البحث الثالث : من قتل الإمام الحسين (عليه السلام )؟
✏بقلم : حيدر السندي
البحث الثالث : من قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟
أختلف الذين أرادوا الإجابة عن هذا السؤال ، وقد أفرز الخلاف نظريات أهمها النظريان التاليتان :
النظرية الأولى : ترى أن الذين قتلوا الإمام الحسين (عليه السلام) يزيد بن معاوية و أتباعه الأمويون .
وقد أتفق الأمامية ( أظهر الله برهانهم) على ذلك ، و وافقهم محققو المخالفين ، ومنهم :
1ـ ابن خلدون قال في مقدمته ص 254: لأنهم يرون عدم جواز إراقة الدماء ، فلا يجوز نصرة يزيد بقتال الحسين ، بل قتله من فعلات يزيد المؤكدة لفسقه ، والحسين فيها شهيد.
2ـ سعد الدين التفتزاني قال في شرح العقائد النفسية : والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، وإستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول مما تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه.
3ـ الجاحظ فقد قال في الرسالة الحادية عشر في بني أمية ص 398: المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (ص) سبايا ، وقرعه ثنايا الحصين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب ، وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء والنفاق والخروج ، عن الإيمان ، فالفاسق ملعون ، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون.
4ـ السيوطي قال في تاريخ الخلفاء ص 248 : و لما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤسهم إلى يزيد فسر لقتلهم.
5ـ ابن كثير قال في البداية والنهاية ج ص 243: وقد أخطأ يزيد خطاً فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام ، وهذا خطاً كبير فاحش ، مع ما إنضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم ، وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد.
6 ـ قال محمّد رضا : وقال الإمام ابن حنبل بكفر يزيد، ونقل صالح بن أحمد بن حنبل ، قال: قلت لأبي: يا أبت! أتلعن يزيد؟ فقال: يا بنيَّ! كيف لا نلعن من لعنه الله تعالى في ثلاث آيات من كتابه العزيز، في الرعد والقتال والأحزاب، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) . وأيُّ قطيعة أفظع من قطيعته (صلّى الله عليه وآله) في ابن بنته الزهراء ؟ وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ). وأيُّ أذية له (صلّى الله عليه وآله) فوق قتل ابن بنته الزهراء؟ وقال تعالى: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) . وهل بعد قتل الحسين (عليه السلام) إفساد في الأرض أو قطيعة للأرحام ؟. الحسن والحسين سبطا رسول الله نقلاً عن إحقاق الحقّ 33 / 666 .
النظرية الثانية : هي التي ترى أن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام (عليه السلام) وهذه نظرية أتباع المنهج الأموي ، وهم يروجونها تبرئة ليزيد بن معاوية باعتباره إفراز طبيعي للثقافة العامة التي سيطرت على الأمة الإسلامية ولا تزال تسيطر على الأغلبية إلى يوم الناس ، أو نسبة الغدر والخيانة إلى الشيعة وذلك من أجل التشنيع عليهم وحرف عوام المخالفين عن الاندماج معهم اجتماعياً .
قال أحد كتابهم : ( هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟ إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين ” بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ” { أعيان الشيعة 34:1 }. وكانوا تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : ” ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة ” { الاحتجاج للطبرسي }. ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم ” أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ “{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : ” اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا ” { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } … فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا…).
وفي مقام التعليق على هذه النظرية أذكر عدة ملاحظات :
الملاحظة الأولى : هي أن أصحاب هذه النظرية اعتمدوا على بيعة أهل الكوفة للحسين (عليه السلام) ليقولوا بأن من غدر بالحسين وقتله هم الشيعة ، ثم شنعوا على الشيعة بأنهم أهل غدر وخيانة .
وهذا الاعتماد غير صحيح لأن التشيع ليس بيعة الإمام الحسين ( عليه السلام) وإنما يعني الاعتقاد بأنه ( عليه السلام) إمام معصوم مجعول من قبل الله عز وجل ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر ، أولهم أمير المؤمنين وآخرهم المهدي ( عليهم السلام) ، فمن اعتقد بهذه العقيدة فهو شيعي بالمعنى الخاص ، وإن لم يبايع الإمام (عليه السلام) لعدم بلوغه خبر خروجه أو لأي سبب لا ينافي هذا الاعتقاد ، ولم يعتقد بهذه العقيدة ، فليس شيعياً بالمعنى الخاص ، وإن بايع الإمام من باب أنه يراه إماماً لأنه الأجدر من غيره أو لبيعة أهل الحل والعقد له وغير ذلك من الأسباب التي ليس منها أنه إمام معصوم مجعول من قبل الله تعالى .
فتمسك هؤلاء ببيعة أهل الكوفة لإثبات تشيعهم بالمعنى الخاص دليل جهلهم بحقيقة التشيع ، و كان ينبغي عليهم قبل أن يتكلموا أن يلتفتوا إلى ما ذكرناه ، ولو تنزلنا وقلنا أنهم كانوا شيعة بالمعنى الخاص فهل هذا يعني أن الشيعة قتلوا الحسين (عليه السلام)!.
بالطبع لا ، لماذا؟ لأن التشيع ليس سلالة ونسباً خاصاً لا ينفك عن صاحبه إذا تغيرت عقيدته و تبدلت مواقفه ، وإنما هو عقيدة لا تجتمع مع حرب أهل البيت (عليهم السلام) وقتلهم ، فمن كان شيعياً بمجرد خروجه على إمامه وقتله له لا يكون شيعياً كيف! والتشيع من المتابعة فهل يصدق على من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) نصرة لبني أمية و والي يزيد عبيد الله أنه متابع للحسين (عليه السلام) وليس متابعاً ليزيد وواليه !
الملاحظة الثانية : من الغريب جداً نسبة الغدر إلى التشيع والشيعة لأن أهل الكوفة غدروا بالإمام ( عليه السلام) ، فلماذا لا ينسب الغدر إلى الإسلام والمسلمين لأنهم قتلوا عثمان بعد أن بايعوه ، فهل يشك أحد في أن قتلة عثمان من المسلمين وبعضهم من الصحابة ، وهل هم يهود أو نصارى أو قوم نزلوا من القمر وأحاطوا ببيت عثمان !
هم مسلمون ، فهل يصح بهذا نسبة الغدر إلى الصحابة ! لو سلمنا أن الذين قتلوا الحسين ( عليه السلام) كانوا شيعة فهذا لا يبرر نسبة الغدر الى التشيع والامر واضح للمنصف.
الملاحظة الثالثة : للتشيع إطلاقان فتارة يراد به ما ذكرناه في الملاحظة الأولى ، وهو المعنى الخاص الذي يذكره علماء الكلام و الملل والنحل ، قال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل ج2 ص 113: (الشيعة هم الذين شايعوا علياً على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية ، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده).
وأخرى يراد به مطلق محبة الإمام علي ( عليه السلام) ونصرته أو تقديمه في الفضل على من تقدم وإن لم يكن معه الاعتقاد بعصمته وأنه مجعول ومنصوب من قبل الله تعالى ، قال ابن حجر في هدى الساري : (التشيع محبة علي و تقديمه على الصحابة ، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي).
وهذا يدل على أن التشيع ليس مرادفاً للرفض ، وبهذا المعنى العام أطلق التشيع على جملة من علماء السنة ، فقد قال الذهبي في ترجمة الحاكم النيسابوري : (أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر وأما الشيخان فمعظم لهما بكل حال فهو يتشيع لا رافضي) ، وقال الحموي في ترجمة محمد بن إسحاق : (قال يحيى بن سعيد القطان كان محمد بن إسحاق والحسن بن ضرة و إبراهيم بن محمد كل هؤلاء يتشيعون ويقدمون علياً على عثمان).
و قد كان يطلق على أهل الكوفة لفظ الشيعة ، لأنهم نصروا الإمام علي في حروبه ضد الناكثين والقاسطين و المارقين ، ولكن هذا لا يعني أنهم كانوا شيعة بالمعنى الخاص ، وإنما يطلق عليهم الشيعة بالمعنى العام وأغلبيتهم في زمن الإمام لم يكونوا شيعة بالمعنى الخاص ، والشواهد التاريخية تأكد ذلك ، ونستعرض فيما يلي جملة من الشواهد :
الشاهد الأول :هو أن ولاة بني أمية المتعاقبين على الكوفة وهم ( المغيرة بن شعبة و زياد بن أبيه و عبد الله بن خالد بن أسيد و الضحاك بن قيس ، و عبد الرحمن بن أم مكتوم والنعمان بن بشير و عبيد الله بن زياد) أعملوا القتل والتعذيب والتهجير في شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) مدة عقدين من السنين تقريباً ، فقتل حجر الذي قال فيه الحاكم النيسابوري : (قتل في موالاة علي) ، و قتل معه جملة من الشيعة إلا عبد الرحمن بن حسان الذي أرجع إلى الكوفة ودفنه زياد بن أبيه حياً كما في بعض الروايات .
وقتل الصحابي الجليل عمر بن الحمق الخزاعي بتهمة تجمع الشيعة عنده كما في تاريخ ابن عساكر ، وسجنت زوجته ثم نفيت إلى حمص وسجن عبيد الله الكندي وعبيد الله بن الحارث وعبد الأعلى الكلبي و العباس الجدلي و المختار و سليمان بن صرد و عبد الله بن نوفل بن الحارث حتى قال ابن زياد : (ما تركت لكم ذا طنة أخافه عليكم إلا وهو في سجنكم) تاريخ الطبري ج 3 ص 364.
وقتل رشيد الهجري و جويرية بن مسهر و صُلب الحضرميان مسلم بن زيمر و عبد الله بن نجي وقد ذكرهما الإمام الحسين (عليه السلام) في كتاب له إلى معاوية ذكره البغدادي في المحبر بقوله : (ألست صاحب حجر والحضرميين الذين كتب إليك ابن سمية أنهما على دين علي ورأيه ).
ونقل بن عساكر أن سعيد بن سرح لما فر من الكوفة من بطش الأمويين بالشيعة وثب زياد على أخيه وولده و امرأته فحبسهم وأخذ ماله وهدم داره.
ونقل البلاذري أن زياد بن سمية هجر خمسين ألف بعائلاتهم كم الكوفة و البصرة إلى خراسان ، وكانت نتيجة هذه الممارسات التعسفية انحسار الشيعة حتى أوشكوا على الانقراض ، فقد نقل الطبري أن عبيد الله بن زياد قال لهانيء بن عروة : ( أما علمت أن أبي قدم هذا البلد فلم يترك أحداً من هذه الشيعة إلا قتله) ، ونقل ابن بطة في المنتقى عن أبو إسحاق عالم الكوفة أنه قال : ( خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر و تقدمهما).
الشاهد الثاني : هو أن الكوفة كانت حاضرة الإسلام في زمن أمير المؤمنين ( عليه السلام) الذي لم يمتد حكمه خمس سنوات ، وكانت قبلاً محط عسكر المسلمين الذي كانوا على عقيدة السقيفة في الأعم الأغلب ، و نصرتهم لأمير المؤمنين من منطلق أنه مبايع وخليفة بعد الثلاثة ، فما تقتضيه طبيعة الأوضاع الاجتماعية والسياسية أن يكون عدد الشيعة قليلا جداً ، وهذا ما بينه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام) حسب رواية الكافي فقد نقل ثقة الإسلام ( رحمه الله ) أنه قال : (قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزوجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (عليه السلام) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان ، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لاقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والارحام، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الاغنياء وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عزوجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ماكان عليه ، وسددت مافتح فيه من الابواب، وفتحت ماسد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت باحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الامم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الاسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري).
وبعد أمير المؤمنين ( عليه السلام) خضعت الكوفة لحكم بني أمية ، فما تقتضيه طبيعة الأمر أن يكون عدد الشيعة الخلص قليلاً جداً ، وهذا ما يفسر سرعة سيطرة ابن زياد على الكوفة وتصفيته لمسلم بن عقيل ، فقد كانت القوة والشوكة مع الأمويين و الخوارج وكان من زعماء الأمويين ( حصين بن نمير وكثير بن شهاب وخالد بن عرفه وعزرة بن قيس ز القعقاع بن شور وعبيد الله بن عباس السلمي و أسماء بن خارجه وحجار بن أبجر و شمر بن ذي الجوشن وبكر بن حمران ).
و مما يدل على سيطرة الأموين على العراق بشكل عام ما نقله الطبري من كتاب يزيد إلى عبيد الله فقد قال فيه : (إنه بلغني أن الحسين بن علي قد توجه نحو العراق فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن وخذ على التهمة )، فإنه ما كان له أن يتحدث بهذه اللغة لو لم يكن مسيطراً لا يهمه أن يسفك دماء الأبرياء على الظن والتهمة ، ولهذا خرجوا بالآلاف لحرب الإمام ( عليه السلام) و ارتكبوا أبشع الجرائم التي تدل على حقد دفين وطلب للانتقام ، ولا يتوقع ذلك ممن يؤمن بإمامته ويدين الله بمحبته و يؤيد ذلك ما قيل من أن المختار قتل من أعداء أهل البيت ( عليهم السلام) في الكوفة سبعين ألف راجع مقتل الخوارزمي ج2 ص 280.
الشاهد الثالث : هو أن كتب الذين كتبوا إلى الإمام وبايعوه يظهر منها أن أصحابها لم يكونوا شيعة بالمعنى الخاص ، فقد نقل الطبري و الكامل و البلاذري أنهم كتبوا إلى الإمام ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، للحسين بن علي من سليمان بن صرد ، والمسيب بن نجبة ، ورفاعة بن شداد ، وحبيب بن مظاهر ، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة ، سلام عليك ، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد ، الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها وغصبها فيئها ، وتأمر عليها بغير رضاً منها ، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبعداً له كما بعدت ثمود . إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الأمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله ، والسلام عليك ورحمة الله ) .
فإن قولهم : (إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق) دليل على أهم ما كنوا شيعة بالمعنى الخاص ، إذ التشيع الخاص من أصوله أن الحسين (عليه السلام) إمام مفترض ولا تكون الأرض بدون إمام ، قم ما معنى : (لعل الله أن يجمعنا بك على الحق) إذا كانوا يعتقدون بعصمته!.
وقد تقول : فيهم من يرى الشيعة تشيعهم بالمعنى الخاص كحبيب بن مظاهر ( عليه السلام) .
و جواب هذا التساؤل واضح ، وهو من شواهد ما ذكرناه من غلبة غير الشيعة في الكوفة ، فإن الذين كتبوا لما كان أكثرهم من غير الشيعة بني الكتاب وفق نظرهم تمييلاً للناس إلى الإمام (عليه السلام) وذلك لأن كتابة الرسالة على خلاف عقيدة الجمهور يوقع الاختلاف بين المكاتبين .
ومن الذين كتبوا شبث بن ربعي ، وحجار بن أبجر ، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم ، وعزرة بن قيس ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، ومحمد بن عمر التميمي ، فقد كتبوا : أما بعد فقد اخضرَّ الجناب ، وأينعت الثمار ، وطمَّ الجمام ، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة ، والسلام عليك .
وهؤلاء بين أموي وخارجي كشبث بن ربعي ، وقد نقل المؤرخون تصريحات مقاتلي الإمام الحسين (عليه السلام) بانحرافهم عن أمير المؤمنين ( عليه السلام) أو بما يدلل على عدم تشيعهم ، فقد نقل الطبري عن عفيف بن زهير : (وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال يا برير بن حضير كيف ترى الله صنع بك قال صنع الله والله بي خيرا وصنع الله بك شرا قال كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا هل تذكر وأنا أماشيك في بني لوذان وأنت تقول إن عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا وإن معاوية بن أبي سفيان ضال مضل وإن إمام الهدى والحق علي بن ابي طالب فقال له برير أشهد أن هذا رأيي وقولي فقال له يزيد بن معقل فإني أشهد أنك من الضالين).
ونقل أن نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ ، وهو يقول : أنا الجملى أنا على دين على قال : فخرج إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث فقال : أنا على دين عثمان ، فقال له : أنت على دين شيطان. تاريخ الطبري ج 3 ص 324.
ونقل الخوارزمي في مقتله ج 1 ص 253 إنكار محمد بن الأشعث قرابة الحسين ( عليه السلام) من النبي ( صلى الله عليه وآله) و لم ينكر عليه أحد من العسكر الكوفي ، ولا يصدر ذلك إلا من ناصب وبين الشيعة وبينه بعد المشرقين كما هو معلوم . وقال عمرو بن الحجاج مخاطباً أهل الكوفة على ما نقله الطبري ج 3 ص 324 وغيره : يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام .
ولم ينكر عليه الجيش المعادي ـ أيضاً ـ ومن الواضح أن كلامه مبني على أدبيات و ثقافة لا تمت إلى التشيع بصلة .
واللطيف أن ابن كثير يقول عن الذين كتبوا للإمام ( عليه السلام) : (وجعلوا يستحثونه ويستقدمونه عليهم ليبايعوه عوضاً عن يزيد …. وأنهم لما يبيعوا أحداً إلى الآن ) البداية والنهاية ج 8 ص 151.
و هذا الكلام يدل على أنهم في نظرة من مدرسة البيعة و توقف الإمامة عليها ، وإلا فإن الشيعي لا يقول ذلك وهو يرى الإمام مفترض من الله ومنصوب من قبله وليس على الأمة إلا طاعته واتباعه.
الشاهد الرابع : وصف الإمام الحسين ( عليه السلام) لهم بأنهم شيعة آل أبي سفيان.
فقد قال ابن أعثم في الفتوح ج 5 ص 134 ، والخوارزمي في المقتل ج 2 ص 38 ، وابن الأثير في الكامل ج 3 ص 431 أن الإمام الحسين (عليه السلام) خاطب أعداءه بقوله : (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه).
وقال ( عليه السلام) مبيناً أن أهل الكوفة يقتلونه ويقتلون شيعته وأن الله سوف ينتقم له ولشيعته من القتلة على يد غلام ثقيف: ( يسقيهم كأساً مصبرة فلا يدع أحداً قتلة بقتلة وضربة بضربة ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي و شيعتي منهم ) مقتل الخوارزمي ج 2 ص 10.
رأي ابن تيمية :
إن هذه الشواهد وغيرها تفيد القطع بأن الذين قتلوا الإمام ( عليه السلام) لم يكونوا شيعة ، وهذا ما جعل ابن تيمية مع تعصبه ضد الشيعة يذهب إلى مغايرة الشيعة لقتلة الحسين ( عليه السلام) . فقد قال في منهاج سنته ج 4 ص 366 – 368 : ( والرافضة أعظم جحدا للحق تعمدا وأعمى من هؤلاء فإن منهم ومن المنتسبين إليهم كالنصيرية وغيرهم من يقول إن الحسن والحسين ما كانا أولاد علي بل أولاد سلمان الفارسي ومنهم من يقول إن عليا لم يمت وكذلك يقولون عن غيره. ومنهم من يقول : إن أبا بكر وعمر ليسا مدفونين عند النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يقول : إن رقية وأم كلثوم زوجتي عثمان ليستا بنتى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هما بنتا خديجة من غيره. ولهم في المكابرات وجحد المعلومات بالضرورة أعظم مما لأولئك النواصب الذين قتلوا الحسين وهذا مما يبين أنهم أكذب وأظلم وأجهل من قتلة الحسين) .
فإن مقارنته بين الرافضة و قتلة الحسين ( عليه السلام) وحكمة على الرافضة بأنهم أكذب و أظلم و أجهل دليل المغايرة بينهما في نظرة ، فهذا شيخهم وكبيرهم مع بغضه الشديد للشيعة و حماسته الكبيرة ضدهم حتى نسب إلهم أنهم يمسخون إلى خنازير ، فقال في كتاب الاستقامة (1/ 364): فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير وربما مسخ خنزيرا وقردا كما قد تواتر ذلك.
مع كل ذلك لم يتجاوز شواهد براءة الشيعة من قتل الحسين (عليه السلام) فجعلهم طائفة مغايرة للنواصب قتلة الحسين ( عليه السلام).
الملاحظة الرابعة : كيف ينسب قتلة الإمام إلى الشيعة ، ويعتبرون سلفاً لهم ويقال كذباً : (أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا) مع أن الشيعة يجهرون ليلاً نهاراً بلعن قتلة الحسين ( عليه السلام) ولا يعتمدون عليهم في شيء من دينهم ، في الوقت الذي لا ينسبون إلى الأمويين الذين استفادوا من فعلهم و لم يعاقبوهم على جريمتهم ، بل إن المخالفين المتأثرين بالنهج الأموي وثقوهم و اعتمدوا على رواياتهم ، وهذا ما يكشف الموقف العام للمسلمين اتجاه قتلة الامام وهو الموقف الذي يبعد جدا مخالفته لموقف السلطة التي لم تعاقب القتلة باعتراف ابن تيمية نفسه .
وأذكر نماذج و القائمة تطول :
1ـ عمر بن حريث المخزومي الذي قاد جيش عبيد الله في قتل مسلم بن عقيل (عليه السلام) ، ترضى عنه البخاري وقال : (عمرو بن حريث أبو سعيد المخزومي القرشي رضي الله عنه سكن الكوفة) وقال الذهبي : روى عن أبي بكر الصديق و ابن مسعود و حدث عنه ابنه جعفر و الحسن العرني والمغيرة بن سبيع والوليد بن سريع …) سير أعلام النبلاء ج 3 ص 418.
2ـ شبث بن ربعي . ذكره ابن حبان في الثقات ج 4 ص 371.
3ـ محمد بن الأشعث . قال الألباني في سند وقع فيه : (رجاله ثقات غير محمد بن الأشعث وقد وثقه ابن حبان وروى عنه جماعة وهو تابعي كبير ) سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 2 ص 307.
4ـ كثير بن شهاب . ذكره ابن حبان في الثقات و قال عنه العجلي كوفي تابعي ثقة . معرفة الثقات ج 2 ص 224.
الملاحظة الخامسة : هناك شواهد تدل على أن الحسين (عليه السلام) قتل بأمر ورضا من يزيد بن معاوية .
ومن الشواهد :
1ـ ـ قول ابن زياد لمسافر بن شريح اليشكري: «أما قتلي الحسين، فإنه أشار علي يزيد بقتله أو قتلي، فاخترت قتله..» الكامل في التاريخ ج3 ص324.
2ـ أن يزيد كتب إلى الوليد بن عتبة: «خذ الحسين وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمان بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً، ومن أبى فاضرب عنقه، وابعث إلي برأسه..» مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص178 ـ 180 ومناقب آل أبي طالب (ط مكتبة مصطفوي ـ قم ـ إيران) ج4 ص88 والفتوح لابن أعثم ج5 ص10.
3 ـ وانه كتب إلى عامله على المدينة : «وعجِّل علي بجوابه، وبيِّن لي في كتابك كل من في طاعتي، أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي».
4 ـ و قال ابن عساكر: «بلغ يزيد خروجه، فكتب إلى عبيد الله بن زياد، وهو عامله على العراق، يأمره بمحاربته، وحمله إليه إن ظفر به..» ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر ص302 وتاريخ دمشق ج14 ص213 وفي هامشه عن: بغية الطالب ج6 ص2614.
وحسب نص ابن أعثم: أن ابن زياد قال لأهل الكوفة: «كتب إليَّ يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، وماءتي ألف درهم أفرقها عليكم، وأخرجكم لحرب عدوه الحسين بن علي، فاسمعوا له وأطيعوا»..
وقال السيوطي: «فكتب يزيد إلى واليه بالعراق، عبيد الله بن زياد بقتاله..» تاريخ الخلفاء (ط دار الفكر سنة 1394هـ بيروت) ص193 وتاريخ الإسلام للذهبي ج5 ص10.
5 ـ نقل الآلوسي عن تاريخ ابن الوردي، وكتاب الوافي بالوفيات:
أنه لما ورد على يزيد نساء الحسين، وأطفاله، والرؤوس على الرماح، وقد أشرف على ثنية جيرون، نعب الغراب، فقال يزيد:
لمـا بدت تلك الحـمـول وأشـرفت تـلـك الـرؤوس على ربى جيرون
نعب الغراب، فقلت: نح، أو لا تنح فلقد قـضـيـت من النبي ديوني
إلى أن قال: وهذا كفر صريح، فإذا صح فقد كفر به. ومثله تمثله بقول ابن الزبعرى قبل إسلامه: (ليت أشياخي) الأبيات.. انتهى.. روح المعاني ج26 ص73.
6ـ ما قاله ولده معاوية بن يزيد : «..إن من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه، وبئيس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله «صلى الله عليه [وآله] وسلم»، وأباح الحرم، وخرب الكعبة الخ..» الصواعق المحرقة ج2 ص641 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص254 وينابيع المودة ج3 ص36.
7 ـ وقد نقل اليعقوبي والبلاذري و الطبراني و ابن عساكر و اليثمي في مجمع الزوائد ووثق رجاله و الذهبي في السير و السيوطي أمر يزيد عبيد الله بقل الإمام ومن ذلك أنه كتب له : انه بلغني أن حسينا سار الي الكوفة، و قد ابتلي به زمانك بين الأزمان ، و بذلك بين البلدان، و ابتليت به من بين العمال، و عنده تعتق أو تعود عبدا.
إن ملاحظة هذه الوثائق وغيرها وملاحظة الظرف السياسي والاجتماعي وعدم معاقبة يزيد للقتلة ، و بُعد إقدام واليه على هذا الفعل المشين الجلل دون مراجعته ، يفيد القطع بأن القتل بأمر من يزيد نفسه .
ولوضوح وتظافر هذه القرائن جزم جملة من علماء المخالفين بأن القتل وقع طاعة ليزيد فقد سئل ابن الجوزي عن لعن يزيد ، فقال: قد أجاز أحمد لعنه، ونحن نقول: لا نحبه لما فعل بابن بنت نبينا، وحمله آل رسول الله سبايا إلى الشام على أقتاب الجمال. مرآة الزمان ج8 ص496 حوادث سنة 597. وراجع: الصواعق المحرقة ج2 ص634 و 635 وراجع: منهاج السنة ج4 ص565 ـ 573 ومقتل الحسين للمقرم ص33.
وقال الذهبي: «كان ناصبياً غليظاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، فتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرة..» شذرات الذهب ج1 ص69.ويقول ابن خلدون فيه : «إن قتله من فعلاته المؤكدة لفسقه، والحسين فيها شهيد..» . مقدمة ابن خلدون ص181 ، وقد تقدم نقل أقوال جملة منهم.
التشبث بكلام المرحوم مطهري:
قال الشهيد مطهري ( رحمه الله) على ما نسب إليه في الملحمة الحسينية ج 1 ص 129 : ( ولا ريب في أن أهل الكوفة كانوا من شيعة علي بن أبي طالب ، وأن الذين قتلوا الإمام هم شيعته ولهذا كتب المؤرخون عن أهل الكوفة يقولون : قلوبهم معه وسيوفهم عليه).
وقد حاول البعض أن يوظف هذه العبارة في تدعيم أن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام (عليه السلام) غير أن هذا التوظيف غير سديد وذلك لما تقد من أن التشيع يطلق ويراد منه معنى عام وهو مطلق المحبة والميل ، وهذا المعنى هو مراد الشهيد (رحمه الله) بقرينة أنه قال : (ولهذا كتب المؤرخون عن أهل الكوفة يقولون : قلوبهم معه وسيوفهم عليه) فإن مجرد كون القلوب معه يعني التعاطف والميل والمحبة ، وليس هذا هو التشيع الخاص الذي يعني الاعتقاد بإمامته الإلهية .
الحمد لله رب العالمين
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً