صدى الوفاة وما بعدها
تدهورت صحة شيخنا الهاجري قبل رحيله بأربعة شهور، وبدأ يتحدث عن قرب رحيله في مواقع عديدة منها: ما حدث به محمد الخضير (أبو عدنان) يقول خرج شيخنا من جامع الإمام الحسن (عليه السلام) بعد صلاته يوم الجمعة وقبل سفره للجمهورية الإسلامية الإيرانية لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) وكان متعباً فقال: هذه علامات الموت فرد عليه أبو عدنان: أطال الله في عمرك، ووجودك بين أيدينا بركة فأنشد فقيدنا هذا البيت:
وإذا المـنـية أنشبت أظـفـارها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
ألفيت كل تميمة لا تنفع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
ومنها: ما نقله الأستاذ خضر البقشي أنه قال له: إن رحيلي قرب، ومنها عندما سألنه في آخر مقابلة أُجريت معه عن المرجعية ولماذا لم تطرح نفسك للمرجعية؟ فقال: لقد قرب رحيلي.
ومنها في سفره الأخير للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مشهد فقد اشتد به المرض فكان يقول لأبنائه أنا رحيلي قريب ولكني لا أعلم هل سيكون في مشهد أو في الأحساء؟.
وبعد رجوع الشيخ مباشرة للأحساء أُدخل مستشفى الملك فهد في العناية المركزة، وبعد فترةٍ خرج وبقي في المنزل عدة أيام ولكنه لم يزل يعاني من شدة المرض فأدخل مستشفى أرامكو السعودية بالظهران فقال لأبنائه قبل وفاته بخمسة أيام: رحيلي قريب جداً فقال له ابنه شاكر: إن الأطباء طمأنونا بأن حالتك إن شاء الله ستكون أفضل، فلم يلتفت إلى هذه العبارة، ولم تغير منه شيئاً، فقال: لا، أنا قريب الرحيل.
وفي يوم وفاته صلى العشاء ثم زاره الشيخ أبو المكارم.
يقول ابنه محمد علي وقبل الفجر رأيته يقرأ الشهادة ويؤكد على الشهادة الثالثة بصيغٍ مختلفةٍ كالتالي: أشهد أنّ علياً ولي الله، أشهد أنّ علياً ولي رسول الله، أشهد أنّ علياً خير الخلق بعد رسول الله، ثم سبح التسبيحات الأربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولفظ أنفاسه في عروجٍ إلى محضر الأُنس المحمدي وكان ذلك في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة الأثنين المصادف 21 / 7 / 1425هـ ، عن عمراً قضائه في العلم والعمل وشيع تشيع قل نظيره في المنطقة من مسجده بعد أن صلى على جثمانه الطاهرة العلامة السيد عبدالله الصالح وبعد أن شيعته الجموع الغفيرة إلى المقبرة في مدينة الهفوف صلى على جثمانه مرةٍ أخرى العلامة السيد علي الناصر، وكذلك صلى على جثمانه سماحة الشيخ محمد الشهاب. وقد أرخ سماحة الملا جواد المطر وفاته:
مصاب حل في الأحساء أمرّه |
وفيها فاض بالأشجان شعره |
بيانات التعزية:
وهي تنقسم إلى قسمين علمائيه ورسمية:
القسم الأول
1ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد علي السيد ناصر
السادة والمشايخ علماء الحوزة العلمية في الأحساء
العائلة المحترمة
أهالي الأحساء الكرام زيد عزهم جميعاً:
تلقينا بالأسف البليغ نبأ وفاة سماحة آية الله الشيخ محمد سلمان الهاجري (رضوان الباري تعالى عليه)، الذي أمضى عمراً زاخراً في نشر علوم آل البيت (عليهم السلام) والذود عن حمى الدين والطائفة الحقة، وخدمة المؤمنين والمستضعفين.
وإننا إذ نرفع إليكم أحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل، نسأل المولى تبارك وتعالى أن يتغمد الفقيد المغفور له بأوسع المغفرة والرضوان ويسكنه أفسح الجنان ويحشره مع الأولياء النجباء (عليهم السلام)، وأن يمن عليكم بأجزل الأجر والثواب.
2ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا مات المؤمن الفقيه ثُِلمَ في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء).
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل العالم الجليل آية الله الشيخ محمد سلمان الهاجري (قدس سره) قاضي المحكمة الجعفرية بالأحساء..
وبهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر التعازي إلى الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) كما أننا نشاطر علماء منطقة الأحساء والقطيف في مصابهم الجلل نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بشآبيب رحمته وأن يلهم ذوي المرحوم الصبر والسلوان.
3ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا مات المؤمن الفقيه ثُِلمّ في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء).
إلى حضرات حجج الإسلام والمسلمين العلماء الأعلام والفضلاء الكرام من المنطقة الشرقية دامت تأييداتهم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزيكم بوفاة المرحوم المغفور له سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد الهاجري (قدس سره) كما أعزي أولاده الأعزاء وعامة أفراد الأسرة الكريمة (وفقهم الله تعالى).
سائلاً الرب الودود الرحمة والرضوان وأن يحشره مع سادات البرية صفوة خلقه محمد المصطفى وأهل بيته الأطهار (عليه وعليهم الصلاة والسلام)، وأن يلهم الجميع جميل الصبر ويمنحهم عظيم الأجر، وأن يجبر هذا المصاب الجليل على المؤمنين والحوزة العلمية المباركة برعاية سيدنا ومولانا بقية الله صاحب الأمر الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف).
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
4ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين (عليهم السلام)
جناب علماء الأحساء والقطيف وفضلائها وطلابها الأجلاء (دامت توفيقاتهم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقينا ببالغ الحزن والأسى هذا النبأ المفجع نبأ رحيل جناب العلامة الكبير حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد الهاجري (طيب الله رمسه) وحشره مع النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين (عليهم السلام).
لذلك فنحن إذ نشاطر حضراتكم الكريمة وعموم أهالي الأحساء والقطيف أحر التعازي، نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد الكبير برحمته ونرجوا من إخواننا وأبنائنا الفضلاء متابعة مسيرة الفقيد التي قضاها في نشر علوم آل محمد والدفاع عن العقائد الحقة وتربية طلاب العلوم الدينية، كما نرجوا من طلاب المنطقة بذل الجد والاجتهاد واستغلال الفرص في تحصيل علوم أهل البيت (عليهم السلام) إلى أن يصلوا إلى المقامات العلمية السامية التي يخدمون بها الدين والمذهب، ويكونوا بذلك خير خلف لخير سلف فقد ورد في الحديث (إذا مات العالم ثُلم في الدين ثلمة لا يسدها إلاّ عالم مثله)، ونؤكد على جميع المؤمنين تكريم العلماء الأعلام والسير على هداهم والاقتداء بمنهجهم المبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
5ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الفضيلة الأكارم من العلماء والأفاضل في منطقة الأحساء والقطيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقينا بأسف بالغ نبأ رحيل العلامة آية الله الشيخ محمد الهاجري (طيب الله ثراه) الذي أمضى عمرا مديدا في خدمة نهج أهل البيت (عليهم السلام)
والمؤمنين في المنطقة وإنا إذ نشارككم والمؤمنين الكرام العزاء والأسى ندعو الباري عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل بوافر رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يجعل في علماء المنطقة الأفاضل الخلف الأمين السائر على نهج السلف الصالح. إنه سميع مجيب.
6 ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ بشير الباكستاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على حبيبه محمد وعلى آله الميامين واللعنة الدائمة على شانئيهم إلى يوم الدين (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) من هوان الدنيا على الله سبحانه أن يرتحل مثل آية الله العظمى الشيخ محمد بن سلمان الهاجري (رضوان الله عليه).
ونحن إذ نعزي الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) بهذه الفاجعة ونعزي المسلمين عامة والمؤمنين في الأحساء خاصة ندعو الله سبحانه أن يرفع درجاته ويسكنه في جوار أوليائه في جنات الخلد ويرزق ذويه الصبر والسلوان ويعوض المنطقة خاصة والمؤمنين عامة بالثواب في الآخرة وبمن يقوم على شؤونهم الدينية في الدنيا إنه ولي الصالحين.
7ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد عبد الكريم الأردبيلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمزيد من الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة سماحة آية الله الحجة الشيخ محمد الهاجري رحمه الله فقيد الحوزة العلمية في منطقة الأحساء معزين عامة شيعة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وعلماء الأحساء والحوزة العلمية خاصة بفقده الغالي حيث قضى حياته المباركة في خدمة العلم والعلماء ونشر تعاليم الشرع المبين وإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين فجزاه الله خير جزاء المحسنين سائلين المولى عز وجل أن يرفع درجاته ويسكنه الفسيح من جناته ويمن على أهله بالصبر والسلوان ويعظم لهم الأجر ويحسن الخلافة عليهم وعلى جميع المؤمنين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
8 ـ بيان من مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي:
إنا لله وإنا إليه راجعون
عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: (إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء).
نعى مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الحاج السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) في كربلاء المقدسة، سماحة آية الله الشيخ محمد الهاجري (قدس سره) قاضي محكمة الأوقاف والمواريث في الأحساء، والذي انتقلت روحه إلى بارئها صباح يوم الأثنين 21 / رجب الأصب/ 1425هـ، بعد حياة مليئة بالعطاء قضاها في خدمة العلم والعقيدة، ونشر المعرفة والفضيلة في المجتمع، والعلم على حفظ قيم ومبادئ الدين الحنيف.
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم لمولانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام)، وإلى الحوزة العلمية وأهلنا في الخليج، وعلماء الأحساء والقطيف وعائلة الفقيد.. بأحر التعازي والمواساة ونسأله تعالى أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، وأن يمن على أهله وذويه بالصبر والسلوان.
ونسأل الله عزوجل أن يقيض لهذه الأمة رجالاً يحملون راية الحق والعدل والعقيدة.. إنه مجيب الدعاء.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
9ـ بيان العلامة الشيخ محمد اللويم:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
فوجئت بنبأ رحيل آية الله شيخنا الغالي فياله من نبأ مؤلم، كيف والعالم إذا مات (ثلم في الدين ثلمة لا يسدها إلا عالم مثله)، لكنما الأمر لله سبحانه، تغمد الله فقيدنا بواسع رحمته وأسكنه الفسيح من جنته وألحقه بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين.
فإليك يا صاحب العصر نرفع أحر التعازي ثم لأهل العلم والفضل سائلين المولى الجليل أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان خصوصاً أبناءه الأعزاء وذويه.
وحقيقة فقدت الأحساء علماً من أعلامها الذين قلما يجود بهم الزمان، فقد كان (قدس سره الشريف) رجلاً محتاطاً في دينه صبوراً حليماً محباً للمؤمنين يسمع كثيراً من الأذى والإهانات توجه إليه فيتحمل ذلك ويعفو.
تولى منصب القضاء قرابة اثني عشر عاماً ومن أبرز شؤون القاضي حسم القضايا حسب رأيه فكان (رحمه الله) يحاول الفرار من ذلك ويلجأ إلى الصلح ما أستطاع إليه سبيلاً لا تؤثر فيه العواطف والميولات وكان من حبه للمؤمنين خصوصاً طلبة العلم ـ وفقهم الله تعالى ـ محاولة حملهم على التأدب في كتاباتهم وألفاظهم حذراً من أن يوصموا بعدم المعرفة من جهات أخرى ومع هذا حُمل على التعصب وخلافاً للآداب الإسلامية والقوانين الإلهية من لزوم حمل المسلم على الصحة خصوصاً أهل العلم الأمناء على دين الله فقد سن الله سبحانه قوانيناً أراد بها عصمة المسلمين من التفرق والتمزق وفي رعايتها سعادة المسلمين ومنها حمل المسلم على الصحة كما ذكر، ومنعه من سوء الظن ومنعه من القول بغير علم فقد كان فقيدنا (قدس سره) من حيطته لدينه أن جعل الطلاق بتحويل من القاضي حذراً من وقوع الطلاق الثلاث في طهر حيث أنه محل خلاف عند الفقهاء وليس إنكاراً لفتوى من يرجع إليه من يصدر منه مثل هذه القضية أو ازدراءً بها بل حيطةً منه حيث يُطلب منه التصديق على ذلك وهو محل اختلاف. ومع ذلك حمل على المحمل السيء فقيل إنه يريد أن يستقل بهذا، ومن باب الاستطراد إن من الأمور المختلف فيها قضية الوقف بشرط الانتفاع به في حياته ومن الصعب أن يخّرج به صك لا إبطالاً لوقفية من أوقف ذلك وهو راجع لمن يرى صحة ذلك بل حذراً من أن يكون الصكُ حاجزاً للورثة إذا اختلفت مرجعيتهم ولم يجيزوا ذلك. فليس هذا من قبيل الترافع فيحسم القاضي القضية وتعتبر منتهية بل إن ذلك فقط شهادة بصدور الوقفية من الواقف وفي هذا تعظيم للعلم والعلماء فالذي يفعل مثل هذا عليه أن يُشهد على نفسه كما أن على الأخوة وأهل العلم والفضل مراعاة هذا الجانب وإرشاده إلى المحكمة ومن تلك الأمور التي ارتأينا أن في رعايتها حفاظاً على كرامة إخواننا من أهل العلم هو مراجعة المحكمة في العقد على المتوفى أبوها حيث أن بعض المأذونين ـ وفقهم الله ـ أحيانا يراعي الحكم الشرعي فقط فلا يراجع كبار ذوي المرأة بحجة أنهم غير أولياء شرعاً وفي ذلك مضافاً إلى حاجته إلى اثبات رشدها وذلك لا يكون إلا عن طريق أهلها وأقاربها أن ذلك مدعاةٌ للنزاع فقد لا تطيب نفوس ذوي المرأة من أعمامها وإخوانها مثلاً للشخص المتقدم حيث أنه قد يحصل العقد من قبل أمها فقط أو بعض الأخوة صغار السن كما حدث ذلك في أكثر من حالة وقد تقدم ذوي المرأة بطلب إنهاء العقد والمطالبة بسجن العاقد وكان جزّاء ذلك ما قوبلنا به من الإساءة والأذى نسأل الله العفو والعافية.
فنحن لا نريد التطاول على أحد أو فرض إرادتنا ولكن يشهد الله أننا أردنا الحيطة في ذلك والحفاظ على إخواننا وفقهم الله. لكنهم أبو إلا أن يحملونا على محامل السوء سامحهم الله مع ما في ذلك من نظم للأمور وقد روي عن أمير المؤمنين (الله الله في نظم أموركم).
وفي الختام أسأل الله أن يتغمد الراحل بواسع رحمته وأن يختم لنا جميعاً بخير.
استودعكم الله الذي لا ترد ودائعه والحمد لله رب العالمين والفاتحة إلى روحه الطاهرة قبلها صلاة على محمد وآله الطاهرين.
10ـ بيان تلاميذ الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}
عرفت المنطقة عبر تاريخها علماءاً أفذاذاً من أبنائها، أثروا ثقافتها، وحافظوا على هويتها العقائدية المرتبطة بخط أهل البيت (عليهم السلام).
فطبقات العلماء تشكل سلسلة مترابطة يتلقى اللاحق منهم من السابق بيد، وطبقة بعد طبقة إلى أن تنتهي إلى الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، ثم رسول هذه الأمة خير البشر المبلغ عن الله جل وعلا محمد (صلى الله عليه وآله).
وكان شيخنا الفقيد واحداً من ابرز هؤلاء العلماء فهو حلقة الوصل بين جيل العلماء الذين سبقوه والجيل الذي جاء من بعده، مسهماً إسهاماً فعالاً في استمرار الخط العلمي واتصاله يتمثل ذلك في هذا اللفيف من فضلاء الطلبة الذين تتلمذوا عليه والذين من المؤمل أن يبلغوا المراتب العلمية العالية، ويواصلوا المسيرة على خطى الرسول والخلفاء من بعده (عليهم الصلاة والسلام).
وإن كان ثمة شيء يمكن قوله في هذه العجالة عن شخصية شيخنا الفقيد فإنه يمكن تلخصيه فيما يلي:
1ـ أنه وهب نفسه للعلم، وكرس وقته وجهده في سبيل نشره.
2ـ كان يأمر بالتفقه في الدين، ودائماً يردد قول الإمام الصادق (عليه السلام) (لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا).
3ـ كان دائم الخشوع، كثير التأمل، دائب الفكر، تراه مشغولاً لكن بذكر الله، وثيق الارتباط بمحمد وأهل بيته، غزير الدمعة، دائم اللوعة على مصائبهم (عليهم السلام).
4ـ كان متواضعاً للناس، مواسياً لهم في أفراحهم وأحزانهم، والشواهد على ذلك لا تحصى.
5ـ كان (قدس سره) لا يتردد في فعل كل ما من شأنه حفظ مصلحة هذه الطائفة، وقد صرف من عمره الكثير في هذا الشأن.
أما ما يخص الحديث عن القضاء فبعد أن عرض عليه بعد وفاة المرحوم العلامة الحجة الشيخ باقر بوخمسين (رحمه الله) هذا المنصب كان متردداً جداً فيه، قلقاً بشأنه، وكان سبب ذلك شعوره بخطورة هذا المنصب، وشدة حساسيته، وكان يبدي (قدس سره) ذلك لبعض تلامذته ولم يقبل به لولا تعينه عليه.
شغل هذا المنصب عام 1413هـ ولم تكن تأخذه في الله لومة لائم أو قرابة إذا شخص الحق مع فراسة ودقة نظر منقطعة النظير في جميع القضايا التي كانت تعرض عليه.
ومما يضاف إلى رصيده (قدس سره) أنه بعد استلامه القضاء لم يترك دروسه التي كانت يلقيها على تلامذته فبالرغم من جسامة المهمة وثقل المسؤولية التي كان يضطلع بها إلا أنه بقي مواصلاً إلقاء هذه الدروس، لم يشغله عن ذلك ولم يكن يتأخر عن إلقائها إلا لمرض أو حالة اضطرارية.
كان وجود الشيخ في أوساطنا يشعرنا بالأمان والطمأنينة ولعل هذا راجع إلى الإحساس بوجود مستند علمي وعقائدي في شخصه، يسهم في تعزيز شعورنا بالأمان على مستقبل المذهب والعقيدة، فكان وجوده يشكل دعماً معنوياً لنا وللطائفة عموماً، لذلك كان وقع نبأ وفاة الفقيد علينا مؤلماً بالغ الحزن، شديد الأسى، فرحيله عنا هد أركاننا، وصدع قلوبنا، وستظل مرارة فقده في نفوسنا لا تزول.
كيف لا وهو أستاذنا الأعظم، وعمادنا الأفخم، فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ومتعه بصحبة محمد وأهل بيته (عليهم صلوات الله وسلامه).
11ـ بيان مكتب سماحة العلامة الشيخ جعفر النمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين.
إن الحديث عن سماحة العلامة آية الله الشيخ الهاجري لا يكاد يفي بحقه ويحيط بقدره ويكفينا من ذلك ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) في وصف العلماء وقدرهم.
إن المصاب الذي أصيبت به الطائفة في هذه البلاد بفقد هذا العيلم لثلمة لا يسدها شيء فنسأل الله أن يبارك في هذه الطائفة ويخلف عليها بالخلف الصالح.
ومقام الشيخ في العلم والعمل أعرف من أن يسطر فيه بضعة أسطر على مثل هذه العجالة.
نسأل الله أن يسكنه فسيح جنته ويحشره مع محمد وآله الطاهرين
12ـ بيان مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..
ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم)..
بقلوب مطمئنة بقضاء الله وقدره مغمورة بالحزن والأسى ننعى إلى أبناء الوطن العزيز وإلى الأمة الإسلامية جمعاء فقد العالم الرباني آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري قاضي محكمة الأوقاف والمواريث في الأحساء والذي اختاره الله تعالى إلى جواره فجر هذا اليوم الإثنين 21/7/1425هـ 6/9/2004م ففقدت المنطقة برحيله واحداً من أبرز فقهائها الورعين.
ولد رحمه الله بتاريخ 10/4/1344هـ وقضى عمره الشريف في خدمة العلم والدين ونشر الفضيلة وحفظ المجتمع، حيث اتجه لدراسة العلوم الشرعية من نعومة أظفاره حتى وصل إلى مستوى الفقاهة والاجتهاد بشهادة كبار العلماء في الحوزات العلمية، وتربى على يديه جمع من الفضلاء وفيهم من تصدى لمقام المرجعية والإفتاء، ثم تحمل أعباء القضاء الجعفري في الأحساء من سنة 1413هـ وأدار دفته بأمانة ونزاهة، مع تواضعه للكبير والصغير وحرصه على الالتزام والتقيد بأحكام الشرع وحفظ الحقوق.
وإذ نشعر بمدى الخسارة الفادحة بفقده لنضرع إلى الله سبحانه أن يتغمده بواسع الرحمة وأن يحشره مع النبي محمد وآله الطاهرين وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يخلف على الدين والمجتمع بالخلف الصالح.
كما نقدم أحر التعازي إلى إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وإلى المراجع العظام والأوساط العلمية وخاصة الحوزة العلمية المباركة في الأحساء وجميع أبناء المنطقة والوطن.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
13ـ بيان سماحة الشيخ محمد علي العمري:
بسم الله الرحمن الرحيم
بمزيد من الأسى وبالغ الحزن ننعى العالم والمجاهد الرباني آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري الذي كان طوداً شامخاً وعلماً مبرزاً في العلم والفضل والتقوى والجهاد ولقد فقدت الأمة بفقده كوكباً متألقاً في سماء العلم والمعرفة والفضيلة، وصدع كيانها ثلم لا يسده شيء، كما ورد في الحديث الشريف (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء) فقد كان سماحته رمزاً عظيماً للأمة متحلياً بالمكارم وحسن الأخلاق ومورداً لأهل الحاجة ومفزعاً للملمات، ذا شخصية معروفة بالعطاء الثري في خدمة الدين والوطن.
نسأل الله تعالى أن يخلف على الأمة بخلف صالح له وان يجبر قلوبناً جميعاً بهذا المصاب الجلل والخطب الفادح وبالخصوص إخواننا المؤمنين في الأحساء حرسها الله من كل ضر وشر ولا سيما عائلته وأبناءه.
قال تعالى {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}.
القسم الثاني
1ـ بيان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية:
الاستاذ / حسين بن محمد الهاجري وإخوانه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره بلغنا نبأ وفاة والدكم الشيخ / محمد الهاجري (رحمه الله) معربين لكم عن خالص تعازينا سائلين المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم والأسرة الكريمة الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
2ـ بيان وزير الخدمة المدنية المكلف الأستاذ منصور بن عبدالله الغفيلي:
الأخوة أبناء الشيخ / محمد بن سلمان الهاجري المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ببالغ الأسى تليقيت نبأ وفاة والدكم رحمه الله. أقدم لكم ولكافة أفراد أسرتكم الكريمة أحر التعازي القلبية، داعياً المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم وجميع ذويه الصبر وحسن العزاء.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
3ـ بيان المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سلمان بن محمد العمري:
المكرمين أبناء الشيخ / محمد بن سلمان بن محمد الهاجري وفقهم الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
وإنني إذ أتقدم لكم بأحر التعازي، أسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته ورضوانه، وأن يلهمكم وذويه الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجالس العزاء التي أقيمت لفقيدنا (قدس سره):
1ـ مجلس الفاتحة الرئيس في الحسينية المحمدية بالأحساء.
2ـ مجلس الفاتحة في بلدة الفضول.
3ـ مجلس الفاتحة في مدينة العمران بالأحساء.
4ـ مجلس الفاتحة في بلدة المنيزلة بالأحساء.
5ـ مجلس الفاتحة في بلدة الشهارين بالأحساء.
6ـ مجلس الفاتحة في بلدة القارة بالأحساء.
7ـ مجلس الفاتحة في بلدة الأوجام بالقطيف.
8ـ مجلس الفاتحة في جزيرة تاروت بالقطيف.
9ـ مجلس الفاتحة في ديوانية العلامة الشيخ منصور البيات بمنطقة القلعة بالقطيف.
10ـ مجلس الفاتحة في مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار بالقطيف.
11ـ مجلس الفاتحة في مسجد الإمام المنتظر في بلدة العوامية بالقطيف.
12ـ مجلس الفاتحة في بلدة الجش بالقطيف.
13ـ مجلس الفاتحة في ديوانية الوجيه الحاج عبد الأمير بن العلامة الشيخ حسين الفيلي في دولة الكويت.
14ـ مجلس الفاتحة في مكتب آية الله الميرزا جواد التبريزي في سوريا.
15ـ مجلس الفاتحة في حسينية الزهراء في سوريا.
16ـ مجلس الفاتحة في الحسينية المهدية بمدينة قم المقدسة.
17ـ مجلس الفاتحة في مدينة تورنتو بكندا.
18ـ مجلس الفاتحة في مكتب السيد مرتضى القزويني، الولايات المتحدة.
19ـ مجلس التأبين بذكرى الأربعين في حسينية الغدير في الأحساء باشراف الحوزة العلمية.
20ـ مجلس التأبين بذكرى الأربعين في حسينية الإمام المهدي بمدينة قم المقدسة.
كذلك مجلس فاتحة بمسجد الإمام المهدي بالخويلدية في القطيف