هو حفيد عقيل بن أبي طالب وكان غلاما عندما استشهد في واقعة الطف وعنه يقول المامقاني : أخطأ ابن داود في ذكر محمد بن سعيد بالاسم دون الكنية لان كتب الرجال والسير والمقاتل وزيارتي الناحية المقدسة والرجبية ذكرت والده بالكنية ” أبي سعيد” : ( السلام على محمد أبي سعيد). وروى الكنجي في كفاية الطالب عن أبي مخنف قال : حدثني حميد بن مسلم قال : لمّا صرع الحسين خرج غلام مذعوراً يلتفت يمينا ً وشمالا ً فشدّ عليه فارس فضربه ، فسألت عن الغلام ، فقيل : محمد بن أبي سعيد ، وعن الفارس ، فقيل : لقيط بن إياس الجهني . وكان الغلام ابن السابعة.
وقال ابن شهرآشوب : رماه لقيط بن إياس لعنه الله بسهم في جنبه وقتله . وقال ابن الأثير في الكامل: قتله هاني بن ثبيت الحضرمي. وأمّا أبوه ابو سعيد فهو من الرجال المرموقين ، ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والمقامقاني في باب الكنى عن رجاله والمحدث القمّي في نفس المهموم وكتاب الكنى والألقاب : دخل الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام) على معاوية وعنده عبدالله بن الزبير وكان معاوية يحبّ أن يغري بين قريش ، فقال : يا أبا محمد ، أيهما كان أكبر سناً : علي أم الزبير ؟ فقال الحسن ( عليه السلام) : ما أقرب ما بينهما وعلي أسنّ من الزبير ، رحم الله علياً . فقال ابن الزبير : رحم الله الزبير . وهناك أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب ، فقال : يا عبدالله ، وما يهيجك من أن يترحّم الرجل على أبيه ؟ قال :
وانا ايضاً ترحمّت على أبي . قال : أتظنه ندّاً له؟ قال : وما يقعد به عن ذلك ، كلاهما من قريش وكلاهما دعا الى نفسه ولم يتمّ ؟
قال : دع ذلك عنك يا أبا عبدالله ، إن علياً من قريش ومن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث تعلم ولمّا دعا الى نفسه اتّبع فيه وكان رأساً ، ودعا الزبير الى أمر كان الرأس فيه امرأة ولما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وولى مدبراً قبل ان يظهر الحق فيأخذه أو يدحض الباطل فيتركه فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر فضرب عنقه وأخذ سلبه وجاء برأسه ومضى علي ( عليه السلام) قدماً كعادته مع ابن عمه رحم الله علياً فقال ابن الزبير : لو غيرك تكلم بهذا يا أبا سعيد لعلم .
فقال : إن الذي تعرض به يرغب عنك وكفّه معاوية فسكتوا، وأُخبرت عائشة بمقالتهم، ومرّ أبو سعيد بفنائها ، فنادته : يا أبا سعيد ، انت القائل لابن اختي كذا ؟ فالتفت فلم ير شيئاً ، فقال : إن الشيطان يراك ولا تراه فضحكت عائشة وقالت : لله ابوك ما أذلق لسانك .
—————-
موقع العتبة الحسنية
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً