۱ـ عن سعيد بن جبير، قال: «سمعت سيّد العابدين علي بن الحسين(عليهما السلام) يقول: في القائم منّا سنن من الأنبياء، سنّة من أبينا آدم(عليه السلام)، وسنّة من نوح، وسنّة من إبراهيم، وسنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة من أيوب، وسنّة من محمّد صلوات الله عليهم.
فأمّا من آدم ونوح فطول العمر، وأمّا من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأمّا من موسى فالخوف والغَيبة، وأمّا من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأمّا من أيوب فالفرج بعد البلوى، وأمّا من محمّد(صلى الله عليه وآله) فالخروج بالسيف»(۲).
۲ـ عن عبد الله بن الفضل الها شمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما يقول: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل، فقلت: ولم جُعلت فداك؟ قال: لأمر لم يُؤذن لنا في كشفه لكم؟
قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات مَن تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره، كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر(عليه السلام) من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى(عليه السلام) إلى وقت افتراقهما.
يا ابن الفضل: إنّ هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنّه عزّ وجل حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف»(۳).
۳ـ عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: «إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها، فقلت له: يا ابن رسول الله، ولم ذلك؟ قال: لأنّ الله عزّ وجل أبى إلّا أن تجري فيه سنن الأنبياء(عليهم السلام) في غيباتهم، وإنّه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)(۴)، أي سنن مَن كان قبلكم»(۵).
۴ـ عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قلت له: «ما بال أمير المؤمنين(عليه السلام) لم يُقاتل مخالفيه في الأوّل؟ قال: لآية في كتاب الله تعالى: (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)(۶)، قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين.
وكذلك القائم(عليه السلام) لم يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله عزّ وجل، فإذا خرجت ظهر على مَن ظهر من أعداء الله عزّ وجل فقتلهم»(۷).
۵ـ عن إسحاق بن يعقوب أنّه ورد عليه من الناحية المقدّسة على يد محمّد بن عثمان(رضي الله عنه): «أمّا علّة ما وقع من الغيبة، فإنّ الله عزّ وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(۸)، إنّه لم يكن لأحد من آبائي(عليهم السلام) إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب، وعلى من اتّبع الهدى»(۹).
۶ـ عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر(عليهما السلام)، قال: «إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد، يا بني إنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر مَن كان يقول به، إنّما هو محنة من الله عزّ وجل امتحن بها خلقه، لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذا لاتبعوه.
قال: فقلت: يا سيّدي مَن الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني! عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه»(۱۰).
—————————————————————-
۱– اُنظر: الأنوار البهية: ۳۷۱٫
۲- كمال الدين وتمام النعمة: ۳۲۲ ح۳٫
۳- المصدر السابق: ۴۸۲ ح۱۱٫
۴- الإنشقاق: ۱۹٫
۵- كمال الدين وتمام النعمة: ۴۸۱ ح۶٫
۶- الفتح: ۲۵٫
۷- كمال الدين وتمام النعمة: ۶۴۱٫
۸- المائدة: ۱۰۱٫
۹- كمال الدين وتمام النعمة: ۴۸۵ح۴٫
۱۰- الكافي ۱/۳۳۶ ح۱٫
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
اترك تعليقاً