مقدمة الطبعة الرابعة
هدف الكتاب
أنّ الهدف من هذا الكتاب يتلخّص في أمرين:
الأمر الأول:
إنّ سماحة الشيخ (رحمه الله) عاش بيننا، ونحن نجهل مقامه العلمي ومكانته الشامخة، ولا نعرف كيف نتعامل معه، إلى ان ارتحل عنا، وفقدناه وخسرته المنطقة، بل الساحة الإسلامية، فقد كان فقيهاً مجتهداً فرحمة الله عليه.
وورد في الحديث الشريف، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ثلاثةُ يشتكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجدُ خرابُ لا يُصلّي فيه أهله، وعالمُ ضاع علمه بين جهّال، ومصحفُ معلّقُ قد وقع عليه غبارُ لا يُقرأ فيه[1]».
الأمر الثاني:
لا شكّ، ولا ريب أنّنا نعرف بأنّ علماءنا الأبرار هم الامتداد الطبيعي للأئمّة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) وهم أيضاً قادتنا في هذه الحياة بعد الأئمّة (عليهم السلام)، وإنّ العلم من الأُمور التي مجّدها الإسلام، وحثّ عليها المسلمين، ونصّت آياتُ عديدةُ من الذكر الحكيم على مدح العلم والعلماء، والأمر بطلب العلم.
فقد أمر الله تعالى بالنظر، والتفكّر، والتدّبر، ومدح أُولي الألباب، بل وخصّ خشيته بالعلماء، حيث قال في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[2]، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[3]، وقال عزّ وجلّ: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[4].
ووردت أيضاً أحاديث كثيرة على لسان الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وخلفائه المعصومين (عليهم السلام) منها قول الرسول الأكرم: « وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم وليلة البدر، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء»[5]، وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فقّهه في الدين»[6]، وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «عالمُ ينتُفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد»[7] كلّها تنصّ على تمجيد العلماء، وتعظيمهم، والحثّ على طاعتهم، وإعانتهم على إقامة أحكام الدين، وأنّهم أُمناء الله على دينه، وهم الّذين تضع الملائكة أجنحتها لهم، ويستغفر لهم الطير في السماء، والسمك في الماء، وقد ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): «العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء، وورثتي وورثة الأنبياء»[8] فنحن عندما نطّلع على حياة علمائنا نحاول بكلّ ما أُوتينا من قوّةٍ واستطاعةٍ أن نقتفي أثرهم، ولهذا سنسلّط الأضواء على أحد شخصيات هذه الشريحة المباركة، ألا وهو سماحة آية الله الشيخ محمّد الهاجري (رحمه الله).
حسين العباد
17 ربيع الأول 1427هـ
[1] بحار الأنوار : ج2 ص 41 ..
[2] سورة فاطر، آية: 28 .
[3] سورة المجادلة، الآية: 11 .
[4] سورة الزمر، الآية: 9 .
[5] أُصول الكافي : باب ثواب العالم والمعلّم.
[6] أُصول الكافي : باب فضل العلم.
[7] أُصول الكافي : باب فضل العلم.
[8] ميزان الحكمة : ج3.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً