فقال : ( أعطوني أيديكم ) ، فخرج من ملحفة وعصابة حتّى جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمَّ قال : ( أمّا بعد ، أيّها الناس فما تنكرون من موت نبيّكم ؟ ألم أنع اليكم وتنع اليكم أنفسكم ، لو خلّد أحد قبلي ثمَّ بعث اليه لخلّدت فيكم ، ألا إنّي لاحق بربّي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرؤونه صباحاً ومساءً ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله .
وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أُوصيكم بهم ، ثمَّ أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار ، فقد عرفتم بلاءهم عند الله عزّ وجلّ وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسّعوا في الديار ، ويشاطروا الثمار ، ويؤثروا وبهم الخصاصة ؟ فمن وليّ منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار ، وليتجاوز عن مسيئهم ) .
اترك تعليقاً