للإمام الكاظم ( عليه السلام ) مناظرات واحتجاجات هامّة وبليغة مع خصومه المناوئين له ، كما جرت له مناظرات أخرى مع علماء النصارى واليهود ، وقد برع فيها جميعها وأفلج الجميع بما أقامه من الأدلّة الدامغة على صحّة ما يقول ، وبطلان ما ذهبوا إليه ، وقد اعترفوا كلّهم بالعجز والفشل معجبين بغزارة علم الإمام ، وتفوّقه عليهم ، منها :
مناظرته (عليه السلام) مع علماء اليهود:
قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليحاججوه في الإسلام ، فلمّا مثلوا بين يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة والدليل على نبوّة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قائلين : أي معجز يدل على نبوّة محمّد ؟
أجابهم ( عليه السلام ) : ( كتابه المهيمن ، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال والحرام وغيرهما ، ممّا لو ذكرناه لطال شرحه ) ، فقالوا : كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فانطلق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وكان آنذاك صبياً قائلاً لهم : ( وكيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟ ) قالوا : علمنا ذلك بنقل الصادقين .
قال لهم : ( فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، ولا معرفة عن الناقلين ) ، فبهروا وآمنوا بقول الإمام الكاظم الصبي ( عليه السلام ) ، الذي هو المعجز بحق ، وهتفوا معلنين إسلامهم قائلين : نشهد أن لا اله إلاّ الله ، وإنّ محمّداً رسول الله ، وإنّكم الأئمّة الهادون ، والحجج من عند الله على خلقه .
ولمّا أدلى الإمام ( عليه السلام ) بهذه الحجّة وأسلم القوم على يده ، وثب إليه والده ( عليه السلام ) فقبّل ما بين عينيه ، وقال له : ( أنت القائم من بعدي ) ، ثمّ أمره بكسوة لهم وأوصلهم ، فانصرفوا وهم شاكرون .
اترك تعليقاً