لقاء مع سماحة آية الله الشيخ محمد الهاجري ( قدس سره )
أجرت مجلة «فجر الأحساء» في عددها «الثاني» لشهر ربيع الثاني 1425هـ حواراً مع «قاضي محكمة الأوقاف والمواريث» بمحافظة الأحساء سماحة آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري .
حيث استقبل سماحته فريق التحرير بالمجلة بحنوهِ الأبوي وبطيبة قلبه المعهود، وبكل تواضع ورحابة صدر أجاب سماحته على اسئلة فريق العمل بالمجلة التي حوالت تسليط الضوء على بعض من جوانب حياته الكريمة، المليئة بالعمل والهمة والنشاط في خدمة الدين والمجتمع. حيث تطرق سماحته مع محاوريه لبداية أيام حياته في الهجرة لطلب العلم عام 1365هـ، ودراسته وتدريسه بالحوزات العلمية بالعراق، ثم اجاب سماحته بكل شفافية إلى مسألة القضاء والمحكمة الجعفرية بالاحساء التي تولى زمام امورها منذ عام 1413هـ، والأدوار والمهام التي تشرف بالقيام بها، وكذلك ما يتطلع اليه سماحته في المستقبل القريب من افكار ورؤى من خلال مشاورته لعلماء المنطقة للسمو بهذه المؤسسة الدينية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الحور :
• من هم أشهر أساتذتكم في المدرسة الكربلائية؟ وأشهر تلامذتكم فيها وكذا في الأحساء؟– أشهر أساتذتي في كربلاء هم:
1- العلامة الشيخ علي العيثان حضرت عنده «الكفاية»، و«الوسائل».
2- العلامة الشيخ محمد علي التبريزي الأذربيجاني حضرت عنده «قسم الخيارات من كتاب المكاسب».
3- الشيخ محمد الخطيب حضرت عنده «القوانين».
4- المرجع الديني آية الله العظمى السيد مهدي الحسيني الشيرازي حضرت عنده «خارج الفقه ».
5- المرجع الديني آيه الله العظمى الشيخ يوسف الخرساني حضرت عنده «خارج الفقه».
6- آيه الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني.• وأشهر تلاميذي هناك، فهم:
1- السيد مصطفى إعتماد الحائري «بحث الخارج».
2- السيد صادق الحسيني الشيرازي «بحث الخارج».
3- السيد محمد تقى المدرسي.
4- السيد هادي المدرسي.
5- الشيخ إبراهيم نصر الله السوري النيلي «بحث الخارج».
6- الشهيد السيد حسن الشيرازي.
7- السيد مجتبى الشيرازي.• أما في مدينة الأحساء، فأشهر تلامذتي:
1- السيد هاشم السيد محمد الحسن.
2- السيد حسين السيد محمد الحسن.
3- السيد عبد الأمير السلمان.
4- الشيخ حبيب الهديبي.
5- الشيخ عبدالوهاب الغريري «رحمه الله».
6- الشيخ حجي السلطان.
7- الشيخ يوسف الشقاق.
8- الشيخ حسين الشرجي.
9- الشيخ مسلم الحرز.
10- الشيخ السيد هاشم الصالح.
11- الشيخ محمد الشهاب، وغيرهم.• ممن أجيز الشيخ بالاجتهاد ؟
– أجزت من قبل:
1- سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف الخرساني.
2- المرجع الديني آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي.• سماحة الشيخ الهاجري أين تجد نفسك في القضاء أم في دراسة العلم؟ أم في كليهما معاً ؟ ولماذا ؟
– إن القضاء جزء من العلم بل هو جزء كبير منه وهو أحد مهام الأنبياء والقضاء أمناء الله على النواميس الثلاثة: «النفوس، الأعراض، الأموال».
كما أن مهنة القضاء وبالرغم من اقتطاعها جزءاً كبيراً من وقتي إلا أنني قد خصصت وقتاً صغيراً صباحاً لطلبة العلم للمحاورة والنقاش.
• نحن نعلم بأن القضاء هو الهاجس الأكبر الذي يشغل بال الشيخ محمد الهاجري في منطقة الأحساء ولكننا نتساءل متى يشعر القاضي بالراحة الحقيقية؟
– قد لا يشعر القاضي بالراحة إلا أن القاضي إذا رضي ربه ودينه، كان له ذلك سعادة حقيقية وراحة أبدية.
• سئل أحد العلماء في منطقتنا عن سبب أمتناعه عن تولي القضاء فأجاب: «الخوف من المحاذير الدنيوية من جهة والأخروية من جهة أخرى عامل مهم في ابتعادي من هذا المنصب..» ما تعليقكم؟ ولماذا في رأيكم يبتعد كثير من العلماء في منطقتنا عن القضاء؟
– إن القضاء ونفوذ الحكم في فصل الحكومات بين الناس منزلة رفيعة ومقام منيع وهي عندنا شجن من دوحة النبوة والإمامة.
وبه يرد الحق إلى أهله وإذا حكم الحاكم الجامع للشرائط فالراد عليه والمتخلف عن اتباع حكمه راد على الله، إلا أن القضاء في بعض الأحيان يكون جالب متاعب لصاحبه في الدنيا، فقد جاء في الحديث «من جُعل قاضياً فقد ذُبح بغير سكين» وأما خطر القضاء فخطير لأن عثرة القاضي لا تُقاس فقد جاء في الرواية عن الإمام : «القاضي على شفير جهنم» و«لسان القاقضي بين جمرتين من نار».
ولذا ترى فقهاء الإمامية يتورعون من الحكم ويفصلون الحكومات -غالباً- بالصلح.
• ما الذي أجبركم على قبول القضاء؟
في بداية الأمر كنت ممانعاً وغير راغب لهذا التكليف وحاولت حرف الأمر عني ووجهت المؤمنين لبعض العلماء أمثال سماحة السيد طاهر السلمان، وسماحة الشيخ محمد اللويم، وسماحة السيد علي الناصر، إلا أن رفض هؤلاء العلماء وإصرار المؤمنين أضطرني إلى الموافقة في نهاية الأمر.
• يلجأ الناس إلى القضاء لحل مشاكلهم وقضاياهم في المحكمة الشرعية الجعفرية حل تلك القضايا؟ وما نوع القضايا التي تحل من خلال المحكمة الجعفرية؟
– يبذل القاضي جهده في هذا الأمر محاولاً الصلح ما أمكن وكثيراً – ولله الحمد- ما يتم ذلك بالرغم من قلة القضاة في المحكمة وكثرة المراجعين.
وأهم ما ننظر به قضايا المشاكل الزوجية والتصديق على العقود وحصر الإرث والولايات على الأوقاف ووقفها وقسمة الإرث وغيرهن من الأمور.
• في ظل تعدد المرجعيات التي ينتمي لها أهل المنطقة، هل تعمل المحكمة الشرعية بآراء كل المرجعيات أم أنها تطبق رأياً مرجعياً واحداً على الجميع؟
– كما ذكرت سابقاً أن فقهاء الإمامية يتورعون من الحكم ويفصلون بين المتحاكمين غالباً بالصلح ما أمكن ونحن على رأي سلفنا الصالح وإذا لم يمكن ذلك «وهذا نادر الحدوث» فنظرنا يكون من خلال ما يحكم به الكتاب والسنة المطهرة بعد النظر إلى أمهات أسباب الحكم والخصومات بعد النظر إلى أمهات أسباب الحكم والخصومات وهي ثلاثة: «الإقرار، البينة، اليمين».
• الطلاق مسألة أرّقت الكثير من العوائل في مجتمعنا، وهو آفة هدّمت كثيراً من البيوتات. ماذا قدم القضاء للتقليل من هذه الظاهرة غير الصحية في المجتمع؟
– نعم إن الطلاق وللأسف الشديد هو مصدر ضياع الأسر وقد حاولنا جاهدين في التقليل من هذه المشكلة ولكن بعض المراجعين «الزوج او الزوجة» يعتقدون أن في تأخيرنا ضرراً عليهم فلذلك يكونون رافضين لأي تأخير، كما أننا نستعين في بعض الأحيان ببعض الأخوة من المأذونين الشرعيين للنظر في الخلاف الواقع بين الزوجين وكثيراً ما يتم ذلك إيجاباً.
• لماذ لم تستفد المحكمة من الكم الهائل من طلبة العلم في الأحساء، كأن تشكل منهم لجاناً لدراسة المشاكل الأسرية، أو لجاناً لطرح الدراسات لبعض مشاكل الأسر على سبيل المثال؟
– نعم إن المحكمة ليست في غنى عن دعم ومساندة طلبة العلوم الدينية وقد قام فضيلة الشيخ اللويم بتوجيه عدد من طلبة العلوم الدينية للنظر في الأوقاف المهملة، وحصرها وقد قام هؤلاء الطلبة بهذه المهمة إلا أن التزام هؤلاء الطلبة ببعض مشاغلهم وارتباطهم منعهم من هذا الأمر. كما أنه من المعلوم أن القضاة ومن يساعدهم من طلبة العلوم ليس لهم مخصص مالي، مما يضطر البعض لعدم المواصلة لما يواجهه من صعوبات الحياة واحتياجاتها.
• ما هي الخطوات الفعلية في تطوير محكمة الأوقاف والواريث في الأحساء؟
– إن من أهم ما قامت به المحكمة من تطوير هو تعيين قاض مساعد وهو سماحة الشيخ محمد اللويم وهو مثال للنزاهة والورع وقد كلفه العمل في القضاء الكثير من وقته وصحته، ولا زلنا في طور التطوير وفي الأيام المقبلة –إنشاء الله- سيكون هناك المزيد من التطورات.
• ما هي الخطوات المطروحة للأستفادة من الأوقاف الشيعية بعيداً عن الترسيم؟
– لقد قام الشيخ اللويم بالتصدي لهذه المسألة فقد كلف بعض الطلبة وأهل الخبرة بحصر ما أمكن حصره من أوقاف مهملة غير مرسمة للأستفادة منها وتعمير ما أمكن تعميره منها.
• كلمة توجهها إلى علماء الدين، وأبناء المجتمع؟
– علماء الدين: إلى أخواني من علماء الدين عليكم بمواصلة طلب العلم والأهتمام به وتحمل مشاق وصعوبات الحياة من أجل الوصول للهدف قال تعالى ﴿ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ﴾ (المجادلة: من الاية11).
– أبناء المجتمع: عليكم بالتأخي والترابط والتماسك ونبذ الفرقة قال تعالى: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ﴾ (آل عمران: من الآية103).
شبكة يامهدي الإسلامية
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً