عِنْدَكُمْ دَوَاءً فَقَالَ مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَ الْمَاءَ الْبَارِدَ إِنِّي اشْتَكَيْتُ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِطَبِيبٍ لَهُ فَجَاءَنِي بِدَوَاءٍ فِيهِ قَيْءٌ فَأَبَيْتُ أَنْ أَشْرَبَهُ لِأَنِّي إِذَا قُيِّئْتُ زَالَ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنِّي. الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج8 ؛ ص109.
فإن هذه الرواية تدل على أمور :
الأول : أن الإمام الباقر (عليه السلام ) كان يستغيث بالصديقة الزهراء (عليها السلام) ، ويسمع ذلك الناس (ثُمَّ يُنَادِي حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ عَلَى بَابِ الدَّارِيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ).
الثاني : أن هذا كان منه على نحو الاستمرار ، فقد كان تعبير الرواية : (بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وُعِكَ اسْتَعَانَ)وهذا يدل على أن هذا ديدنه وسيرته كلما توعك.
الثالث : هو أن الطريقة المثلى لطلب العلاج والشفاء الجمع بين السبب المتعارف و السبب الغيبي من الدعاء والاستغاثة ، وهذا ما بينته الرواية بعبارة (اسْتَعَانَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَيَكُونُ لَهُ ثَوْبَانِ ثَوْبٌ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ وَ ثَوْبٌ عَلَى جَسَدِهِ يُرَاوِحُ بَيْنَهُمَا ثُمَّ يُنَادِي حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ عَلَى بَابِ الدَّارِيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ) و عبارة : (مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَّا الدُّعَاءَ وَ الْمَاءَ الْبَارِدَ).
والروايات التي تبين الاستغاثة كثيرة ، وبمجموعها لا يملك الإنسان إلا أن يطمئن بصحة مضمونها منها :
1ـ ما في مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل / ج6 / 313 / باب استحباب الصلاة لقضاء الحاجة ….. ص : 312 :َ فِي الْبَلَدِ الْأَمِينِ، هَكَذَا تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا سَلَّمْتَ كَبِّرِ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ سَبِّحْ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ ع وَ اسْجُدْ وَ قُلْ مِائَةَ مَرَّةٍ يَا مُوَلَاتِي يَا فَاطِمَةُ أَغِيثِينِي ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ وَ قُلْ كَذَلِكَ ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ عَلَى الْأَرْضِ وَ قُلْ كَذَلِكَ ثُمَّ عُدْ إِلَى السُّجُودِ وَ قُلْ كَذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ اذْكُرْ حَاجَتَكَ تُقْضَى.
2ـ ما فی الکافی عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ وَ شِعَارُنَا يَوْمَ بَدْرٍ يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ اقْتَرِبْ وَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ وَ يَوْمَ بَنِي النَّضِيرِ يَا رُوحَ الْقُدُسِ أَرِحْ وَ يَوْمَ بَنِي قَيْنُقَاعَ يَا رَبَّنَا لَا يَغْلِبُنَّكَ وَ يَوْمَ الطَّائِفِ يَا رِضْوَانُ وَ شِعَارُ يَوْمِ حُنَيْنٍ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ [يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ] وَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ حم* لَا يُبْصِرُونَ وَ يَوْمِ بَنِي قُرَيْظَةَ يَا سَلَامُ أَسْلِمْهُمْ وَ يَوْمِ الْمُرَيْسِيعِ وَ هُوَ يَوْمُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَلَا إِلَى اللَّهِ الْأَمْرُ وَ يَوْمِ الْحُدَيْبِيَةِ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ وَ يَوْمِ خَيْبَرَ يَوْمِ الْقَمُوصِ يَا عَلِيُّ آتِهِمْ [ائْتِهِمْ] مِنْ عَلُ وَ يَوْمِ الْفَتْحِ نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً وَ يَوْمِ تَبُوكَ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ وَ يَوْمِ بَنِي الْمُلَوَّحِ أَمِتْ أَمِتْ وَ يَوْمِ صِفِّينَ يَا نَصْرَ اللَّهِ وَ شِعَارُ الْحُسَيْنِ ع يَا مُحَمَّدُ وَ شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ. الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج5 ؛ ص47
وهذه الرواية معتبرة سنداً ، وفيها استغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله) في فقرة : (شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ) و فقرة : (وَ شِعَارُ الْحُسَيْنِ ع يَا مُحَمَّدُ وَ شِعَارُنَا يَا مُحَمَّدُ)، وبروح القدس في فقرة : (وَ يَوْمَ بَنِي النَّضِيرِ يَا رُوحَ الْقُدُسِ أَرِحْ)وغيرهما .
3ـ وفی البحار فی رِسَالَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إلَى أَبِي بَكْرٍ، لَمَّا بَلَغَهُ عَنْهُ كَلَامٌ بَعْدَ مَنْعِ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) فَدَكَ: شُقُّوا مُتَلَاطِمَاتِ أَمْوَاجِ الْفِتَنِ بِحَيَازِيمِ سُفُنِ النَّجَاةِ، وَ حُطُّوا تِيجَانَ أَهْلِ الْفَخْرِ بِجَمِيعِ أَهْلِ الْغَدْرِ، وَ اسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْأَنْوَارِ، وَ اقْتَسِمُوا مَوَارِيثَ الطَّاهِرَاتِ الْأَبْرَارِ، وَ احْتَقِبُوا ثِقْلَ الْأَوْزَارِ، بِغَصْبِهِمْ نِحْلَةَ النَّبِيِّ الْمُخْتَارِ…إلى أ، تقول الرواية : أَ نَسِيتَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَ قَدْ فَرَرْنَا بِأَجْمَعِنَا وَ صَعِدْنَا الْجَبَلَ، وَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ مُلُوكُ الْقَوْمِ وَ صَنَادِيدُهُمْ، مُوقِنِينَ بِقَتْلِهِ، لَا يَجِدُ مَحِيصاً لِلْخُرُوجِ مِنْ أَوْسَاطِهِمْ، فَلَمَّا أَنْ سَدَّدَ الْقَوْمُ رِمَاحَهُمْ، نَكَسَ نَفْسَهُ عَنْ دَابَّتِهِ حَتَّى جَاوَزَهُ طِعَانُ الْقَوْمِ، ثُمَّ قَامَ قَائِماً فِي رِكَابِهِ وَ قَدْ طَرَقَ عَنْ سَرْجِهِ وَ هُوَ يَقُولُ: يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ! يَا جِبْرِيلُ يَا جِبْرِيلُ! يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ! النَّجَاةَ النَّجَاةَ!. بحار الأنوار (ط – بيروت) ج29 ؛ ص140.
4ـ وفی كمال الدين و تمام النعمة : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ: قَدِمْتُ مَدِينَةَ الرَّسُولِ ص فَبَحَثْتُ عَنْ أَخْبَارِ آلِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَخِيرِ ع فَلَمْ أَقَعْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فَرَحَلْتُ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ مُسْتَبْحِثاً عَنْ ذَلِكَ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الطَّوَافِ إِذْ تَرَاءَى لِي فَتًى أَسْمَرُ اللَّوْنِ رَائِعُ الْحُسْنِ جَمِيلُ الْمَخِيلَةِ يُطِيلُ التَّوَسُّمَ فِيَّ فَعُدْتُ إِلَيْهِ مُؤَمِّلًا مِنْهُ عِرْفَانَ مَا قَصَدْتُ لَهُ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ سَلَّمْتُ فَأَحْسَنَ الْإِجَابَةَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ مِنْ أَيِّ الْعِرَاقِ قُلْتُ مِنَ الْأَهْوَازِ فَقَالَ مَرْحَباً بِلِقَائِكَ هَلْ تَعْرِفُ بِهَا جَعْفَرَ بْنَ حَمْدَانَ الْحُصَيْنِيَّ قُلْتُ دُعِيَ فَأَجَابَ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَا كَانَ أَطْوَلَ لَيْلَهُ وَ أَجْزَلَ نَيْلَهُ فَهَلْ تَعْرِفُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَهْزِيَارَ قُلْتُ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْزِيَارَ فَعَانَقَنِي مَلِيّاً ثُمَّ قَالَ مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا فَعَلْتَ بِالْعَلَامَةِ الَّتِي وَشَجَتْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَقُلْتُ لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْخَاتَمَ الَّذِي آثَرَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الطَّيِّبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ مَا أَرَدْتُ سِوَاهُ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ اسْتَعْبَرَ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَتَهُ فَكَانَتْ يَا اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُ ثُمَّ قَالَ بِأَبِي يَداً طَالَمَا جُلْتَ فِيهَا- كمال الدين و تمام النعمة / ج2 / 445 / 43 باب ذكر من شاهد القائم ع و رآه و كلمه ….. ص : 434.
وقد تعرضت لسند هذه الرواية في (القول العلي) وبينت أن الصحيح اعتباره ووثاقة إبراهيم بن مهزيار ، وذلك إذا التفتنا إلى رواية الجليل عبد الله بن جعفر الحميري شيخ القميين ووجيههم عنه ما يدل على التشرف باللقاء وعلو منزلة الراوي في زمن حيرة الشيعة مع حرص الشيعة على اللقاء وكثر دواعي الكذب بادعاء التشرف و تشدد الشيعة في تصديق من يدعيها، وهذا ما يكشف عن جزم الحميري بصدق إبراهيم فيما ينقل ، وما كان لصدقه في مثل هذا لولا اعتقاده بعلو منزلته.
5ـ ما جاء في صلاة الحجة القائم (عليه السلام): رَكْعَتَانِ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ إِلَى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ثُمَّ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ثُمَّ تُتِمُّ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ وَ تَقْرَأُ بَعْدَهَا الْإِخْلَاصَ مَرَّةً وَاحِدَةً وَ تَدْعُو عَقِيبَهَا فَتَقُولُ اللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلَاءُ وَ بَرِحَ الْخَفَاءُ وَ انْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَ ضَاقَتِ الْأَرْضُ بِمَا وَسِعَتِ السَّمَاءُ وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ الْمُشْتَكَى وَ عَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِمْ وَ عَجِّلِ اللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقَائِمِهِمْ وَ أَظْهِرْ إِعْزَازَهُ يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُ يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَايَ يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُ يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ انْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَايَ يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُ يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ احْفَظَانِي فَإِنَّكُمَا حَافِظَايَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي الْأَمَانَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ. جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع ؛ ص280.
وفي المزار : وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الزِّيَارَةِ، فَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلَاءُ، وَ بَرِحَ الْخَفَاءُ، وَ انْكَشَفَ الْغِطَاءُ، وَ ضَاقَتِ الْأَرْضُ وَ مُنِعَتِ السَّمَاءُ، وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ الْمُشْتَكَى، وَ عَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنَا طَاعَتَهُمْ، وَ عَرَّفْتَنَا بِذَلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عَاجِلًا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ.يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُ يَا مُحَمَّدُ، انْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَايَ، وَ اكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَايَ، يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي المزار الكبير (لابن المشهدي) ؛ ص591
6ـ فی التهذيب : عن أبي جَعْفَرٍ (عليه السلام) ذَاتَ يَوْمٍ قَالَ: إِذَا صِرْتَ إِلَى قَبْرِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ ع فَقُلْ يَا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً وَ زَعَمْنَا أَنَّا لَكِ أَوْلِيَاءُ وَ مُصَدِّقُونَ وَ صَابِرُونَ لِكُلِّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ (صلى الله عليه وآله) وَ أَتَانَا بِهِ وَصِيُّهُ ع فَإِنَّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنَّا صَدَّقْنَاكِ إِلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنَا لَهُمَا بِالْبُشْرَى لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنَا بِوَلَايَتِك تهذيب الأحكام (تحقيق خرسان) ؛ ج6 ؛ ص10.
و إن عبارة (إِلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنَا لَهُمَا بِالْبُشْرَى) فیها استغاثة و طلب أن تقوم الصديقة (عليها السلام) بعمل وهو أن تلحق المستغیث بتصديق النبي ووصيه(عليهما وآلهما السلام) وفي المراد من ذلك عدة احتمالات ، منها تثبيت التصديق ، ومنها طلب تهيئة مقدمات التصديق ليتحقق ، ومنها طلب القبول من الله تعالى.
إن البرنامج الصحيح في مواجهة هذا الفيروس القاتل هو بسلوك طرق الوقاية مع الدعاء والتوسل بالأولياء الصالحين ، فإن الجمع يجعل احتمال تحقق المطلوب أقوى ، لهذا ينبغي على المؤمنين أن يستثمروا هذا الحدث المخيف في تقوية علاقتهم بالله تعالى و بأوليائه ، وليعلم المؤمن أن من نعم الله تعالى عليه العظيمة عليه أن ينبهه من نومة الغافلين قبل يوم ارتحاله الذي لا بد منه ، وقد جاء ما ينبغي استثماره لننتبه من غفلتنا ، فنحن نيام نعيش أحلام التملك و التسلط والسلامة و الخلود في دار جعلها الله لنا قنطرة ومجرد طريق للعبور ، وعلى سراب الغفلة نقتتل على حطام زائل و عناوين زائفة ، وكم سيكون الشعور بالندم قاتلاً عندما تبلغ الروح الحنجرة ، فيقول القائل : (لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) سورة ق 22 ،إن من العقل أن نأخذ أسباب الوقاية و اتباع إرشادات المؤسسة الطبية على نحو الجد و الاهتمام البالغ ، وفي نفس الوقت نتوسل ونستغيث بأبواب النجاة حصون العافية في الدارين ، و أرجو من الله تعالى ونحن نعيش أيام شهادة الإمام المظلوم المسجون المعذب في قعر السجون موسى بن جعفر (عليهما السلام) أن يغفر لنا ويتقبل منا و أن يمن علينا جميعاً بالحفظ والسلامة و يدفع هذا الوباء و يفرح قلوب المؤمنين بتعجيل فرج وليه (عليه السلام).
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً