اسمه وكنيته ونسبه(1)
أبو جعفر، محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري الأسدي، المعروف بالخلّاني، وينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل عمّار بن ياسر(رضي الله عنه).
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الرابع الهجري.
صحبته
کان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمامين العسكري والمهدي(عليهما السلام).
مكانته
يكفي في سموّ شأنه وعظيم مكانته أن اختاره الإمام المهدي(عليه السلام) سفيراً ونائباً عنه، مع وجود كوكبة من علماء الشيعة وخيارهم، وكانت له مكانة كبرى عند الشيعة، وقد اجمعوا على عدالته ووثاقته وأمانته. وكانت الشيعة تحمل إليه الحقوق الشرعية والهدايا ليوصلها إلى الإمام المهدي(عليه السلام)، كما كانت توقيعات الإمام المهدي(عليه السلام) تخرج على يديه إلى شيعته وخواص أبيه الإمام العسكري(عليه السلام) بالأمر والنهي، والأجوبة عمّا يسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه(۲).
تلقيبه بالخلّاني
لُقّب(رضي الله عنه) بالخلّاني نسبة إلى بيعه الخل، لأنّه كان يكتسب به تستراً من العباسيين والمخالفين؛ لأداء مهمّة النيابة للإمام المهدي(عليه السلام). وقيل: لأنّه كان حليماً ورعاً تقياً، لا يحمل حقداً على أحدٍ قط، فهو خلّ وصديق وصاحب لكلّ الناس، فاشتهر عند الناس بالخلّاني.
من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه
۱ـ قال الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): «العَمري ـ أي: عثمان بن سعيد ـ وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يُؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهم الثقتان المأمونان»(۳).
۲ـ قال الإمام العسكري(عليه السلام): «اشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العَمري وكيلي، وأنّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم»(۴).
۳ـ قال الإمام المهدي(عليه السلام): «والابن ـ أي محمّد ـ وقّاه الله، لم يزل ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه وأرضاه، ونضّر وجهه، يجري عندنا مجراه، ويسدّ مسده، وعن أمرنا يأمر الابن، وبه يعمل، تولّاه الله…»(۵).
۴ـ قال الإمام المهدي(عليه السلام): «وأمّا محمّد بن عثمان العمري رضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي»(۶).
من أقوال العلماء فيه
۱ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «يكنّى أبا جعفر، وأبوه يكنّى أبا عمرو، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان(عليه السلام)، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة»(۷).
۲ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي(قدس سره): «جلالة شأن الرجل وعلوّ شأنه، وعظم مرتبته في الإمامية أشهر من أن يحتاج إلى بيان وإقامة برهان»(۸).
نيابته وسفارته
عيّنه الإمام المهدي(عليه السلام) سفيراً ثانياً له في عصر الغَيبة الصغرى، بعد وفاة سفيره الأوّل عثمان بن سعيد العَمري، وكانت سفارته من ۲۶۵ﻫ إلى جمادى الأُولى ۳۰۵ﻫ، وبذلك تكون سفارته أطول السفارات.
رؤيته للإمام المهدي(عليه السلام)
سُئل(رضي الله عنه): «رأيت صاحب الأمر؟ قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام، وهو يقول: اللّهم أنجز لي ما وعدتني… ورأيته متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللّهم انتقم لي من أعدائك»(۹). وقال: «والله إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنة، يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه»(۱۰).
تعزيته بوفاة أبيه
خرج توقيع من الناحية المقدّسة إليه تعزية بوفاة أبيه عثمان بن سعيد(رضي الله عنه)، وجاء في الكتاب: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، تسليماً لأمره ورضى بقضائه، عاش أبوك سعيداً، ومات حميداً، فرحمه الله، وألحقه بأوليائه ومواليه(عليهم السلام)، فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقرّبه إلى الله عزّ وجل وإليهم، نضّر الله وجهه، وأقاله عثرته»(۱۱).
وفي كتاب آخر:«أجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحّم عليه، وأقول الحمد لله، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك، وما جعله الله عزّ وجل فيك وعندك، أعانك الله وقوّاك وعضدك ووفّقك، وكان لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً»(۱۲).
وفاته
تُوفّي(رضي الله عنه) في آخر جمادى الأُولى ۳۰۵ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن فيها، وقبره معروف يُزار في الجامع الخلّاني.
—————————–
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۱۷ /۲۹۴ رقم۱۱۲۴۷
۲- اُنظر: الغيبة للطوسي: ۳۵۶ ح۳۱۸
۳- الكافي ۱ /۳۳۰ ح۱.
۴- الغيبة للطوسي: ۳۵۶ ح۳۱۷.
۵- المصدر السابق: ۳۶۲ ح۳۲۵.
۶- المصدر السابق: ۲۹۱ ح۲۴۷.
۷- رجال الطوسي: ۴۴۷ رقم۶۳۵۱.
۸- مستدركات علم رجال الحديث ۷ /۲۰۳ رقم۱۳۸۶۹.
۹- من لا يحضره الفقيه ۲ /۵۲۰ ح۳۱۱۵.
۱۰- المصدر السابق.
۱۱- الغيبة للطوسي: ۳۶۱ ح۳۲۳.
۱۲- المصدر السابق.
بقلم: محمد أمين نجف
مركز ال البيت العالمي للمعلومات
اترك تعليقاً