اية الله الشيخ الهاجري على لسان الشعراء

كُنْ لي بحجم فجيعتي إلهاما
فسفينة الموت التي أبحرت
حزني عليك خلاصة الحزن الذي
فتململت (هجر ) كأن نخيلها
وهنالك انهزمت أشد مدامعي
ووقفت ما بين الجموع كأنني
غصت بنا الطرقات حتى لم تدع
والموت كان يحوم فوق رؤوسنا
وأطل نعشك فوق ناصية المدى
فتلاقفتك ـ من السواعد ـ موجة
وترجرج الجسد الذي اتحدت به
ما كان جسمك ذاك .. كان سحابة
لم تبق كسرة طينة لم تنفلق
وكأن أسراب الملائك شجرت
وهناك روحك أدركت (جوديها)
طوبي لهذا الماء .. كان بداية
والخالدون هم الذين بفكرهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا آخر النفر الذين تجوهروا
هبني سنى عينيك كي ألج المدى
وأراك تمسك قامة الزمن الذي
دوى صدى ذكراك بين أصابعي
واستنهضا قلمي لأقدس موعد
ما كنت ذا قلم يصلي وحده
لقيت بك الأقلام ليلة قدرها
ماذا تريد من القداسة بعدما
يكفيك أنك ما غدرت بجيرة الـ
وحفظت أصلك أيها النبع الذي
نحتت لك التقوى عتي صخورها
وبدأت (حجك) للحقيقة (كعبة)
(حجاً) بطول العمر.. لم تخطئ به ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أأبا المحاكم.. ليس بين ظهورنا
وكآبة الميزان تشهد أنه
فلكم زرعت بكفتيه حقيقة
أيام كنت على مواريث الهدى
وغداة أضحى الدين قوس رماية..
توّجت عدلك في المظالم حاكماً..
ونسخت (طه) في (قضاه) فلم تجئ
يأتي لجلستك الصباح فينحني
ويراك في حجم المكان مكانةً
لم تنفرج شفتاك ذات (قضية)
وعباءة لك كلما نفّضتها
فإذا (قضيت) ففي شجاعة وردة
وإذا رأيت دم (القضية) فاسد الـ
وإذا انفعلت تفلتت من جلدها
وإذا هممت بغارة من أحرف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مولاي.. ما للموت أطلق ناره
ما طفت مقبرة تضيّف أهلها
بالله يا أهل المقابر: قدموا
نموا بأسرار التراب أو أتركوا
وجعي يقلبني على مقلاته
ما طفت مقبرة تضم أحبتي
وبقيت منحنياً هناك، وحيرتي
قلبي على كل الذين فقدتهم
غابوا فكان غيابهم لي ريشة
فأقمت من أصنام نفسي (حوزة)
وطفقت أركض في ظلام حقيقتي
ما أنفك يطعمني الردى بسؤاله
أترى السماء تتوجت بغموضها
ويظل يأخذني التساؤل مدلجاً
سكران باللغز الذي هو ذاته
قلقي نديمي والتأمل حانة
وقصائدي ملكات نحل لم تلد
فإذا توترت الهموم بخاطري
أحلى زهور الحقل ما انتفحت على ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حتى أوفيك الرثاء تماما
صوب الغياب .. ركبتها نهاما
صلى بكل مشيعيك إماما
أضحت على جسد الثرى أوراما
صبراً ، وكن محاربين قدامى
جرح ، وكانوا حولي الآلاما
نفساً هناك يهوب الأنساما
صقراَ فترتعش القلوب حماما
علماَ يقود وراءه (الأعلاما)
ما زلت بين عروقها عواما
روح العلوم مفاصلاَ وعظاما
فوق الأكف تغازل الآكاما
شوقاَ لكي تهدي اليك مقاما
درب السماء تحيه وسلاما
فترلت في رحم التراب غماما
لك .. واستحال على صفاه ختاما
سحروا القبور فأصبحت أرحاما!ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عتقاَ فكانوا للخلود وساما
حتى الغيوب وأنزل الأختاما
عثرت خطاه ، وتسند الأعواما!
فصحا البنان ونبّه الإبهاما
بالله حيث الأنبياء ندامى
ويطوف حولك ساجداَ قواما
فهوت جميعاً سجداً وقياما
صوّفت في محرابك الأقلاما
دنيا وأنت تجاور الأياما
سبق النخيل ولادة وفطاما
ركباً، وصلب حديدها أقداما
والوعي (ركناً) واليقين (مقاما)
(شوطاً) ولم تخلع له (إحراما) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثل المحاكم ثكل وأياما
أحد الذين تركتهم أيتاما
نبتت على شفة الحياة خزامى
تحنو، فلم تهتك لها أختاما
يرمي الفتاوى والجارحات سهاما!
ومضى سواك يتوّج الحكاما!
بأشد من إسلامه إسلاما!
في ظل محضرك المهيب غلاما
كبرى، وفي حجم القلوب غراما
إلا لتطلق في السماء يماما..
بين الحضور تناثرت (أحكاما)
راحت تبث أريجها المقداما
معنى فصدت عروقها حجاما
روح انفعالك ظبية تترامى
لبتك أفئدة الحروف نشام ىـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحو العقول وأحرق الأفهاما؟!
إلا توهمت السكوت طعاما
لي في إناء العابرين كلاما
هذا التراب بسركم نماما!
ويحيلني للقافيات إداما
إلا وأوسعت الرفات ملاما
تمتد في أعلى قفاي سناما
جاث يلم الذكريات حطاما
والحزن أصبح في يدي رساما
ثم أنثنيت (أعمم) الأصناما
أعمى، ودربي منزعٌ ألغاما
مهما نويت عن السؤال صياما
وتريدنا لسموها خداما؟
في غيه فأهيم أنى هاما
ساقي وأسكر قلبي (الخياما)
للشك تعتصر الغيوب مداما
في العمر إلا الشهد والأحلاما
دوزنتها فتحولت أنغاما
همس الصباح يداعب الأكماما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلت الديار ولا أنيس فيسمع
والقلب لو فتشت عنه وجدته
وتحطمت مني الأماني وانتهى
ذهبت بآمالي الخطوب فيا ترى
يا أيها الشيخ المبجل من لنا
من ذا لمحراب الصلاة إذا أتى
ليقيم خلفك للصلاة وملؤه
من ذا لطلاب العلوم إذا أتوا
تعطي الدروس مفهماً ومعلماً
تحيى لنا عهد الصدوق ودرسه
كنا نعيش بظل عزك أخوة
فالثغر يلهج بالثناء لخالق
واليوم فارقت الجميع ولم يزل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا خيرة السلف الذين عرفتهم
لم يحملوك على الأكف وإنما
لم يودعوا جسد الفقيد بقبره
مرت علينا الأربعون كأنها
فاهنأ بجنات الخلود وإننا قوم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عهد موسى والحبيب وناصر
نهفوا إلى تلك الدروس يعيدها
ونعيش وسط المسجدين يضمنا
ونعيش أجواء الغرى وعهده
العلم بالإخلاص يرفع أهله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وازداد وجدي والشعائر أدمع
جمراً تحيط به هناك الأضلع
عهد الأحبة فالمجالس بلقع
أيعود عهد السالفين ويرجع
ذهب المؤمل فالجميع مضيع
حشد الأكارم للقا يتطلع
شوق يقوم إلى الصلاة ويركع
صبحاً وحولك يا فقيد تجمعوا
فيما يفيد السامعين وينفع
وتحل كل المشكلات وتدفع
والعهد في ظل الأبوة ممتع
والعين في وقت التهجد تدمع
وقع المصيبة حيث فقدك موجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أحلى عهدك لو يعود ويرجع
حملوا الفضيلة للقبور وشيعوا
كلا ولكن المفاخر أودعوا
دهر وما جفت لعيني أدمع
نسير على خطاك ونتبع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن هناك على المدى نتطلع
موسى وناصر والمشايخ تسمع
ركب الأعاظم أخوة نتجمع
أحرار لا أحد يصد ويمنع
لا بالمظاهر والزخارف يرفع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم تبق لي كف الزمان بيانا
والليل طال من الهموم ولم يزل
أتفقد المحراب أين رفيقه
والليل إن وافى يقوم لورده
ويردد الأذكار ساعة ورده
لم يهوَ إلا العلم منذ شبابه
في كل وقت يستعيد بدرسه
ولدى القضاء تراه يحكم عادلاً
سيان في وقت القضاء قريبه
يعفو وإن سمع السباب تأسياً
أبتاه ضاق بي الزمان ولم
أفديك بالنفس العزيزة ليتني
وبقيت عالمنا المبجل حاملاً
وتنير للركب المجد طريقه
أبتاه من للوافدين إذا أتوا
من ذا بليل العيد يجلس بعدكم
من ذا يحل المشكلات بعزمه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبقيت بعدك أحمل الأشجانا
أثر السهاد يُقرح الأجفانا
حين العبادة يذكر الرحمانا
شوقاً يرتل ثغره القرآنا
حتى طننت بورده سلمانا
ولذاك فاق بعلمه الأقرانا
عهد المفيد مداركاً وبيانا
بالحق وهو يطبق التبيانا
والأبعدون وإن أروه هوانا
بالأكرمين ويظهر الإحسانا
أجد إلا الدموع تخفف الأحزانا
ألبست قبل رحيلك الأكفانا
علم الفضيلة تزرع الإيمانا
لينال من سبل الرشاد أمانا
من ذا سيكرم بعدك الإخوانا
للمؤمنين وينشر الإعلانا
من ذا سيحمل في المسير لوانا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكتكَ قلوبٌ والمدامعُ عندمُ
هذي الديارُ وبعد فقدِك أصبحت
مررتُ على تلك الديارٍ بحسرةٍ
وألَمسُ كفاً بالمكارم زُينت
تذكرتُ عهداً قد مضى بجوارِه
فَيا بَلْسَماً لِجراحِ أفْئِدةٍ غَدَت
فقدناك فقداً لا نظيرَ لمثله
حديثُك نورٌ بل بحارُ معارفٍ
وأنت ملاذُ والنوائبُ عكفٌ
لكم مهجة تصبو لآلِ محمدٍ
أبتاه جِسمُكَ بعد أنْ سَكَنَ الثرى
أبتاه قبرُك في القلوب وإنْ بها
مالي وحيدٌ في جموعِ بريةٍ
فقدتُك فقدَ الطفلِ والده الذي
ماذا أقولُ لِمن يُساءِلُ عَنْكُمُ
أفديكَ لو صحَّ الفداءُ بمُهجَتي
ما كنتُ أحسبُ قبلَ فقدِك سيدي
ما كنتُ أحسبُ قبلَ روحك في الورى
ما كنتُ أحسبُ قبلَ يومِك ربتةً
فأزَتْ يسعدِك والرجالُ كثيرةٌ
هذي الأكُفُ على الرؤوس تَرادَفتْ
إن يُبْكَ يا علمٌ عليك فإنَّما
تُنْعَى وإنْ يَنْعَ المحبُ فإنَّما
من لليتامى والنوئِبُ فيهُمُ
من للمنابرِ والمحاريبِ التي
من لِلْقضاءٍ وفيك قد نزلَ القضا
من للأهِلَّةِ والشهودِ لِعيدِنا
لا يعلمُ الكونُ الفسيحُ بفضلِه
ما فقدُه فقدٌ لشَخْصٍ واحدٍ
ضَجَّتَ بفقِدك للشريعةِ صرخةٌ
يا صاحِبَ الوجهِ المهيبِ بطلعةٍ
يا مَن إذا حلَّت لهُ قدمٌ على
أحْيَيْتَ ليلاً بالعبادةِ والتُقى
عَرَجَتْ بروحِكَ للسَّماءِ ملائِكٌ
عَجَباً لِتُرْبٍ قد حَوتَك وإِنَّما
أبتاه بعدك لا نُريدُ حيَاتَنا
قد غِبتَ بدراً يا ضياءَ طريقِنا
يا أيها الجمعُ الحضورُ لذكرِه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وناحت وأمواجُ المصائبِ تلطمُ
ثكلى عليكَ يُقامُ فيها المأتمُ
وعَهدي بها أني أمُرُّ أُسلِّمُ
وأنظُرُ نوراً طالما كُنتُ الثِمُ
وأيامَ علمِ فيهمُ نتعلمُ
تشكوا الجراحَ وجرحُ فقدِكَ مُؤلِمُ
فنحنُ وبيتِ اللهِ بعدك يُتَمُ
وأنت مزارٌ بل وريقُك زمزمُ
وركنُكَ كهفٌ عزَّلا يتهدمُ
شَرِبَت ولا ها قبلَ حينَ تُفطَّمُ
غَابَتْ شْموسٌ فالمشارِقُ تُظلِمُ
شَجنٌ لفقدِك حَرُّهُ يَتَضَّرمُ
ما لي يتيمٌ لا يرى من يرحمُ
يَحْنُو عليه بلُطفهِ ويُكَرَّمُ
أفهَل أقولُ تَرحَّلوا فَتَنَعَّمُوا
تفديك روحي والاضالِعُ والدَّمُ
أنَّ الملائِكَ في البرايا تَلطمُ
أنَّ للِسماواتِ العوالي سُلمٌ
أنَّ المقابرَ حظُّهنَّ الأعْظَمُ
لكِّنَّما أنت المزارُ وهمْ هُمُ
من أجلِ فقدِك والرَجَا يَتَحَطَّمُ
تُبْكَى عُلومٌ في المقابر تُرسَمُ
تُنْعَى بِفقدِك أُمَّةٌ تَتَيَتَّمُ
من للأراملِ والرجالُ تقدَّموا
من شَجْوِها كادتْ لناتَتَكَلَّمُ
من للمشاكلِ والأمور تُطَلْسَمُ
في يوم شكٍ حارَ فيه الصُّوَّم
إلا الإلهُ هو الذي به أعلمُ
لكنَّ طوداً شَامِخاً يَتَهَدَّمُ
للدينِ فيكَ قواعدٌ تَتَثَملَّمُ
هَزَّتْ جوانِبَ من رأوكَ فَيمَممَّوا
أرضٍ بها أنْحَلَّ النِظّأمُ يُنظَّمُ
للهِ تَسجدُ والخلائِقُ نُوَّم
وهَزيِجُ ذكرٍ بالشَّفاهِ يُرَنَّمُ
قد حلَّ فيه للمعارفِ عَيْلمُ
إنَّ الوجودَ لفقدِ شَخْصِكَ مُظْلِمٌ
وعليك نَاحَتْ بالأَقُول الأنْجْمُ
صلُّوا على طهَ النبيِ وسلَّموا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لك في رحيلك راحة وأمان
فاهنأ برضوان المهيمن خالداً
عادت لنا الذكرى وفي أصدائها
مرت ليال أربعون وللأسى
ماذا عساني أن أقول مأبناً
هذي هي الحوزات تهتف بالأسى
والفقه يندب حسرت فتلاطمت
يدعوك للغوص العميق لتخرج
قد كنت تبحر والسفين شراعه
فالدرس بعدك عطلت أبحاثه
وكذا محاريب الصلاة تجاوبت
من للقضاء العدل بعدك يا ترى
كرسيه ينعاك لكن في أبي
قد كان عونك في المهام وقد غدى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونصيبنا في فقدك الأحزان
وأهزأ بدنيا ملؤها أشجان
ألم يردد رجعه الخفقان
فيها حديث لا يفيه بيان
وصدى الرحيل مترجم ولسان
تنعى رحيلك دمعها هتان
أمواجه وتجاوبت شطآن
الدر الثمين فملؤه قيعان
تقوى الإله وعقلك الربان
في مجلس شيدت له أركان
تنعاك أوقات لها ومكان
والحق في الدعوى هو الميزان
هادي اللويم غداً له سلوان
خلفاً به دست القضا يزدان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف يقوى على رثاك لساني
ومعانيك لم تزل تحضن الشمس
أنت يا منهل الربيع تراء
تتغذى العقول من نبعك الصافي
ويفر الظلام منكسر القلب
كيف يا منبع الضياء نواري
لو علمنا من أنت لم تسكب الترب
لأقمنا العزاء فينا لأنا
عشت مجهول القدر بين أناس
قد أردت المجد العريق إليهم
ونشرت العلوم فيهم ولكن
يا بن ترب الأحساء حاربنا الدهر
حين ضم التراب مجداً وعزاً
أنت عنّا رحلت في ذمة الله
وتركت العيون تذرف دمعاً
يا بن ترب الأحساء لما فقدناك
كنت فينا نجماً تألق لكن
أنت لو كنت من بني الفرس لم
عشت ما بيننا جريح فؤاد
كل هذا كان امتحاناً عسيراً
آية الله لم يزل ذكرك الغض
كيف ننساك والمآثر تحكي
إن نار الفراق بالروح تسري
ما رماك الدهر الخؤون بسهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومعانيك أكبرتها المعاني
وتغفو على رباها الأماني
بين جنبيه دوحة الأفنان
وتشتار من نفيس الجمان
بفجر من قدسك النوراني
شمسك اليوم في دجى الكثبان
على البدر دون أي تواني
قد فقدنا نور الهدى الرباني
لم تفرق بين الإبا والهوان
ليعيشوا في نعمة الإيمان
لهف نفسي جازوك بالخذلان
بأمر ما كان في الحسبان
فهنيئاً لذلك التربان
إلى خير منزل في الجنان
وأحلت القلوب للنيران
صحونا من غفوة الوسنان
لم نعظم قدسية اللمعان
تلق هواناً مضمخاً بمعان
وتعاني من جهلنا ما تعاني
ولعمري نجحت في الأمتحان
طرياً على مدى الأزمان
قصة المجد على كل لسان
وأعرني صبراً على الأحزان
الموت غدراً لكنه قد رماني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكت الحساء فجاوبت أنحاء
من جوف هجر قد تعالت صيحة
حدث له غشت القلوب كآبة
سكبت بسفر الخالدين ملاحماً ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو هكذا خطف الحمام بشخص من
من كان يحيى في القلوب معززاً
يا ليت سهم الموت أخطأ شخصه
فلمن فقدنا في الجوانح جمرة
فله المكانة في النفوس عظيمة
الأربعون مضت وما هدأت لنا
تتوهج الأحزان في أعماقنا
كلا فلن ننسى وما عاداتنا
فطباعنا الإخلاص والود الذي
جبلت على حب الكرام خصالنا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فليسأل التاريخ عن أمجادنا
فالمجد إن عدت مواطنه التي
فلها المواقف من الدنا مشهورة
فلنغتدي خير امتداد للألى
إن التشيع وحدة لا فرقة
فالوحدة الكبرى بشيعة حيدر
فالحسن واحد لو تعددة الرؤى
وهل التشيع غير منهج أحمد
من قال بالتمييز ضل عن الهدى
فالكل ينهل من معين واحد
إن التشيع أنعمُ كبرى إذا
قد أترعت بالخير من فيض السما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو ما ترى إن ابن سلمان الذي
من ذلك السن العظيم سما به
فإذا تحدث فالمعارف أنهر
فالماء يحيي الأرض بعد مواتها
لا شيء غير العلم يرفع شأننا
بين العلا والعلم عشق دائم
تاج العلا يسعى لهامة عالم
فالعلم يمنح للقلوب ضياءها
والعلم إشعاع يظل على المدى
النجم حتى لو تطاول عمره
أما الفقيد فسوف يبقى دائماً
أكرم بشيخ سوف يبقى ذكره
فلئن فقدنا شخصه من بيننا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الموت حار فلاسف ونوابغ
أهو النهاية أم بداية حقبة
حتى جلاه الوحي قال بأنه
وكذا به سر الخلود لمن غدا
أما الذي ماء السمو بنفسه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأرض اسألها أجيي أمنا
أو تعلمين بأن فيك مواضعاً
لا تستوي فيك الأماكن كلها
قبر يضمك لم تشوه ذكره
وفقيدنا ممن تعالى مجده ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آهٍ من الآهات بين جوانحي
عيني أناشدها تسيل دموعها
هيهات يطفأ في الضلوع توهج
لا شيء ينسى من ينظّم شأنه
لكنما الصبر الجميل محبب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن غيب القبر الكريم عزيزنا
لحد يضم فقيدنا سفر به
عقل أضاء به سراج نيرٌ
ما يحتويه من المعاني كلها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد كان في الأحساء لكن علمه
فقد اغتدى عَلماً يمجد شخصه
جاءت تعازيهم تبين مقامه
لا يعرف الشخص العظيم وشأنه
أعظم بشأنك يا محمد إن من
فلقد جمعت من المعالي خيرها
علامة الأحسا فإني واقف
في وصفكم قد حار فكر بعدما
في شيخ هجر في جلاله قدره
أو بعد قول ذوي البصائر والنهى
لا ينكر الفضل العظيم لأهله
فمن القلوب له الدعاء على المدى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وترددت لبكائها أصداء
فتكاثرت من هولها الأرزاء
فإذا المشاعر أدمع خرساء
كبرى تردد ذكرها الأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهوى ومن فخرت به الأحساء
فله القلوب مراتع خضراء
لتظلنا بوجوده أفياء
وعلى الشفاه ترحم ودعاء
فنشيدها مدح له وثناء
حالٌ وما بردت لنا أحشاء
وعلى الوجوه تكدر وعناء
نسيان أحباب لنا وجفاء
لا ينتهي فيض له وعطاء
فمدى الزمان صفاتنا غراء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفحاتنا بسجله بيضاء
تحويه أصلاً عدت الأحساء
ولأهلها نحو الكرام وفاء
بين القلوب مودة وصفاء
نطقت بذاك البضعة الزهراء
وخلاف ذلك باطل وهراء
لا ضير إن كثرة به الآراء
ولآله دون الأنام ولاء
وتقوده فكر الهوى العمياء
صاف وكل الواردين رواء
فهمت معاني حسنه النوراء
قد جل عن تعدادها الإحصاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غمرته من حسن الولا آلاء
فكر ندي شامخ بناء
من ثغره ومقاله إثراء
أما العلوم فإنها إحياء
بالعلم يعلو في الحياة بناء
بمدى الدهور تلازم وإخاء
ويشده لحمى العلوم ضياء
يخشى الإله عباده العلماء
أهل العلوم وإن فنوا أحياء
لا بد يوماً يعتريه فناء
نجماً يشع له الخلود سماء
غضاً وفي أرجائنا أشذاء
فلعبقه طول الزمان بقاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الموت حار أكابر حكماء
في عالم قد لفه الإخفاء
خلق ولا عدم به وفناء
ميتاً تمجد ذكره الأحياء
فله الحياة أو الممات سواء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فطباعي الإنصات والإصغاء
رغم التراب مكانها العلياء
بصفاتها تتميز الأشياء
بجواره قبر له الإعلاء
لا يعتري الذكر الجميل فناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حزني يزيد لنارها إذكاء
فلعلها للواعجي إطفاء
هيهات يطفئ وهج ناري الماء
بنفوسنا صور له أحياء
لعميق جرح بالفؤاد دواء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلنا بما ترك العزيز عزاء
ما قد روته السادة الفضلاء
إشعاعه تجلى به الظلماء
قال النبي وآله الامناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد شع في الآفاق منه سناء
شادت به الحوزات والفقهاء
شهدت به لفقيدنا الأكفاء
إلا كرام الناس والعظماء
شهدوا بفضلك صفوة نبلاء
ومن المعالي تشرق الأضواء
وأنا الذي من عادتي الإحصاء
قد قال أهل الذكر والعرفاء
ماذا عسى أن يبلغ الشعراء
في شيخنا بقيت لهم آراء
إلا الذي لعبت به الأهواء
وله الجنان من الإله جزاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ