اللهم لا تمتني ميتة الجاهلية ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله ، حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين ، وعلياً ومحمّداً وجعفرَ وموسى وعلياً ومحمّداً وعلياً والحسن ، والحجّة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين .
اللهم فثبّتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، وليّن قلبي لولي أمرك ، وعافني ممّا امتحنت به خلقك ، وثبّتني على طاعة ولي أمرك ، الذي سترته عن خلقك ، فبإذنك غاب عن برّيتك ، وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهاره أمره ، وكشف سرّه ، وصبّرني على ذلك حتّى لا أحب تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ما عجّلت ، ولا أكشف عمّا سترته ، ولا أبحث عمّا كتمته ، ولا أنازع في تدبيرك ، ولا أقول لم وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر ، وقد امتلأت الأرض من الجور ؟ وأفوض أمري كلّه لله .
اللهم إنّي أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهراً نافذاً لأمرك ، مع علمي بأنّ لك السلطان والقدرة والبرهان والحجّة والمشيئة والإرادة والحول والقوّة ، فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين ، حتّى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة ، واضح الدلالة ، هادياً من الضلالة ، شافياً من الجهالة ، أبرز يا رب مشاهده ، وثبّت قواعده ، واجعلنا ممّن تقر عيننا برؤيته ، وأقمنا وتوفّنا على ملّته ، واحشرنا في زمرته .
اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت ، وبرأت وذرأت ، وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك .
اللهم ومد في عمري وزد في أجله ، وأعنه على ما أوليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فإنّه الهادي المهدي القائم المهتدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضي المرضي الصابر المجتهد الشكور .
اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنّا ، ولا تنسنا ذكره وانتظاره ، والإيمان به وقوّة اليقين في ظهوره ، والدعاء له والصلاة عليه ، حتّى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، قوّ قلوبنا على الإيمان به حتّى تسلك بنا على يده منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى ، وقوّنا على طاعته ، وثبّتنا على مشايعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ، والراغبين بفعله ، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ، ولا عند وفاتنا ، حتّى توفانا ونحن على ذلك غير شاكّين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذّبين .
اللهم عجّل فرجه ، وأيده بالنصر وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له ، وكذّب به وأظهر به الحق ، وأمت به الجور واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة الكفرة ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبّارين والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين ، وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبحرها وبرها ، وسهلها وجبلها ، حتّى لا تدع منهم ديّاراً ، ولا تبقي لهم آثاراً ، وتطهّر منهم بلادك ، واشف منهم صدور عبادك ، وجدّد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بدّل من حكمك ، وغيّر من سننك حتّى يعود دينك به وعلى يدّه غضاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تطفي بعدله نيران الكافرين ، فإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه وطهّرته من الرجس ، ونقيته من الدنس .
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمّة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين ، وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون ، واجعل ذلك منّا خالصاً من كل شك وشبهة ، ورياء وسمعه ، حتّى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به إلاّ وجهك .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبته وليّنا ، وشدّة الزمان علينا ، ووقوع الفتن بنا وتظاهر الأعداء ، وكثرة عدوّنا وقلّة عددنا ، اللهم فأفرج ذلك بفتح منك تعجّله ، وبصبر منك تيسّره ، وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين .
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك ، وقتل لي أعدائك في بلادك ، حتّى لا تدع للجور دعامة إلاّ قصمتها ، ولا بنية إلاّ أفنيتها ، ولا قوّة إلاّ أوهنتها ، ولا ركناً إلاّ هددته ، ولا حداً إلاّ فللته ، ولا سلاحاً إلاّ كللته ، ولا راية إلاّ نكستها ، ولا شجاعاً إلاّ قتلته ، ولا جيشاً إلاّ خذلته ، أرمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم بسيفك القاطع ، وببأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، وعذّب أعداءك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليك ، وأيدي عبادك المؤمنين .
اللهم اكف وليك وحجّتك في أرض هول عدّوه ، وكد من كاده ، وامكر لمن مكر به دائرة السوء على من أراد به سوءاً ، واقطع عن مادّتهم ، وأرعب به قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة , شدّد عليهم عقابك ، وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ، وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك ، وأصلهم ناراً ، واحش قبور موتاهم ناراًًًًًًًًًً ، وأصلهم حر نارك ، فإنّهم أضاعوا الصلاة ، واتبعوا الشهوات ، وأذلوا عبادك .
اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه ، وأحي القلوب الميّتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق ، وأقم الحدود المعطّلة ، والأحكام المهملة حتّى لا يبقى حق إلاّ ظهر ، ولا عدل إلاّ زهر ، واجعلنا يا رب من أعوانه ومن يقوى بسلطانه ، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله ، والمسلمين لأحكامه ، وممّن لا حاجة به إلى التقية من خلقك ، أنت يا رب الذي تكشف السوء ، وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فاكشف الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له .
اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمّد ، ولا تجعلنا من أعداء آل محمّد ، ولا تجعلنا من أهل الحنق والغيظ على آل محمّد ، فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، اللهم صل على محمّد وآل محمّد ، واجعلني بهم فائزاًً عندك في الدنيا والآخرة ، ومن المقرّبين ) .
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
اترك تعليقاً