نبذة عن حياة آية الله السيّد عبد الله الشيرازي
ولد آية الله العظمى السيّد عبد الله بن السيّد محمّد طاهر الموسوي الشيرازي في مدينة شيراز سنة (1309 هـ – 1889م) في أسرة عريقة بالعلم والفقاهة والزعامة والتقوى، وأخذ مقدمات العلوم على يد والده وأساتذة آخرين، ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف سنة (1333 هـ) وبقي هناك متابعاً دراسته الدينية.
إنّ الأساس في بلوغ مرتبة المرجعية هي القاعدة العلمية، إذ إنّ من شروط المرجعية الأعلمية في العلوم الإسلامية والوصول إلى أعلى مراحل العلم والاجتهاد، ولهذا فقدكان السيّد الشيرازي يولي هذه الناحية اهتماماً خاصّاً، فعلى الرغم من تقدّمه في السنّ وضعفه من الناحية الصحية، كان يمارس دوره العلمي، وذلك بإلقائه المحاضرات للفقه والأصول بمعدّل عشر ساعات أسبوعياً وكان يحضرها نحو (1000) طالب وأستاذ من الحوزة العلمية من مدينة مشهد المقدّسة.
ومن الجهود العلمية التي قام بها السيد (قدّس سرّه) تأسيس مجلس الإفتاء المتشكّل من مجموعة من كبار رجالات الحوزة العلمية، وحضوره المستمر يومياً في جلسات هذا المجلس للنظر والتداول في الأمور العلمية الدينية والإجابة على مختلف الرسائل التي تصل المكتب من معظم الأقطار الإسلامية وغيرها.
ويقوم بعض الطلبة في المرحلة الرابعة (الدرس الخارج) ممّن يحضر درسه بتقرير الدرس بما تضمن من أفكاره الاجتهادية في مختلف مسائل الفقه والأصول ، وكان (رحمه الله) يقوم بمراجعة تقريراتهم تثميناً لمجهودهم العلمي هذا ، ولمّا كان وجود المؤلفات العلمية الإسلامية مهمّاً في عملية البحث والدراسة لذلك كان يشجّع تأليف مثل هذه الكتب ويقدّم لها المساعدات المالية اللازمة، كما يوصي بطبع ونشر وتحقيق الكتب الفقهية العلمية المختلفة مقدّماً كافّة التسهيلات اللازمة لهذه العملية.
وبادر (رحمه الله) إلى تأسيس مدارس علمية دينية عديدة، من أهمّها مدرسة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لتساهم مساهمة فعّالة في تنشيط الحركة الثقافية والعلمية، وكان يؤكّد على شراء مجموعات كبيرة من الكتب العلمية والإسلامية المختلفة وتوزيعها على المكتبات الإسلامية العامّة المختلفة سواء كانت داخل إيران أم خارجها.
رجع من النجف الأشرف إلى مدينة مشهد المقدّسة سنة (1396 هـ – 1976م) حتّى توفّى فيها (رحمه الله عليه) في أوّل محرّم الحرام سنة (1405 هـ) ودفن فيها.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً