السلام عليكم شيخنا ….. انتشر في الآونة الأخيرة مقال يزعم فيه الكاتب بوجود علاقة طبيعية بل حميمة بين اهل البيت عليهم السلام وبين من تقدم على الامام علي عليه السلام مستدلا على ذلك بتسمية اهل البيت عليهم السلام أولادهم بهذه الاسماء ( ابو بكر ، عمر ، عثمان ، عائشة ) بل ووضعت على جدار البقيع وسيلة فيها هذه التسميات وجاء فيها :
آل البيت البكريون ..
1-أبوبكر بن علي بن أبي طالب
2-أبوبكر بن الحسن بن علي
3-أبوبكر بن علي زين العابدين
4-أبوبكر بن موسى الكاظم
5-أبوبكر علي الرضا
آل البيت العمريون ..
1- عمر بن علي بن أبي طالب
2- عمر بن الحسن بن علي
3- عمر بن الحسين بن علي
4- عمر بن علي زين العابدين
6- عمر بن موسى الكاظم.
آل البيت العثمانيون ..
1- عثمان بن علي بن أبي طالب أمه أم البنين بنت حزام الكلابية قتل مع أخيه الحسين في كربلاء
2- عثمان بن عقيل بن أبي طالب
العوائش من آل البيت ..
1- عائشة بنت جعفرالصادق
2- عائشة بنت موسى الكاظم
3- عائشة بنت جعفربن موسى الكاظم
4- عائشة بنت علي الرضا
5- عائشة بنت علي الهادي .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين وبعد :
الكلام في تزييف ما ذكر الكاتب طويل جدا واعطاؤه حقه التام يحتاج الى بسط الحديث وهذا ما لا اجد وقتا له ، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله ، وعليه سوف اكتفي بذكر أمور :
الأمر الاول : هو ان كثيرا من هذه التسميات التي ذكرت لم تصح ولم يات فيها طريق معتبر لا في كتبنا ولا في كتب العامة ، فإرسالها إرسال المسلمات والتمسك بها في مقام الاحتجاج في غير محله ، و مجاراة للكاتب في منهجه سوف نتبع نفس اسلوبه .
الامر الثاني : هو ان التسمية باسم قد يكون حبا في الاسم كمن يسمي ابنته جميلة لانه يحب اسم (جميلة) ، وقد يكون حبا في شخص له نفس الاسم كمن يسمي ولده باسم ابيه ، فمن اين اثبت الكاتب ان اهل البيت عليهم السلام. لما سموا ابناءهم بهذه الاسماء فعلوا ذلك حبا في من له هذه الاسماء وليس حبا في الاسماء نفسها .
ان الفعل لا يعرف وجهه الا من فاعله ولم يقم الكاتب بذكر وجه بينه نفس الفاعل ومجرد التطابق في الاسماء لا يدل على حب أصحاب الاسماء و يشهد ذلك ان الشيخ المفيد ( رحمه الله ) نقل في الإرشاد ان احد ابناء الامام الحسن اسمه عمرو اي مطابق لاسم عمرو بن ود العامري و عمرو بن هاشم ابي لهب ، فهل يقول الكاتب ان الامام الحسن يحب هذين الكافرين ولهذا أطلق على ولده اسمهما !
و لا احد يشك في العداوة الواقعة بين عبيد الله بن زياد والإمام السجاد عليه السلام ومع ذلك احد أسماء ابناء الأمام السجاد عبيد الله ، فهل يقول المستشكل ان الامام السجاد يحب قاتل ابيه !
وكذلك لا شك في العداوة بين هارون العباسي والامام الكاظم عليه السلام ، ومع ذلك نقل ان احد أسماء اولاد الكاظم عليه السلام هارون ، فمجرد التطابق في الاسم لا يدل على ما يريد الكاتب إثباته .
الامر الثالث : هو ان هنالك افردا آخرين من الصحابة لهم كنية ابي بكر او اسمه – اذا كان اسما – كأبي بكر بن شعوب الليثي .
ونقل ابن سعد في طبقاته اكثر من ٢٠ صحابي اسمهم عمر منهم عمر الأسلمي وربيب النبي عمر بن ابي سلمة ، وكذلك نقل اكثر من ١٦ صحابي اسمهم عثمان منهم الصحابي الجليل عثمان بن مضعون أخو النبي من الرضاع .
فلو سلمنا ان الائمة سموا أبناءهم بهذه الاسماء لانهم يحبون اشخاصا لهم هذا الاسماء ، فمن اين يثبت الكاتب أنهم ( ابو بكر بن ابي قحافة و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان) و ليس غيرهم ممن له هذه الاسماء من الصحابة !
ويؤيد انه لم تثبت التسمية بأسماء هؤلاء الذين يحاول الكاتب إثبات ان التسمية لاجلهم
ان ابا بكر بن ابي قحافة لم يكن اسم ابو بكر وانما كنية واسمه عتيق وقيل عبد الله .
ونقل ابو الفرج في مقاتل الطالبين في ص ٥٥ عن الامام علي انه قال ( انما سميته باسم اخي عثمان بن مضعون ) .
الامر الرابع : لو سلمنا انه لا يوجد في الصحابة من سمي بهذه الاسماء الا الثلاثة الذين حكموا قبل الامام علي ، وان الامام علي وغيره من المعصومين اطلقوا الاسم على أبنائهم لأجل هؤلاء الحكام وان الاسمية تدل على حب صاحب الاسم ، مع كل ذلك نقول هذا لا يدل على تأييد الائمة لهؤلاء ، وذلك لان هذه التسمية انما تدل على المحبة فيما اذا كانت في ظروف طبيعية ولا تدل على ذلك في ظروف التقية والخوف من صاحب الاسم او اتباعه ، الذين يحتمل ترتب الضرر منهم فيما اذا لم يظهر الانسان المودة لمتبوعهم .
لو ذهبت الى العراق لرأيت كثيرا من الذين ولدوا في زمن صدام حسين الهالك أسماؤهم ( صدام ، عدي ، قصي) وذلك لان آباءهم كانوا يخافون من الحاكم ومن حزبه ويحاولون ان يظهروا المحبة باي طريق حتى لا يكونوا ضحية من ضحايا السلطة ، ولا يقول عاقل بان هذه الاسمية تدل على محبة صدام ووالديه ، كيف وبغض الشعب العراقي الشيعي المظلوم لصدام ومعاناته من بطشه وجوره قد سمعه الأصم وأبصره الأعمى !
كذلك الحال في تسمية الائمة بأسماء الحاكمين او من يحبهم السواد الأعظم من الناس ، فانه كان تقية خوفا من البطش و مقاطعة الناس ، او دفع عداوتهم .
ولعله لهذا تجد ان الكثير من رجال الشيعة ورواتهم من أصحاب الائمة باسم معاوية ويزيد وخالد وعمر وعثمان ، و ما ذلك الا للحفاظ على انفسهم في ظروف التقية .
ان التمسك بهذه التسمية التي هي فعل مجمل لا دلالة له على ما يريد الكاتب و ترك النصوص القطعية الدالة على خلاف ما يريده يدل على الإفلاس العلمي ، فالقوم يريدون بهذا ان يثبتوا شرعية خلافة من تقدم على الامام عليه السلام ، وأن العلاقة بينهم وبين اهل البيت طبيعية بل حميمة ، من خلال هذه القشة التي لا يتعلق بها حتى الغريق ، ويتغافلون عن النصوص القطعية في شرعية خلافة الامام مباشرة بعد النبي واخباره الوارد في الصحيح بان الامة ستغدر بامير المؤمنين من بعده ، و الهجوم على داره وشهادة الزهراء وهي واجدة وغير ذلك من الادلة الصريحة في خلاف مقصودهم.
حيدر السندي
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً