لذرية النجاشي حضور في واقعة الطف لمؤازرة الحسين عليه السلام ومنهم نصر بن ابي نيزر مولى عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) ، كان ابو نيزر من ولد بعض ملوك العجم او من ولد النجاشي وهو فارس شجاع صار الى الامام الحسن بعد شهادة امير المؤمنين ثم انضمّ الى الحسين (عليه السلام) حتى إذا خرج من المدينة الى كربلاء خرج معه واستشهد في الحملة الاولى يوم عاشوراء . وقال المبرّد في كتاب الكامل ( إنه من اولاد العجم) وصحّ عندي انه من ولد النجاشي . وقال العلامة النوري في المستدرك : ( كان أبو نيزر من ابناء بعض ملوك العجم ، قال : وصحّ عندي بعد انّه من ولد النجاشي .
فرغب في الاسلام صغيراً فأتى رسول الله فأسلم وكان معه في بيوته، فلمّا توفّي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) صار مع فاطمة وولدها . ” فلما هلك النجاشي أقبل اليه اهل الحبشة ليقيموه ملكاً عليهم مكان ابيه فقال : ساعة اخدم بها رسول الله خير لي من ان اكون ملكاً عمري كله عليكم ، وصار بعد النبي الى سيدة النساء فاطمة واولادها يخدمهم ، فأقامه الامام في مزرعتيه البغيبغة وعين ابي نيزر يصلحهما”
قال ابو نيزر : جاءني علي بن ابي طالب (عليه السلام) وانا اقوم بالضيعتين عين ابي نيزر والبغيبغة فقال : هل عندك من الطعام ؟ فقلت طعام لا ارضاه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، قرع من قرع الضيعة صنعته بأهالة سنخه، فقال علي (عليه السلام) : عليّ به، فقام الى الربيع – وهو جدول- غسل يده ثم اصاب من ذلك شيئاً ثم رجع الى الربيع فغسل يده بالرمل حتى نقّاهما ثم ضمّ يديه كل واحدة منهما الى اختها وشرب بهما حسواً من ماء الربيع ثم قال : يا أبا نيزر، ان الأكفّ أنظف الآنية ، ثم قال : من ادخله بطنه في النار فأبعده الله .
ثم اخذ المعول وانحدر في العين فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضح جبينه عرقاً فانتكف العرق عن جبينه ثم اخذ المعول وعاد الى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعاً وقال : أُشهد الله انها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة ، قال : فعجّلت بهما اليه ، فكتب :بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تصدق به عليّ امير المؤمنين ، تصدّق بالضيعتين المعروفتين بعين ابي نيزر والبغيبغة على فقراء اهل المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة ، لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلاّ ان يحتاج اليهما الحسن والحسين ( عليهما السلام) فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما. قال محمد بن هشام : فركب الحسين (عليه السلام) دين فحمل اليه معاوية بعين ابي نيزر مائتي الف دينار فأبى ان يبيع، وقال : إنما تصدّق بها ابي ليقي الله وجهه حر النار ولست بايعهما بشيء.
لا توجد تعليقات، كن الأول بكتابة تعليقك
اترك تعليقاً