إن النهضة الحسينية نهضة عالمية تعدت حدودها لتنتشر في وسط أدبيات وثقافات العالم وذلك من خلال مبادئها العالمية التي تنادي بالكرامة للإنسان ومن بين الأوجه التي تنظر إلى عالميتها عندما تعلم أن كل الشرائح والقوميات من العرب والأعاجم شاركوا فيها وها هو الشهيد أسلم بن عمرو التركي الشهيد الخالد الذي له موقف لا يمكن للتراب أن يعفره أو للتاريخ أن يتجاهله .
يقول المامقاني عن أسلم: هو مولى اشتراه الإمام الحسين عليه السلام وأهداه لولده الإمام السجاد عليه السلام وكان غلاما تركيا ولما خرج الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة خرج أسلم معه ولزم ركابه ونزل كربلاء ولما استقرت الحرب يوم عاشوراء استأذن الحسين عليه السلام وبعد أن أخذ الإذن من مولاه الإمام السجاد عليه السلام للنزول إلى أرض المعركة والاستشهاد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام، كان ماهرا في الرماية ويعمل في الوقت نفسه كاتباً للإمام الحسين عليه السلام، وكان يجيد اللغة العربية وتلاوة القرآن، ذكر البعض أن اسمه سليمان وسليم أيضا(أنصار الحسين:58). بعد أن أُذن له بالقتال ارتجز قائلا:
البحر من طعني وضربي يصطلي
والجـو من سـهمي ونبلي يمتـلي
إذا حسـامي في يمـيـني ينجـلي
ينشـق قـلب الحاسـد المـبـجّل
(مقتل الخوارزمي24:2)
ومن الدروس التربوية بين الأب وابنه هو عندما أراد اسلم أن يستأذن الحسين عليه السلام طلب منه أن يستأذن أولا من السجاد عليه السلام وكان له ما أراد ثم حمل عليهم وقد قتل مجموعة منهم ولما علم السجاد عليه السلام بذلك أمر برفع سجف الخيمة، وعاد الغلام بعد مشقة الحرب والعطش إلى مولاه وودعه ثانية، وبعد أن أثخنت جراحه هوى على الأرض صريعا فأسرع إليه الحسين عليه السلام ونزل من على فرسه وبكى عليه ووضع خده الميمون على خد الغلام وكان في السياق ففتح أسلم عينيه ورأى الحسين إلى جانبه فتبسّم بسمة منتصر وفاضت نفسه الشريفة -صلى الله عليه ولعن قاتله- .
وأكد الشافعي الكنجي وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وفي نفس المهموم أن هذا الغلام كان مقرئا للقرآن وتاليا له -رضوان الله تعالى عليه-
—————————-
موقع العتبة الحسينية
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً