للإمام الكاظم ( عليه السلام ) مناظرات واحتجاجات هامّة وبليغة مع خصومه المناوئين له ، كما جرت له مناظرات أخرى مع علماء النصارى واليهود ، وقد برع فيها جميعها وأفلج الجميع بما أقامه من الأدلّة الدامغة على صحّة ما يقول ، وبطلان ما ذهبوا إليه ، وقد اعترفوا كلّهم بالعجز والفشل معجبين بغزارة علم الإمام ، وتفوّقه عليهم ، منها :
مناظرته(عليه السلام) مع أبي حنيفة:
دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له : رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ فأمر ( عليه السلام ) بإحضار ولده موسى ( عليه السلام ) ، فلمّا مثل بين يديه ، قال له : ( يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي ، والناس يمرّون بين يديك ؟ ) .
فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ، يا أبتِ وإن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ وجل : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .
عندها فرح الإمام الصادق ( عليه السلام ) وسرّ سروراً بالغاً ، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع ، فقام إليه وضمّه إلى صدره ، وقال مبتهجاً : ( بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار ) .
اترك تعليقاً