لقد تخطّى آية الله الهاجري مدارج العلم، ووصل إلى مراتب عالية فيه بسرعةٍ متميّزةٍ، وفاق بوضوحٍ الكثيرين من أقرانه، فأصبح في كربلاء يُعدُّ من أفاضل العلماء، خصوصاً في الوسط العربي، وكان زميله في المباحثة آية الله العظمى السيّد محمّد المهدي الحسيني الشيرازي،كما أنَّهُ تباحث مع أُستاذه في الكفاية والرسائل الشيخ علي بن الشيخ محمّد آل عيثان.
نقل الحجّة سماحة الشيخ فرج آل عمران (قدّس سرّه) في كتابه (الأزهار الأرجية) عن سماحة آية الله الشيخ محمّد الهاجري فائدة علمية في الميراث.
قال في الأزهار : وفي يوم الجمعة (29/2/1379 هـ) زارنا الفاضلان: الشيخ محمّد الهاجري، والشيخ عبد الرسول بن الحاج محمّد جواد الواعظي، وفي هذا المجلس ذكرت حكاية حكاها لي سماحة الشيخ محمّد الهاجري عام (1377 هـ)، عن بعض أساتذته أنّه قال ذات يوم لتلاميذه: هل توجد صورة في الميراث يكون للبنت النصف من دون زيادةٍ ولا نقصانٍ؟ فقال بعضهم: لا توجد لذلك صورة أصلاً، وقال آخر: توجد صورة واحدة، وقال آخر: بل توجد صورتان، قال الشيخ محمّد الهاجري: فقلت : بل توجد ثلاث صور، ثمّ ينقل الشيخ فرج آل عمران الصور الثلاث:
الصورة الأولى: امرأة توفّيت عن بنتٍ وزوجٍ وأبوين، وأحد الأبوين مبعَّض نصفه حرّ، ونصفه الآخر رقّ.
البنت لها النصف، والزوج له الربع، وأحد الأبوين الحر له السدس، والآخر المبعَّض له نصف السدس، فالفريضة اثنا عشر للبنت ستة، وللزوج ثلاثة، وللحرّ اثنان، وللمبعَّض واحد.
الصورة الثانية : امرأة توفّيت عن بنتٍ وزوجٍ وأبوين، وكلّ واحدٍ منهما مبعَّض، ثلاثة أرباعه حرّ، والربع الباقي رقّ.
البنت لها النصف، والزوج له الربع، ولكلِّ واحدٍ من الأبوين ثلاثة أرباع السدس، فالفريضة أربعة وعشرون للبنت اثنا عشر، وللزوج ستّة، ولكلِّ واحدٍ من الأبوين ثلاثة.
الصورة الثالثة: امرأة توفّيت عن بنتٍ وزوجٍ وأبوين، وأحدهما ثلثاه حرّ، وثلثه الباقي رقّ ، والثاني خمسة أسداسه حرّ، وسدسه الباقي رقّ.
البنت لها النصف، والزوج له الربع، وأحد الأبوين له ثلثا السدس، والآخر له خمسة أسداسه.
فالفريضة مائة وثمانية: البنت لها أربعة وخمسون، والزوج سبعة وعشرون ، ولصاحب ثلثي السدس اثنا عشر، وللأخير خمسة عشر.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً