سافر إلى العراق لأوّل مرّة لطلب العلم سنة (1365 هـ)، وكان حينها متزوّجاً وله من العمر نحو 23 عاماً، وبعد سنتين قضاهما في مدينة كربلاء بعيداً عن أهله عاد إلى الأحساء ليصطحبهم معه، ومكث في الأحساء حدود سنة ونصف قبل أن يرجع إلى كربلاء مع زوجته سنة (1369 هـ) تقريباً.
بقي في كربلاء مشتغلاً بالعلم والبحث والتدريس أكثر من عشرين عاماً.
وبعد أن أخذ بغيته من العلم، ونال القدح المعلّى فيها عاد إلى وطنه ومسقط رأسه في مدينة الأحساء؛ ليقوم بواجبه المتمثل بنشر العلم، والترويج لأحكام الشريعة الإسلامية، وكان ذلك حدود عام (1389 هـ) ، ومنذ ذلك الحين إلى رحيله وعروجه إلى ربه مشغولاً بالإرشاد والتدريس ورفع هموم الناس وحلّ مشاكلهم.
ولا زال – مع تسلّمه منصب القضاء أخيراً – قائماً بدوره في المجتمع، كعالمٍ مرشدٍ، وإمام للجماعة، ومدرّس للطلبة، وكان بابه مفتوحاً لاستقبال الناس والاستماع إلى شكاواهم ومشاكلهم.
ويمتاز سماحة الشيخ (قدس سره) عن كثير، من العلماء – رغم مقامه العلمي، وكبر سنّه – بتواضعه واحترامه لكلّ أحدٍ، ويشهد له الجميع بطيب الأخلاق، ولين العريكة والبساطة، وطيب النفس، وعُرف عنه حبّه لإثارة المسائل العلمية لتحريك أجواء النقاشات، وإفعامها بمختلف الأجوبة والردود.
نقل سماحة آية الله السيّد عبّاس الكاشاني (حفظه الله): إنّه إبّان كان – السيّد الكاشاني – في كربلاء كان يقيم المجلس الحسيني – مجلسان في الأسبوع – وكان سماحة آية الله الشيخ محمّد الهاجري الأحسائي (رحمه الله) أوّل من يحضر المجلس وآخر من يخرج منه، وطيلة فترة حضوره يثير النقاش في المسائل الفقهية والأُصولية.
وكان كلّما حضر مجلسه بعض أهل العلم شعروا بالضيق والحرج من إثارة المسائل العلمية، ويتحاشى بعضهم الاحتكاك بالشيخ في المجالات العلمية.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً